الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
سبل اصلاح الطفل من الكذب
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص273ـ276
11-1-2016
2536
هناك طرق عديدة لإصلاح الطفل ومنعه من الكذب يتناسب كل منهما مع الظروف المحيطة به، منها :
1ـ تبيين قيمة الصدق: على الطفل أن يفهم ان الصدق ينضوي على قيمة وأن الكذب عمل خاطئ وضيع، والسبيل الى ذلك ان يعرف نتائج وآثار الكذب السيئة عبر القصص بل منحه الفرصة أحياناً ليلمس بنفسه العواقب المرة للكذب ويرى مثلاً مدى الفضيحة التي تلم بالكاذب.
2ـ النصيحة: تفعل النصيحة في كثير من الحالات فعلها في الطفل خاصة إذا كانت في الخفاء ومصحوبة بالحنان والتودد فيجري تفهيم الطفل ان الكذب يستاء منه الوالدان والأصدقاء وقبل ذلك يغضب الله جل وعلا، وأن مصير هذا العمل ان تطاله والعائلة الفضيحة الأمر الذي يفر منه كافة أفراد العائلة.
3ـ منح الفرصة للتعبير عن المشاعر: ينبغي ان يمنح الطفل الفرصة للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه بصراحة وإذا كانت مشاعره قبيحة فالحل يكمن في إفهامه بالتدريج بضرورة تركها. إنه لمن الخطأ ان يمنع الطفل من التفوه إلا بما نرغبه ونريده ان ينطق به، إذ يجب أن يتمكن بدون خوف أو اضطراب ان يقول بأنه ينفر من الشخص الفلاني، أو لا تعجبه الاكلة الفلانية أو يعبر عن عجزه عن اداء العمل الموكل إليه أو لا يرغب في الذهاب الى المكان الفلاني أو.. على ان من الطبيعي إقناعه وتغيير رأيه بالمنطق وبعد تفهم أحاسيسه وبالتالي تحقيق الهدف المنشود.
4ـ الصفح عن الطفل: من مهام المربي العمل على مراقبة الطفل والحؤول دون ارتكابه الخطأ، أما إذا اخطأ فعليه ان يسامحه ويلفت نظره الى ان لا حاجة للكذب.
لا ينبغي محاسبة الطفل ابداً على خطئه بل ينبغي عدم ضربه على كلام الصدق الذي صدر منه وإن كان لا بد من التأنيب فيكتفي بالتذكير والتحذير من مغبة التكرار، كما يجب عدم مباغتة الطفل ليضطر الأخير الى الكذب.
5ـ مواساة الطفل: إن الطفل الذي اتسخت ثيابه أو تمزقت اثناء لعبه لا ينبغي ان يوقف موقف المتهم إلا ان يكون قد سبق تذكيره من قبل في حالات مشابهة، على ان هذا لا يعني معاملته بالضرب إن كرر فعله ولم يبال بالتذكير السابق. اما الحد الاكبر من التأنيب فيتمثل في اللوم والتحذير والإنذار أو حرمانه من اللعب ليوم أو يومين.
وفي بعض الحالات من الضروري ان نواسي الطفل ونعلمه بأن ليس له من حيلة إلا ان يرتدي هذه الملابس الممزقة نفسها، أو ان يكون التأنيب بأن عليه أن يذهب بهذه الملابس نفسها لرؤية الأصدقاء حتى لو اشمأز الآخرون من رؤيته بهذا الشكل.
6ـ السكوت: يحمل السكوت في بعض المواضع معنى اكبر ويكون أكثر فائدة وتأثيراً من التأنيب اللفظي وما شابهه أو ان تفهمه بسكوتنا اننا عرفنا انه يكذب، أو عن طريق نظرة الاسف أو عدم المقابلة بالابتسامة أو مواجهته بوجه عبوس يمكن تفهيمه على انك كاذب في كلامك.
فمثلاً ربما يحاول طفل من خلال كذبة ان يضحك أو يثير دهشة الجميع وأفضل علاج في هذا الموقف هو عدم مقابلة كذبته بالضحك أو إظهار التعجب أو متابعة مقولته من خلال الأسئلة التي يدرك من خلالها انهم عرفوا ان كلامه عارٍ من الصحة.
7ـ الإنذار: أما في الحالات التي لم تؤتِ الأساليب اعلاه اكلها فعندها يمكن اللجوء الى الإنذار والتهديد فيقال له مثلاً "سنريق ماء وجهك" أو "سنفضحك امام الآخرين" أو "سنضطر بعد الآن ان نخبر الأصدقاء والاقارب بأمرك وتقول لهم بأنك تكذب حتى لا ينخدعوا بما تقول".
وفي كل الاحوال ينبغي تكثيف السعي لئلا يصل الأمر الى هذا الحد وحل المسائل بصورة ودية ويعرف الطفل ماذا عليه ان يفعل وماذا عليه ان لا يفعل.
ملاحظات:ـ
في عملية إنقاذ الطفل من الكذب ومعالجة هذه الحالة فيه، هناك جملة من ملاحظات اهمها:ـ
1. من الضرورة بمكان ان يفرق الوالدان والمربون بين الواقع وبين الظن وأن لا يحملوا كل ما يقوله الطفل على الكذب حيث يمكن ان يكون الطفل قد رأى المشهد في المنام ويقوم بسرده بكل اطمئنان.
2. ليس من الصحيح أن يمارس الوالدان دور المخبر في مقابل الأطفال، إذ لا ينبغي ان تحمل اسئلتهما للطفل طابع التحقيق الذي قد يؤدي الى الاعتراف بقول الكذب أو ما يخالف الواقع، وإذا ما عرف ان الطفل يكذب فينبغي الكف عن توجيه الأسئلة والبحث عن العلل.
3. يجب ان لا تكون الأسئلة بالشكل الذي يتصور الطفل انها محاولة لإحصاء عثراته لأنه حينها سيلجأ الى التهرب فيضطر الى الكذب.
4. إن الكذب بصورة متكررة ومتتالية تدل على معاناته من حالة اضطراب ينبغي العثور على منشئها.
5. ينبغي ان لا يوضع الطفل في موقف يضطر فيه الى اختيار إحدى كذبتين لأنه في كل الأحوال مضر به.
6. يفترض تجنب التصرفات الساذجة التي تمهد بشكل أو بآخر الى لجوئه للكذب، إذ لا بد ان يعيش في كل الأحوال في بيئة يسودها الأمن والاطمئنان والهدوء.
7. معرفة ان التأنيب لا يمكنه تحقيق الهدف المنشود في التغلب على حالة الكذب لدى الطفل، بل للموعظة والنصيحة اثرهما الإيجابي.
8. يفترض بالمربي ان يوائم بين قوله وفعله ومن غير المناسب ان يسمع الطفل منه الكذب .