أنــواع مـخاطـر الاسـتثمـار
المؤلف:
د. جيهان جمال
المصدر:
عالم البورصة (رؤية تحليلية تعليمية بسيطة)
الجزء والصفحة:
ص145 - 148
2025-12-15
24
ثانياً.. أنواع المخاطر
عندما يقوم المستثمر بعملية الاستثمار فهو في الواقع يستعمل درجة من المخاطرة مقابل توقعه الحصول على عائد معقول، والمخاطرة في الاستثمار ترتبط باحتمال وقوع الخسائر، فكلما زاد احتمال وقوع الخسارة كلما كان الاستثمار أكثر خطورة، والعكس، وبناءً على هذا يمكن تعريف المخاطرة بأنها "احتمال فشل المستثمر في تحقيق العائد المرجح أو المتوقع على الاستثمار".
أنواع مخاطر الاستثمار
تنقسم مخاطر الاستثمار إلى نوعين من المخاطر ...
أولاً.. مخاطر منتظمة Risk Systematic
يطلق عليها أيضاً مخاطر السوق أو المخاطر العادية أو المخاطر العامة، وهي المخاطر الناتجة عن عوامل تؤثر في الأوراق المالية بوجه عام، ولا يقتصر تأثيرها على شركة معينة أو قطاع معين، بل هي تصيب كافة الأوراق المالية في السوق، وبالتالي لا يمكن التخلص منها من خلال التنويع لأنها تؤثر على كل الشركات تقريباً في نفس الوقت، وترتبط هذه العوامل بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالإضرابات العامة وحالات الكساد أو ظروف التضخم أو معدلات أسعار الفائدة أو الحروب أو الانقلابات السياسية، فأسعار الأوراق المالية جميعها تتأثر بهذه العوامل بنفس الطريقة ولكن بدرجات متفاوتة، وتكون مرتفعة في الشركات التي تنتج سلع أساسية كصناعة الحديد والصلب وصناعات الآلات وصناعة المطاط وكذلك الشركات التي تتصف أعمالها بالموسمية كشركات الطيران، وبصورة عامة فإن أكثر الشركات تعرضاً للمخاطر المنتظمة هي تلك التي تتأثر مبيعاتها وأرباحها وبالتالي أسعار أسهمها بمستوي النشاط الاقتصادي بوجه عام وكذلك بمستوي النشاط في سوق الأوراق المالية، ويستطيع المستثمر أن يقلل من تأثيرها بسبب اختلاف تأثر الأوراق المالية بالمخاطر المنتظمة على حسب نوعها، ولتقليل أثر المخاطر المنتظمة يمكن للمستثمر تنويع الاستثمار وتوزيعه فيما بين الاستثمار في صناعات مختلفة وقطاعات مختلفة عقار، أسهم ممتازة، طروحات خاصة .. الخ)، ومن هذه المخاطر:
مخاطر التضخم: وتُعرّف أيضاً بمخاطر قوة الشراء، وهي المخاطر الناتجة عن احتمال حدوث انخفاض في القوة الشرائية أو للمبلغ المستثمر نتيجة وجود حالة تضخم في الاقتصاد، وللتضخم نوعين من التأثير؛ الأول على مستوى أسعار الفائدة، والثاني على القوة الشرائية.. الأثر الأول هو أن ارتفاع التضخم من شأنه أن يرفع من مستوى أسعار الفائدة بالسوق بما ينعكس على معدل العائد المطلوب على الاستثمار، أي يطلب المستثمر معدل أعلى للعائد وفي ظل ثبات الكوبون يكون هناك فرص أفضل متاحة للاستثمار فيها بخلاف الوعاء المستخدم الذي يعني خسارة للمستثمر. والأثر الثاني المتحقق من انخفاض القوة الشرائية لكل من الفوائد المتولدة والقيمة المستردة عند تاريخ الاستحقاق بما يعني أن التضخم يؤثر على العائد العام للأسهم، فإذا كان عائد الاستثمار أقل من معدل التضخم فيعني ذلك أن هناك فقد لقوة الشراء مع مرور الزمن. وعلى هذا فلابد من التأكد أن متوسط عائد الاستثمار ينبغي أن يكون أعلى من معدل التضخم على أقل الأحوال.
مخاطر معدلات الفائدة: هي المخاطر الناتجة عن احتمال حدوث اختلاف بين معدلات العائد المتوقعة ومعدلات العائد الفعلية بسبب حدوث تغير في معدلات الفائدة السوقية فمن المعروف أن أسعار الأوراق المالية خصوصاً السندات منها تتأثر بتقلب معدلات الفائدة بطريقة عكسية، فكلما ارتفعت معدلات الفائدة كلما انخفضت أسعار السندات والعكس، فيلجأ المستثمرين لبيع أسهمهم وإيداع أموالهم بالبنوك مما يؤدي لزيادة الكميات المعروضة من الأسهم عن المطلوبة، وتنخفض أسعار الأسهم.
