شرّ الحاسدين
المؤلف:
ناصر مكارم الشيرازي
المصدر:
تفسير الامثل
الجزء والصفحة:
ج15 ، ص621.
24-11-2014
2505
قال تعالى : {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق : 4 ، 5].
«الحسد» خصلة سيئة شيطانية تظهر في الإنسان نتيجة عوامل مختلفة مثل : ضعف الإيمان ، وضيق النظر ، والبخل. وهو يعني طلب وتمنّي زوال النعمة من شخص آخر.
الحسد منبع كثير من الذنوب الكبيرة.
عن الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام) قال : «إنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب»(1).
وعن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) قال : «أفة الدين الحسد والعجب والفخر»(2).
ذلك لأن الحسود يعترض في الواقع على حكمة اللّه وعلى ما آت اللّه من نعمة لهذا الفرد أو ذاك. كما يقول سبحانه : { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [النساء : 54].
وقد يبلغ الحسد بالحاسد إلى أن يوقع نفسه في كلّ تهلكة من أجل زوال النعمة من الشخص المحسود ، كما هو معروف في حوادث التاريخ. وفي ذم الحسد يكفي أن أوّل قتل حدث في العالم كان من قابيل على أثر حسده لأخيه هابيل.
«الحساد» كانوا دوماً عقبة على طريق الأنبياء والأولياء. ولذلك يأمر اللّه نبيّه أن يستعيذ بربّ الفلق من شرّ حاسد إذا حسد.
المخاطب في هذه السّورة والسّورة التالية شخص رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولكنّه خوطب لأنّه القدوة والنموذج ، وكلّ المسلمين يجب أن يستعيذوا باللّه من شرّ الحاسدين.
________________________
1. بحار الانوار ، ج73 ، ص237 ، ح1.
2. المصدر السابق ، ص248 ، ح5.
الاكثر قراءة في قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة