1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الطفولة :

التكامل التدريجي

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الطفل بين الوراثة والتربية

الجزء والصفحة:  ج2،ص214ـ215

19-6-2016

3227

إن التكامل الطبيعي للطفل ورشده يمنحانه القوة بصورة تدريجية. ذلك أن الميل نحو الاستقلال يدفع الطفل إلى استغلال القوى المكتسبة ، وبالتدريج يصبح الميل الفطري نحو الاستقلال والتفوق فعلياً فيخلص الطفل من كونه عالة على غيره وطفيلياً ، وينجو به بهذه الصورة من الشعور بالحقارة وكلما ازدادت قوة الطفل كان قد خطا خطوة في طريق الاستقلال ، وفتّت قيداً من قيود الاعتماد على الغير.

لا توجد للطفل لذة أعلى من لذة الإحساس بالقوة والحصول على الاستقلال ، فكلما حصل على قوة ووجد أنه استطاع القيام بعمل ما لوحده كان ذلك مبعث سرور وارتياح في نفسه. عندما تتفتح أصابعه ويستطيع أن يمسك شيئاً بيده يفرح كثيراً... وعندما يحرك بيده الصغيرتين (خرخاشته) فينبعث الصوت منها يضحك من دون اختيار ، وتظهر امارات الفرح والسرور على عينيه ووجهه :

يقول برتراند رسل : « عندما يستطيع الطفل أن يثبّت عينيه نحو الأشياء فإنه يلتذ كثيراً من مشاهدة الأشياء المتحركة ، والذرات المتقلبة عند هبوب الرياح. في هذه المرحلة بالذات يفرح الطفل للأصوات الرتيبة والجديدة ».

« تعتبر حركة الأصابع في بداية الأمر من الأفعال الانعكاسية فقط. لكن الطفل يكتشف فيما بعد أنه يستطيع أن يحركها متى شاء. إنها تبعث الفرح والسرور في نفس الطفل بقدر ما يبعث استيلاء امبراطور مستعمر على دولة من الدول الإرتياح في نفسه. في هذه  الحالة تخرج الأصابع عن حالتها المغتربة وتصبح جزءا من الوجود. لقد لاحظت هذه الحالة في ولدي بصورة قطعية في السن الخامسة لأول مرة ، وذلك عندما استطاع بعد محاولات عديدة أن يرفع الجرس الذي كان ثقيلاً نوعاً ما من فوق المنضدة ويضعه على نحو ينبعث منه الصوت ... وإذ توصل الى هذه النتيجة السارة أخذ ينظر الى من حوله بابتسامة ذات مغزى »

يعتبر كل من خروج الأسنان ، والقدرة على مضغ الطعام ، والتكلم والمشي ، والشروع في الجري ، واللعب نجاحاً مستقلاً سيحصل عليه الطفل بالتدريج ، ويبعث فيه السرور واللذة كلّ على حدة.

يجب على الآباء والأمهات الذين يرغبون في تنشئة أطفالهم على الاستقلال بالاعتماد على النفس و أن يستفيدوا من هذا القانون الفطري المودع في الطفل بالأمر الإلهي، وأن يؤسسوا منهجهم التربوي على أساس الميل الفطري له ومن الضروري أن يربياه على الاستقلال التربوي جنباً الى جنب مع الاستقلال الطبيعي ليقف ذلك أمام أي اضطراب أو فوضى.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي