أهم المهارات المطلوبة للمتعاملين في البورصة 1
المؤلف:
د. جيهان جمال
المصدر:
عالم البورصة (رؤية تحليلية تعليمية بسيطة)
الجزء والصفحة:
ص156 - 159
2025-12-16
26
الفصل الثالث عشر
أهم المهارات المطلوبة للمتعاملين في البورصة
لا شك أن هناك مهارات معينة مطلوب توافرها في كل من يتعامل في أسواق المال، وتزداد أهميتها بالذات للمضاربين، وقد جمعت هذه المهارات واعتبرت قواعد ذهبية كما يسمونها (1) في سوق البورصة يجب دائماً مراعاتها والتمسك بها عند دخولنا عالم البورصة.
تدرب على كيفية التحكم في عواطفك
من الأمور الهامة للتداول في البورصة أن يتعرف المستثمر على طبيعته الاستثمارية، وأن يتدرب على أن يسيطر على عواطفه ويتحكم فيها، وأن يحاول الابتعاد عن مشاعر الخوف والطمع وعدم الرضا التي يمكن أن تنتابه أثناء جلسة التداول، ويتخلص من أي مشاعر سلبية أخرى مثل التشويش، الإحباط، القلق، الخوف من الفشل، الندم، الغضب، عدم الثقة بالنفس، أو الثقة المفرطة، وذلك بغض النظر عن كيفية نظام التداول الذي يتبعه كل متداول. فهناك قاعدة ذهبية تقول لنا أن الجانب العاطفي في طبيعة البشر يعتبر عدواً للتجارة الناجحة ، وأهم مهارة يجب أن تتدرب عليها لنجاحك في البورصة هي "الصبر"، فالنتائج الجيدة لا تأتي إلا للذين يصبرون، فالصبر هو العملة النادرة في البورصة، فمعظم المستثمرين يتعجلون في بيع ما يملكون من أسهم عند بداية ارتفاع السوق وذلك للحصول على المكسب دون التفكير هل هذه بداية موجة صاعدة جديدة أم لا، مع أنهم لو صبروا قليلاً وسمحوا للسعر بالصعود فقد تتضاعف أرباحهم، وكذلك لا يصبرون إذا هبط السعر ويجرون لبيع أسهمهم خوفاً من مزيد من الهبوط، مع أنها قد تكون موجة هابطة خفيفة تصحيحية لمعاودة صعود كبير مرة أخرى. و هناك قاعدة ذهبية تنصحنا بسياسة التصرف المعاكس "اشتري في وقت الهبوط وبع في وقت الارتفاع"، ولا تكتب حينما ينخفض السوق، فهذه فرصة مناسبة للشراء، أضبط انفعالاتك وكن بارداً وصلباً عندما ترى المستثمرين في حالة فزع وذعر وبيع، ولا تتبع القطيع فهم غالباً على خطأ و هناك قاعدة ذهبية أخرى للتداول، هي "إيقاف الخسائر" وهي تتطلب من كل متداول أن يضع سعراً محدداً لأسهمه بقدر من الخسارة يستطيع تحمله، وفي حالة هبوط السهم إلى هذا الحد فإن عليه أن يبيع هذا السهم فوراً، هذه القاعدة من الأمور الهامة التي يعرفها كل متداول في البورصة إلا أن صعوبتها تكمن في التطبيق، لأنها تتطلب أن يكون هذا المستثمر متحكماً في نفسه وفي مشاعره، خصوصاً حين يكون في حالة تفاعل مع بيئة تتحرك فيها الأسعار بصورة مستمرة كبيئة جلسة التداول والتي فيها متسع كبير جداً من الحرية في اتخاذ القرار، مما يصعب معها إقناعه بالتخلص من أسهمه الخاسرة وذلك إذا كان يسيطر عليه أن السوق بحركتها المستمرة هذه ستأتي لترجع إلى مكانها مرة أخرى، ولو أردت أن تشرح لأحد كيف يطبق مفهوم إيقاف الخسارة فببساطة شديدة تقول له : إن كنت تريد أن تكون متداولاً ناجحاً فعليك أن تكون منضبطاً، ومتحكماً في أحاسيسك". فيجب على كل متداول مبتدئ أو محترف أن يتحكم بعواطفه ولا ينجرف خلفها وإنما يتحرك ضمن إستراتيجية واضحة ومعلومة لديه ومجربة ومكتوبة على ورق.
