الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
بطالة الأطفال
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهمل
الجزء والصفحة: ص173ـ176
17-1-2016
2083
ـ توفير فرص العمل :
تحفل مرحلة الطفولة عموماً بالمصاعب سواء للطفل أم للمربين..
فالطفل لا يمكنه التخلي عن اللعب والتحرك كما لا يستطيع المربي حل كافة المشاكل محققاً نجاحاً كاملاً في تأهيل الطفل.
حينما يجري تعريف التربية بأنها عمل فني فإنما لوجود المصاعب التي تتخللها، وضرورة الإنتباه الى ادق الأمور. يجدر بالمربي مباشرة العملية التربوية عبر الاستفادة من الاساليب المناسبة والفنية دون الإصرار على حل المشاكل باستخدام العصبية أو باللكمات والعنف، وهذا بحد ذاته يستلزم إلماماً بفنون مختلفة.
ـ يقضي الأطفال مرحلة طفولتهم في الظاهر وهم عاطلون عن العمل اي انهم لا عمل لهم ذا دخل، بل يقضون في الواقع أوقاتهم طوال اليوم في التحرك واللعب. إن الأطفال تتوفر فيهم قوة تدفعهم على التحرك وان موضوع حب الاستطلاع فيهم يعد بحد ذاته عاملاً في مضاعفة هذا التحرك، إنهم يرغبون في التعرف على كل ما يشاهدونه ويتعلمون ما خفي عنهم مما يعني تحفيزهم على التحرك والسعي .
يمكن منع الطفل من التحرك لكنه أمر يخلق المشاكل ومؤدٍّ لانحرافه وتمرده، فهو يحب ان يتحرك وتظل يده ورجله وحتى لسانه منشغلاً بشيء يفترض ان يكون مفيداً وفيما حتى يمكنه إثبات وجوده، وفي نفس الوقت يتعلم المسائل القيمة التي يحتاجها حالياً ومستقبلاً ويكون مستعداً بكل جوارحه لتقبل المعلومات الجديدة حول ما يكتنف العالم من أسرار.
ـ ضرورة الشغل:
بات من المعروف اليوم ان البطالة من عوامل انحراف ومشاغبة الأطفال وارتكابهم للأخطاء.
ولو اردنا إصلاح الطفل وصونه من الوقوع في الخطأ فلا بد من ملء أوقات يقظته بما هو مفيد، فالطفل الذي يسبب الإزعاج لوالديه في المنزل ينبغي إشغاله بعمل ما كأن يعطى مكنسة لكنس الغرفة أو باحة المنزل أو ان يمسح الاثاث بقطعة قماش مبتلّة ويساهم بشكل أو بآخر في عمل الأب والأم فذلك مما يشغله عن اللجوء للمشاغبة.
إن توفير مستلزمات التسلية المفيدة وغير الخطرة للطفل وإعطاءه عدداً من القطع الخشبية ليعيش في عالمه ويبني لنفسه بيتاً و.. يعد خطوة نحو حل مشاكله وإذا لم تتوفر سبل انشغاله بشيء مفيد فإن احتمال قيامه بالتمرد ومعاودة تمرده وتسبيب الأذى للآخرين سيظل قائماً.
من هذا المنطلق كان الانشغال بالنسبة للطفل ضرورة من جهة إيجاد تسلية مفيدة كي لا يفكر في التخريب والأذية، سواء من حيث إخراجه من حالة الكسل أو من حيث إنجاز الأعمال اللازمة على صعيد الحاضر والمستقبل وتنمية قابلياته أو تنمية ذهنه.
ـ فوائد الشغل:
بالإضافة الى ما تبين من فوائد للشغل من البحث السابق فإنه يمكن القول بأن تقديم عمل مفيد ودفع الطفل الى إنجازه يجعله مؤهلاً في مسيرة نموه لتحمل المسؤولية وهي تجربة يستفيد منها في المستقبل.
من جانب آخر يعد انشغال الطفل وسيلة لتفجّر طاقاته ويمهد لنمو شخصيته، فليس من المعلوم ما هي الإمكانات والمواهب التي يمتلكها الطفل إلا إذا ترجمت على صعيد الواقع فحينما يكلف بإنجاز مهمة ما تظهر قدراته ويحظى باحترام ممن حوله علماً ان هذه الطريقة مؤثرة في إصلاح الكثير من المؤاخذات الأخلاقية.
ـ نوع الشغل:
بعد ان ثبتت ضرورة توفير أرضية انشغال الطفل، علينا ان نعرف ماهية الشغل الذي ينبغي توفير مستلزماته له بحيث نضمن فائدته فضلاً عن إحراز عدم كونه مضراً، وخلاصة القول:ـ يجب أن تمتاز انواع الشغل المراد للأطفال بما يلي:ـ
- توفير الأرضية فيه لتبلور فكر إيجابي وخلاق وبنّاء.
- تمنح جوارح الطفل وخاصة يده وعينه ولسانه وأذنه وانفه المهارة اللازمة لحياته في الحاضر والمستقبل.
- توفر مقومات حب الاستطلاع المفيد والبنّاء.
- تشبع ذهنه الناشد والمتقصي عن الحقائق.
- بعيد عن كل ضرر جسمي أو فكري أو نفسي.
- تساعد الطفل على الاستفادة من يديه وتحقيق نجاح ولو نسبي في إنجاز المهام بما يولد فيه شعوراً بانتصاره.
- أن يتسم بشيء من التعقيد يوفق الطفل الى اكتشافه وحله.
- التنويع فيما ينشغل به لئلا يصاب بالملل.