x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

اثبات الصانع

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : التوحيد : صفات الله تعالى : الصفات الثبوتية : العلم و الحكمة :

ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ عالم وصادق

المؤلف:  ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ

المصدر:  النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر

الجزء والصفحة:  .....

24-10-2014

780

[الله] ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ، ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻋﻨﺪﻩ ﻏﻴﺮ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻨﻪ (1)، ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻤﻊ ﻟﺨﻮﺍﺹ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﺟﻬﺎﻥ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻣﺨﺘﺎﺭ، ﻭﻛﻞ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﻋﺎﻟﻢ...لأﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻘﺼﺪﻩ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻗﺼﺪ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻈﺎﻫﺮ ﻟﻤﻦ ﺗﺪﺑﺮ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ: ﻓﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻧﻀﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ، ﻭﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﻨﻪ (2). ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ: ﻓﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻜﻔﻰ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎﺋﻪ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺣﻮﺍﺳﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الروم: 8] ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻟﻪ ﻗﻮﻯ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﻭﻣﺎﺳﻜﺔ ﻭﻫﺎﺿﻤﺔ ﻭﺩﺍﻓﻌﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﺔ: ﻓﺤﻜﻤﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﺗﺠﺬﺏ ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻠﻞ ﻣﻨﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﺳﻜﺔ: ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﺠﺬﻭﺏ ﻟﺰﺝ، ﻭﺍﻟﻌﻀﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺰﺝ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺳﻜﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻬﺎﺿﻤﺔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻬﺎﺿﻤﺔ: ﻓﻸﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀﺍ ﻟﻠﻤﻐﺘﺬﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﺔ: ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻬﺎﺿﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﺄ ﻟﻌﻀﻮ ﺃﺧﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ ﻓﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻬﻮ ﺑﺪﻳﻬﻲ ﻟﻤﻦ ﺯﺍﻭﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺗﺪﺑﺮﻫﺎ. ﻗﺎﻝ: (ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻧﺴﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﺣﻲ، ﻭﻛﻞ ﺣﻲ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ، ﻓﻴﺠﺐ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ) .

ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ، ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺣﺎﺩﺛﺎ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺤﻜﻤﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺟﺰﺋﻲ، ﻟﺘﻐﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ. ﻗﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻱ ﻻ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ. ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻓﻴﺠﺐ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ.

ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻓﻸﻧﻪ ﺣﻲ، ﻭﻛﻞ ﺣﻲ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ، ﻭﻧﺴﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻓﻴﺘﺴﺎﻭﻯ ﻧﺴﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﺻﺢ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﺊ ﻭﺟﺐ ﻟﻪ، ﻓﻸﻥ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﺍﺗﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻣﺘﻰ ﺻﺤﺖ ﻭﺟﺒﺖ، ﻭﺇﻻ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻔﺘﻘﺮﺍ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.

[و] الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺎﺩﻕ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻗﺒﻴﺢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ. ﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﺻﺎﺩﻗﺎ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻗﺒﻴﺢ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ...، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻧﻘﺺ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ.

________________

(1) ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻲ ﻭﺣﻀﻮﺭﻱ. ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ. ﻭﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ، ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ، ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻱ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ.

ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺍﻧﻜﺸﺎﻓﻬﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻟﺪﻳﻪ ﻏﻴﺮ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻨﻪ(ﺱ ﻁ).

(2) ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ (ﺧﺎﺻﻴﺔ) ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﺟﻬﻠﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ. - ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻭﺑﺪﺍﺋﻊ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ (ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ) ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) (ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ). - ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ (ﺇﻟﻴﻬﺎ) ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻮﻥ ﻭﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻏﺮﺍﺿﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺫﻗﻮﻥ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻗﻠﺖ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻬﺘﺪﻱ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﺨﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺃﻟﻬﻤﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻄﻔﺎ ﺑﻬﺎ ﻭﺣﻔﻈﺎ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } [النحل: 68] ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻨﻤﻠﺔ ﻗﻮﻟﻪ: ﻭﻟﻮ ﺿﺮﺑﺖ ﻓﻲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﻓﻜﺮﻙ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﻏﺎﻳﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﺩﻟﺘﻚ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﻨﻤﻠﺔ ﻫﻮ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻟﺪﻗﻴﻖ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﻏﺎﻣﺾ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻛﻞ ﺣﻲ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺇﻻ ﺳﻮﺍﺀ (ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺥ 185 / 227).