الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تسكين غضب الطفل
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص309ـ311
17-1-2016
2075
تحتاج عملية تسكين غضب الطفل الى عدد من الخطوات المنطقية، فالتهديد وتوجيه الإساءة إليه إن هو فعل كذا ولم يفعل كذا لن يداوي جرحاً ولن يعالج المشكلة من جذورها، بل ويبلغ هذا الاسلوب بالطفل أحياناً درجة الانفجار. ربما يستطيع الوالدان ممارسة سياسة التضييق وخنق غضب الطفل لكن ذلك قد يجعله فيما بعد من العاصين والمتمردين والمضطربين وأيضاً عديمي الحيلة وهو مما ليس في صالحه ولا في صالح المجتمع.
ولحسن الحظ من الممكن معالجة حالات الأطفال هذه لا سيما وانه لا يوجد طفل مغضب وثائر في طبعه وسريرته، أما طرق العلاج فهي متعددة نذكر منها:
1ـ المواساة: إن مواساة الطفل والتعاطف معه وإفهامه أنه لم يكن من المفروض ان يحدث ما حدث، يمكن ان تعالج الحالة التي يمر بها الطفل وتسكن من فورانه وغضبه على عكس ما يفعله البعض خطأ وهو ان يزيدوا من الطين بلة ويأججوا نار غضبه بعبارات تؤذيه.
2ـ الحنان والحب: من الممكن احتضان الطفل الغاضب في بعض الحالات وإحاطته بالحنان والمسح على رأسه وتقبيله والتحدث معه بحنان، حيث يخف الضغط عن الطفل فيظهر الدلال أولاً ثم يبكي وبعدها يعود طبيعياً.
3ـ تغيير البيئة: تتوفر الظروف في بعض الاحيان لإخراج الطفل من المكان الذي هو فيه واصطحابه الى مكان آخر، فنصطحبه في نزهة أو نخرجه من الغرفة الى الحديقة أو من الحديقة الى الزقاق وهو اسلوب له اثره في تسكين فورة الغضب لدى الطفل.
4ـ التلقين والتذكير: التلقين احد الاساليب التي يمكن اتباعها مع الطفل الغاضب بهدف تسكين غضبه، وفيها يتم تذكيره بأنك والحمد لله قد كبرت ولا يليق بك ان تكون بهذه الصورة أو ليس صحيحاً ان تتصرف هكذا تصرف لأن هذا الفعل يريق ماء وجهك ويرهقك نفسياً ويضرك..
5ـ التسلية: قد يكون لبيت من الشعر أو عبارة وديعة أو مشهد معبر أو قصة تشير الى الموقف بظرافة اثرها البناء في إنقاذ الطفل من الحالة السيئة التي يمر بها.
6ـ المكافحة السلبية: يمر طريق الإصلاح أحياناً في محطة المكافحة السلبية؛ فالطفل الذي يتحجج مثلاً بأمور واهية مفتعلاً صورة الغاضب والعصبي يمكن ترك الغرفة له حتى ينشغل بحالة ثم يرى نفسه وحيداً.
7ـ التجاهل: يلعب هدوء الوالدين وسيطرتهما على اعصابهما دوراً هاماً في تهدئة غضب الأطفال والتغلب على عنادهم فليس من الضروري الرد على الطفل دوماً وتأجيج غضبه.. نعم؛ ليس من الضروري مقابلة الطفل بالمثل فكثير من الأمور تحل بالصبر والتحمل والتجاهل وعدم الإهتمام بالموضوع.
8ـ طرق أخرى: من الطرق الأخرى تلبية حاجة الطفل وإجلاسه اذا كان واقفاً وتغيير الوضع البيئي ورش الماء البارد في الوجه بطريقة المزاح والظهور ببرودة اعصاب والتحفيز على الاستحمام والطلب منه تقديم تقرير عن عمله في ذلك اليوم وتغيير موضوع البحث وممارسة الرقابة الصحية دائماً تحسباً من الوقوع في الغضب و.. فكل هذه الطرق مفيدة في تسكين غضب الطفل وعصبيته.
ـ تحذير للمربي :
ينتهج المربي أحياناً اسلوباً خاطئاً في إصلاح الطفل مما يشكل خطراً عليه من كافة النواحي، فربما يطرد الطفل الغاضب عنه أو يقابله بالمثل أو يكيل له اللوم والإهانات و.. الأمر الذي ينتج ردود فعل خطرة على الطفل تتمثل في:
إن يترك الطفل المنزل الى الأبد أو ان يرمي نفسه في احضان الآخرين أو يبادر الى العناد في مقابل الوالدين أو ان يقوم بما يضر نفسه أو الآخرين خارج المنزل أو ان يعتبر نفسه في اقل الاحوال شخصا معقداً وعاجزاً.
إن كلا من ردود الفعل هذه تعد خطراً يهدد الطفل وحتى العائلة ولذا كان من الضرورة بمكان اختيار موقف عقلائي ومنطقي حيال غضب الطفل..
ينبغي السعي لحل المشكلة من الأساس والسير بحق على طريق الإصلاح، فما هي الفائدة من ان نقابل غضب الطفل برد فعل غير صحيح؟ وهل الهدف هو اجراء سباق في اختبار القوة؟ ام المراد هو تأهيل الطفل وبناء شخصيته؟