تعلم التحليل المالي والتحليل الفني
داوم على الدراسة وكون لك خلفية على أساس علمي، وتعرف على ظروف سوقك والشركة التي ستستثمر فيها، وتعرف على تاريخها المالي جيداً من خلال ميزانياتها، واتبع التحليل الفني، وهناك قاعدة ذهبية جيدة جداً تقول لنا: "إذا كنت لا تعرف أو تفهم ما يحدث أمامك على شاشة التداول، لا تفعل شيء". داوم على تحديث مؤشراتك ولا تشتري إلا إذا تأكدت أن المؤشرات الفنية تدعم السوق عامة وسهمك خاصة، ولا تشتري سهماً لأن سعره رخيص أو تبيعه لأن سعره عالي، بل حاول التعرف على نقاط الدعم والمقاومة لتستفيد من تذبذب السهم واقتناصه بمهارة، ولا تعيد بناء إستراتيجيتك أو أفكارك أثناء ساعات التداول، ولا تكثر من الشراء للأسهم في البداية واشتري تدريجياً، ولتكن أكثر مهارة، لا تخلط بين التداول اليومي والأسبوعي.. الخ، فكل منها له مميزات خاصة. حاول أن تدرب نفسك لتصل من خلال تداولك إلى مرحلة الاحترافية، فمن يعرف فقد تكون غداً من أمهر المضاربين في السوق وتأخذ مكان من هو أمهر منك اليوم.
تابع كل ما يتعلق بعالم البورصة
يجب أن تدرب نفسك على مداومة التعرف على كل ما يدور في عالم البورصة وما يتعلق به من أخبار سواء في الصحف، المجلات، الإذاعة، الإعلام أو المنتديات على شبكة الإنترنت، واستمع لما يجري من مقابلات مع أصحاب الشركات، وتعرّف على أهدافهم ومخططاتهم، ولا تتبع نصائحهم إلا إذا درستها أنت جيداً، وراقب الشركات التي يتحدثون عنها فإن لبعضهم تأثير على السوق، وقد يكون هدفه تسويقي بحت لشركته ولمصلحة مجلس الإدارة أو كبار المساهمين، وليس مصلحة الآخرين وأنت منهم، تحقق جيداً وقارن ما يقوله بأرقام ميزانياته ونتائج أعماله ، و بالنسبة لما يقوله المحللون .. اقرأ ما يقولون من توصيات ولكن لا تثق بتوصياتهم جميعاً دائماً، إلا من تأكدت بالفعل من حُسن نواياه، فلقد قرأت لهم في المنتديات وقابلت كثير منهم، ولا أنكر أن منهم من يقدم خدماته ولا يبغي أجراً من أحد، فهو يعشق مساعدة الآخرين ويعتبر ما يقدمه من علم واجب عليه وأجره عند خالقه، ومنهم من يبغي مصلحة أخرى عند المخلوق وهنا يكمن الخطر، لأن منهم فريقاً يحاول خداع الناس بالكلمات المعسولة، ويجد من يستمع له، وهذا الفريق من المحللين يصح عليهم قول الله تعالي: { يُخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون } . وقد نجد بعضاً منهم يعانون من حالة مرضية يسميها أطباء الأمراض النفسية حالة الإنكار State of Denial، وهذه الحالة تصيب المدمنين الذين يحاولون إقناع أنفسهم أنهم ليسوا مدمنين، فهم يظنون أنفسهم محللون "بجد"، وإن سألت أحدهم عن مؤهلاته في مجال البورصة فقد تستاء لما تسمعه منه ولكن من يهتم في وقت كل ما يهم الأفراد هو التوصية السريعة Take Away . أما المنتديات الخاصة بالبورصة فهي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام من المسئولين، ولكن هيهات أن يحدث هذا في وقت تتطور فيه وسائل التكنولوجيا بسرعة أكبر مما يمكن أن تتطور معها وسائل التحكم فيها، ولذا فالمسئولية عليك أنت فيجب أن تكون دائماً واعياً لما تسمعه مدركاً الفرق بين تحليل وآخر، فكما يقال: "ليس كل ما يلمع ذهباً".
الاكثر قراءة في السياسات و الاسواق المالية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة