الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
حاجة الطفل الى الأسوة
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص260ـ262
18-1-2016
2245
المقصود من الاسوة هو النموذج المشاهد الذي يجري التعلم منه دون ان ينطق بكلمة، أو بعبارة أخرى هو أمر وقاعدة مجسدة بصورة غير مباشرة يجري الاقتداء بها سواء بصورة إرادية ام غير إرادية.
إن الطفل في بداية حياته مثله كمثل المرآة في مقابل الأشخاص والظواهر والموجودات وحتى الأشياء، إذ تنعكس فيه صورها، وبعد ان ينمو وينمو معه عقله ويخوض التجارب تجده يعمل على الانتخاب.
على هذا الأساس يمثل القدوة دوراً مهماً واستثنائياً حيوياً، ولأن الوالدين والمربين هم نماذج القدوة الأولى في عين الطفل فإنهم يمثلون دعامة لانطلاقه نحو الأمام والمتغلبين على الصعاب بل وكل أعمالهم ستكون بالنسبة له وثيقة. لقد بين الإسلام أهمية هذا الأمر كثيراً في إطار التربية الإسلامية حينما أوصى المربين بملاحظة تصرفاتهم والجوانب الخلقية أو اختيار القدوات الإسلامية كالنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) حينما يجري التعريف بقدوة للأطفال.
ـ يحتاج الطفل الى اسوة يقتدي بها ليعيش بذلك حياة عادية يحظى فيها بمحبة الآخرين، إنه بحاجة الى ان يعرف ماذا عليه ان يفعل وأي سلوك يظهر به امام الآخرين وأي موقف يتخذ في مقابل الصعاب وكيف يواجه الأمور و..
من الفوائد الأخرى للأسوة التعلم السريع للقضايا المختلفة وإدراك المفاهيم والتعرف على المصاديق بصورة موثقة ومفهومة فإذا اردنا ان نعلم الطفل من خلال كتابة معينة أو كتاب أو عن طريق القصص فذلك يستغرق وقتاً طويلاً، علماً أننا لا نعلم إن كنا نجحنا بنقل ما نريده للطفل ام لا في الوقت الذي يمكن نقل هذه المفاهيم والمصاديق إليه عن طريق الأسوة.
إن التربية الإسلامية اعتمدت اسلوب نقل المفاهيم والقضايا المختلفة عن طريق القدوة والاسوة؛ فالقرآن الكريم عرف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) اسوة يهدي الناس ويوصيهم بالاقتداء به. الوالدان أيضاً يجب أن يكونا نماذج سامية من التربية القرآنية ومصداقاً مجسداً لتعاليم القرآن الكريم حتى يمكن للأطفال التأسي بهما.
ـ خصائص الأسوة :
إن الذي ينبغي التركيز عليه في مسيرة التربية الخصائص التي ينشدها الاسوة، فالأسوة التربوية عليها ان تتحلى بصفات سامية وتصرفات موزونة لا تظهر عليه العيوب والنواقص... أن يكون أنموذجاً في التقوى وحسن الخلق والمعاشرة مع باقي الناس والصبر والتحمل في المواقف المختلفة والمقاومة في حينها وإعلان القرار والجدية في تطبيق الإرادة و..
حينما تكون الاسوة غير سليمة فإن اسمى القواعد والأوامر لا يمكنها ان تصلح أمر الأطفال المشاغبين، فمثلاً حينما يكون الوالدان غليظين ومتكاسلين وسيئي الأخلاق وحاقدين فكيف يمكنهما أن يدعوا أطفالهما الى الحنان والتسامح والتضحية والمثابرة. إذا اراد الوالدان ان يربوا الأطفال بترية إسلامية فعليهم أولاً ان يروا اي الاساليب التي يحبذها الإسلام أو يفضلها واي الأخلاق التي يستحسنها، وما هو الطريق الذي يقره للحياة وعندها يسعون الى التحلي بها والعمل بما أقره الإسلام.