المخاطر السوقية: تتمثل في تلك المخاطر التي تصاحب وقوع أحداث غير متوقعة، ويكون تعرض حملة الأسهم العادية لهذا النوع من المخاطر أكثر من غيرهم من المستثمرين الآخرين، ومثال على المخاطر السوقية هي الحالة التي أصابت بورصة نيويورك عام 1963م بعد أن تواردت أنباء اغتيال الرئيس "كيندي"، فقد حدثت عمليات بيع هستيرية اضطرت المسئولين إلى إغلاق البورصة، وبيعت الأسهم بأسعار منخفضة جداً، وعندما أفتحت البورصة بعد يومين عادت الأسهم إلى أسعارها الاعتيادية.
مخاطر السيولة: وهي مخاطر عدم تمكن المستثمر من بيع أسهمه أو سنداته وتحويلها إلى سيولة نقدية في وقت احتياجه إلى أموال نتيجة لعدم وجود طلب عليها.
مخاطر التوقيت: مما لا شك فيه أن التوقيت في الاستثمار مهم جداً، فاحتمال ربح المستثمر الذي استثمر في بداية صعود السوق أكبر من ذلك الذي استثمر في وقت وصول السوق إلى القمة أو وقت الهبوط، لذا يجب على المستثمر ضرورة اختيار توقيت الدخول.
ثانياً.. مخاطر غير منتظمة Unsystematic Risk:
هي المخاطر غير السوقية أو مخاطر الاستثمار في ورقة مالية أو منشأة معينة وهي الناتجة عن عوامل تتعلق بشركة معينة أو قطاع معين وتكون مستقلة عن العوامل المؤثرة في النشاط الاقتصادي ككل. ومن هذه العوامل حدوث إضراب عمالي في شركة معينة أو أخطاء إدارية تؤثر على نتائج أعمال الشركة أو ظهور اختراعات جديدة أو عمل حملات إعلانية لشركات منافسة أو التغير في أذواق المستهلكين تجاه منتجات الشركة أو ظهور قوانين جديدة تؤثر على هذه المنتجات بالذات والشركات التي تتصف بدرجة كبيرة من المخاطر غير المنتظمة هي تلك التي تنتج السلع الاستهلاكية أو غير المعمرة كشركات المرطبات وشركات السجائر حيث لا تعتمد مبيعات هذه الشركات على مستوى النشاط الاقتصادي بالدولة أو على حالة سوق الأوراق المالية. كما تؤثر هذه المخاطر على شركة معينة عندما يحدث تغير في طبيعة أو مكونات
أصول هذه الشركة أو بدرجة استخدام الاقتراض كمصدر للتمويل، لذا يمكن التقليل من هذه المخاطرة بتنويع مكونات المحفظة لأن أي تأثيرات سلبية على شركة قد تقابلها تأثيرات إيجابية على شركة أخرى.
مخاطر خاصة مرتبطة بالسندات
مخاطر التوقف عن السداد: يقصد بها احتمال عدم قدرة الشركة المدينة على الوفاء بالفوائد أو أصل الدين أو الاثنين معاً في التواريخ المتفق عليها، وتعتبر هذه المخاطر غير منتظمة نظراً لارتباطها بالجهة مصدرة السند وتعرضها لظروف استثنائية خارجة عن إرادتها دفعت بها إلى عدم الالتزام.
مخاطر ضعف السيولة: ويقصد بها عدم إمكانية التصرف في الورقة المالية بسرعة وبسهولة دون أن يتعرض سعرها لانخفاض ملموس، فقد تكون الورقة المالية غير مطلوبة في السوق والتداول عليها ضعيف بما يصعب تسييلها في الوقت المطلوب وفقاً لظروف المستثمر.
مخاطر السعر: عندما ترتفع أسعار الفائدة في السوق تنخفض قيمة السندات التي صدرت عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة، والعكس إذا ارتفعت أسعار الفائدة في السوق فإن السندات الجديدة التي تصدر بسعر الفائدة الجديد تصبح أكثر إغراء للمستثمرين الراغبين في استثمار أموالهم في سوق السندات، وبالتالي تنخفض أسعار السندات القائمة ذات سعر الفائدة الأقل لضعف الطلب عليها بسبب انخفاض العائد عليها مقارنة بالسندات التي تصدر بسعر الفائدة الجديد.
مخاطر الاستدعاء: يمكن للشركة التي تتوقع انخفاض أسعار الفائدة أن تعطي لنفسها حق استدعاء السند قبل استحقاقه، وبالتالي يحصل المستثمر على القيمة الاسمية وقيمة فوائد سنة، وبالتالي يُعيد استثمار أمواله في سند آخر ذو عائد أقل.
الخلاصة..
عليك قبل البدء في الاستثمار.. أن تحدد مستوى المخاطرة التي تستطيع تحملها، وهذا يتوقف طبعاً على طبيعة شخصيتك أنت وعلى ظروفك المالية التي بنيت عليها خطتك الاستثمارية، وتتأكد أنك عند هذا المستوى من المخاطرة الذي قبلته قد حصلت على أفضل عائد ممكن، وأن يكون هذا العائد أفضل من الاستثمار في أوعية ادخارية أكثر أماناً من الاستثمار في البورصة، وإلا لما كان دخولك عالم البورصة.
الاكثر قراءة في السياسات و الاسواق المالية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة