( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً ) (1)
المؤلف:
محمد هادي معرفة
المصدر:
شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة:
ص336 – 337 .
6-4-2016
2546
في هذه الآية تَوجّه الخطاب إلى عامّة الناس ولا سيّما الأُمَم السالفة الجاهلة حيث لا يعرفون من أطباق السماء شيئاً ، فكيف يُعرض عليهم دليلاً على إتقان صنعه تعالى ؟ ( الآية في سورة نوح والخطاب عن لسانه موجّه إلى قومه ) .
وهكذا قوله تعالى : {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [ق : 6] .
وقوله : {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك : 3] .
قلت : هذا بناءً على تفسير الطِباق بذات الطَبقات .
هكذا فسّره المشهور : طِباقاً ، واحدة فوق أخرى كالقِباب بعضها فوق بعض (2) .
لكنّ الطِباق هو بمعنى الوِفاق والتَماثل في الصُنع والإتقان ، بدليل تفسيره بقوله تعالى : ( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ) ، أي كلّها في الصُنع والاستحكام متشاكل .
وقد أُشرِب هنا معنى الالتحام والتلاصق التامّ بين أجزائها مُراداً به الانسجام في الخَلق ، بدليل قوله تعالى : ( هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) أي انشقاق وخَلَل وعَدم انسجام ، وكذا قوله : ( وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ) أي منفرجات وخلاّت تُوجب فصل بعضها عن بعض بحيث تُضادّ النَظم القائم ، الأمر الذي يستطيع كلّ إنسان ـ مهما كان مَبلَغه مِن العِلم ـ من الوقوف عليه إذا تأمّل في النَظم الساطي على السماوات والأرض .
___________________
(1) نوح 71 : 15 .
(2) راجع : مجمع البيان ، ذيل الآية من سورة المُلك والآية من سورة نوح ، ج 10 ، ص 322 و 363 ، وروح المعاني للآلوسي، ج 29 ، ص 6 و75 ، وتفسير المراغي، ج 29، ص 6 و 85 ... وغيرها.
الاكثر قراءة في الإعجاز العلمي والطبيعي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة