x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الإحسان إلى الطفل وتكريمه
المؤلف: السيد شهاب الدين الحسيني
المصدر: تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة: ص٦٠ـ٦٢
25-7-2016
6707
الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى المحبّة والتقدير من قبل الوالدين وبحاجة إلى الاعتراف به وبمكانته في الاسرة وفي المجتمع، وان تسلّط الاضواء عليه، وكلّما أحسَّ بانّه محبوبٌ، وأنّ والديه أو المجتمع يشعر بمكانته وذاته فانّه سينمو (متكيفاً تكيّفاً حسناً وكينونته راشداً صالحاً يتوقف على ما اذا كان الطفل محبوباً مقبولاً شاعراً بالاطمئنان في البيت) (١).
والحبُّ والتقدير الذي يحسّ به الطفل له تأثير كبير على جميع جوانب حياته، فيكتمل نموه اللغوي والعقلي والعاطفي والاجتماعي، والطفل يقلّد من يحبه، ويتقبّل التعليمات والأوامر والنصائح ممّن يحبّه، فيتعلم قواعد السلوك الصالحة من أبويه وتنعكس على سلوكه إذا كان يشعر بالمحبة والتقدير من قبلهما. وقد وردت عدة روايات تؤكد على ضرورة محبة الطفل وتكريمه.
قال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) : (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم) (٢).
وقال (صلى الله عليه و آله وسلم) : (رحم الله عبداً أعان ولده على بِرّه بالإحسان إليه والتألف له وتعليمه وتأديبه) (٣).
وقال (صلى الله عليه و آله وسلم) : (نظر الوالد إلى ولده حبّاً له عبادة) (4).
وقال (صلى الله عليه و آله وسلم) : ( أحبّوا الصبيان وارحموهم ، فاذا وعدتموهم فوفوا لهم ، فانّهم لا يرون إلاّ انكم ترزقونهم) (5).
ومن مصاديق محبة الطفل واشعاره بمكانته التشجيع له ومدحه على ما ينجزه من أعمال وإنْ كانت يسيرة والتجاوز عن بعض الهفوات، وعدم تسفيه أقواله أو أعماله وعدم حمله على مالا يطيق كما جاء في قول رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) : (رحم الله من أعان ولده على برّه... يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به...) (6).
وتقبيل الطفل من أفضل الوسائل لإشعاره بالحب والحنان، قال رسول الله(صلى الله عليه و آله وسلم): ( أكثروا من قبلة أولادكم، فان لكم بكلِّ قبلة درجة في الجنة) (7).
وقال (صلى الله عليه و آله وسلم) : (من قبّل ولده كان له حسنة ، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة...) (8).
وقال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : (برّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم) (9).
ومن مصاديق إشعار الطفل بانه محبوب إسماعه كلمات الحبّ والودّ ففي روايةٍ (جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) فأخذ أحدهما فضمّه إلى إبطه، وأخذ الآخر فضمّه إلى إبطه الآخر وقال : (هذان ريحانتاي من الدنيا) (10).
ومن أجل إشعار الطفل بمكانته الاجتماعية لتتعمق الثقة بنفسه كان رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) يسلّم على الصغير والكبير كما جاء في الخبر إنّه : ( مرّ على صبيان فسلّم عليهم ) (11).
وتعامل رسول الله (صلى الله عليه و آله) وسلم مع الحسن والحسين تعاملاً خاصاً ، فقد (بايع الحسن والحسين وهما صبيّان) (12).
وإشعار الطفل بالحب والحنان من أهم العوامل التي تساعده على الطاعة والانقياد للوالدين(13).
والافضل أن يكون إشعار الطفل بانّه محبوب مرافقاً له في كلِّ الاوضاع والاحوال حتى وإنْ أخطأ أو ارتكب ما يوجب التأنيب أو العقاب، والافضل أن نجعل الطفل مميّزاً بين الحب له وعدم كراهيته في حالة خطئه أو ذنبه، يقول الدكتور سپوك: (انّنا كآباء يجب أن لا نجعل الطفل يشعر في أي مرحلة من مراحل عمره بانّه منبوذ ولو حتى بمجرد نظرة عين، انّ الطفل لا يستطيع ان يفرّق بين كراهية والديه لسلوكه وبين كراهيتهما له) .
ولكن بالتدريب وتكرار العمل يمكننا أن نقنع الطفل بأنّ العمل الخاطئ الذي يرتكبه مبغوضاً من قبل والديه، أو من قبل المجتمع مع بقاء المحبوبية له، ونحاول إقناعه بالاقلاع عن الاعمال الخاطئة وإشعاره بأن الحب والحنان سيصل إلى أعلى درجاته في هذه الحالة.
_________________
١ـ علم النفس التربوي ، للدكتور فاخر عاقل : ١١١ ـ دار العلم للملايين ١٩٨٥ ط ١.
٢ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٥.
٣ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٦.
4ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٦.
5ـ مكارم الاخلاق : ٢١٩.
6ـ الكافي ٦ : ٥٠ / ٦ باب بر الاولاد.
7ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٠.
8ـ عدّة الداعي : ٧٩.
9ـ تحف العقول : ٢٦٧.
١0ـ مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ٧ : ١٤ ـ دار الفكر ١٤٠٥ ه ط ١.
11ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٩.
12ـ تحف العقول : ٣٣٧.
13ـ قاموس الطفل الطبي : ٣٢٨.