الأغذية العلاجية

وتسمى أيضاً المغذيات الدوائية Nutraceuticals ويمثل هذا الحقل تداخلا شديداً بين الجوانب الطبية ومجال الاغذية  ولكن هذا المجموعة من الاغذية كان الافضل طرحها لشدة علاقتها بالجوانب الطبية.

فالأغذية وخاصة المتخمرة تعد من أهم افرازات التقنية الحيوية الميكروبية التي تقدمها في الجوانب الطبية، وهنا لا نتناول الاغذية المهندسة وراثيا نظراً لان اغلبها يقع ضمن مجالات استعمال الحيوانات والنباتات. كما ان انواع الاغذية الاخرى التي تتجاوب مع الجوانب الصحية بتعديل تركيبها بإضافة المواد الكيماوية او الفيتامينات سوف لا يتم التطرق إليها بشكل كبير، وانما سنركز هنا على الاغذية المتخمرة وخاصة العلاجية واستعمال الاحياء العلاجية Probiotics فيها .

الاغذية المتخمرة لها مجال واسع من التطبيق ومن امتدادات زمنية طويلة مما يشير الى فوائدها من الناحية التغذوية بشكل واضح ومحسوس اضافة الى كونها اغذية وقائية وعلاجية. وقد اثبت العديد والكم الهائل من الدراسات بجدوى استعمال الاغذية المتخمرة وتأتي منتجات الألبان في مقدمتها. وقد تميزت بعض الانواع او السلالات لتصبح الاساس في الانتاج مثل Lactobacillus casei Shirota اذ أصبحت سلالة شيروتا تستعمل لإنتاج ملايين الاطنان من المنتجات المتخمرة ليستعملها ملايين البشر لأغراض طبية ووقائية. وتأتي بكتريا حامض اللاكتيك Lactic acid (LAB) bacteria والتي تضم السلالة المذكورة في مقدمة الاحياء العلاجية.

والفوائد الناتجة من استخدام البكتيرية مع الطبقات المخاطية في القناة الهضمية التي تصلها. فمن فعالياتها في الحليب هو تحليلها لبروتينات الحليب الذي يساعد البكتريا على النمو وكذلك يؤدي الى اطلاق البيبتيدات الفعالة حيويا التي تكون ضمن بروتينات الحليب وتنطلق عند تخمره وتعرضه للبروتيزات الهاضمة  لذلك فان الحليب وما يحويه من بيبتيدات فعالة وكذلك المركبات الاخرى التي تنتج أثناء التخمر تلعب الدور الأهم في تحسين الصحة وتقليص الاصابة بالعديد من الأمراض.

وتنتج العديد من الأغذية المتخمرة في مختلف أنحاء العالم وفق المواد الأولية المتوفرة في منطقة الانتاج. اذ ليس من الضروري ان تكون منتجات للحليب، فمنها اللحوم المتخمرة والحبوب والبقول المتخمرة والكثير من المنتجات. واستهلاك المنتجات اللبنية المتخمرة مرتبطة منذ زمن بعيد بتأثيراته الصحية المفيدة. وقد وجد ان كل من العصيات اللبنية Lactobacilli والبكتريا المنشطرة Bifidibacteria هي المؤثرة خاصة في المواليد اذ تكون هي السائدة في غائط الاطفال ذوي الرضاعة الطبيعية.

وفي الوقت الحاضر تتوفر الاحياء العلاجية بأشكال مختلفة من منتجات الحليب المتخمرة، أو بشكل مدعمات غذائية او على شكل أقراص او كبسولات، وأسواقها في اتساع في العالم اجمع. وقد عرفت Probiotics بطرق تنم عن بعض الاختلاف، ففي البداية عرفت على أنها " المواد المنتجة من كائنات مجهرية محددة تشجع نمو الاحياء الاخرى " ، ثم تلا ذلك تعريفها على أنها " ميكروبات حية أحادية تكون بمثابة مدعمات غذائية تؤدي الى فائدة المضيف وذلك بإيجاد التوازن الميكروبي في الامعاء " . ثم تلا ذلك توسيع التعريف لينص على أنها " مزارع مفردة او خليطة من أحياء مجهرية حية والتي عند استعمالها في الإنسان او الحيوان تؤدي الى فائدة المضيف وذلك بتحسينها الفلورا الميكروبية الداخلية " ، ويلاحظ من التعاريف المذكورة التأكيد على كون الخلايا يجب ان تكون حية، وبعد ذلك امتد التعريف لينص على أنها " خلايا ميكروبية او مشتقاتها تؤدي عند تناولها الى تأثيرات مفيدة على صحة المضيف " وهذا يعني ان الخلايا قد تكون حية او ميتة او يمكن استعمال اجزاء منها مثل الجدران الخلوية (بشكل خاص). ونظرا للاهتمام الشديد بهذه المجموعة من الاحياء وضعت المنظمات العالمية التابعة للأمم المتحدة (FAO / WHO) عام 2001 التعريف الخاص بالـ Probiotics لينص على انها " كائنات حية مجهرية عند تناولها بكميات كافية (قد تكون جزءا من الغذاء) تضفي فوائد صحية على المضيف " وهنا عاد التأكيد على وجوب كون الخلايا حية.

فلورا جسم الإنسان

بما ان الإنسان هو الهدف من تصنيع الاغذية كان لابد من دراسة الاحياء الموجودة في جسمه والتي تتركز في الامعاء الغليظة وتكون الاحياء على العموم في الحالات الطبيعية :

• احياء ذات فوائد تضفي فائدتها بشتى الطرق مثل العصيات اللبنية والبكتريا المنشطرة تساعد في الهضم وتنشيط الجهاز المناعي وتثبيط الممرضات.
• احياء بدون تأثير ظاهري وربما لا يعرف دورها في الوقت الحاضر وهذه تنتظر المستقل لاكتشافها.
• احياء مؤذية وهي المؤدية للأمراض والتي قد تكون انتهازية وتظهر فعاليتها عند انعدام التوازن الصحي للجسم وتؤدي الى امراض وقد تكون ناتجة من الاصابات والبعض منها (اي المقيم في جسم الإنسان بصورة طبيعية) تساعد في توليد السرطانات خاصة سرطان القولون.

المصادر

الخفاجي , زهرة محمود (2008) . التقنية الحيوية الميكروبية (توجهات جزيئية ) . معهد الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية . جامعة بغداد .

مواضيع ذات صلة

إنتاج مثبط تخثر الدم Hirudin

المجسات الحيوية

بعض تطبيقات الهندسة الوراثية في مجالات الطب

استعمال السموم في العلاج

فوائد العلاج الفيروسي

استعمال الفيروسات المحللة للخلايا السرطانية

العلاجات المقترحة لمعالجة الأورام

بقاء الحوامض النووية لفيروسات الورم في الخلايا المضيفة

حساسية الخلايا للإصابة الفيروسية

آليات التسرطن بالفيروسات

تداخلات الفيروسات مع المضايف

فيروسات السرطان