روايات وضوء رسول الله الدالّة على أنّ المنذر رسول الله والهادي عليّ
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج4/ص187-191
2025-12-14
45
الروايات الكثيرة المأثورة عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم التي تذكر أنّ النبيّ طلب ماءً للوضوء، وبعد فراغه من الوضوء، أخذ بِيَدِ أمير المؤمنين عليه السلام فضمّها إلى صدره وقال: أنتَ الْمُنذِرُ، ثمّ ضمّها إلى صدر أمير المؤمنين وقال: ولِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ. وقد نقلت الروايات بمضامينها المتنوّعة هذه القضيّة عن رسول الله. روى محمّد بن الحسن الصفّار في «بصائر الدرجات» بإسناده عن أبي حمزة الثماليّ أنّه قال: سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول: "دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ بِوَضُوءِ طُهْرٍ فَلَمّا فَرَغَ أخَذَ بِيَدِ عَلِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا فَألْزَمَهَا يَدَهُ ثُمَّ قَالَ: {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ} ثُمَّ ضَمَّ يَدَهُ إلى صَدْرِهِ وقَالَ: «وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيّ! أنْتَ أصْلُ الدِّينِ ومَنَارُ الإيمَانِ وغَايَةُ الْهُدَى وقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجِّلِينَ أشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ"[1]. ونقل فرات بن إبراهيم هذه الرواية في تفسيره عن أبي حمزة، عن الإمام الباقر عليه السلام[2].
يقول السيوطيّ: أخرج ابن جرير، وابن مردويه، وأبو نعيم الاصفهانيّ في كتاب «معرفة الصحابة»، والديلميّ، وابن عساكر، وابن النجّار، قالوا: لَمَّا نَزَلَت: {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} وَضَعَ رَسُولُ اللهِ يَدَهُ على صَدْرِهِ فَقَالَ: "أنَا الْمُنْذِرُ، وأوْمَأ بِيَدِهِ إلى مَنْكِبِ عَلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: أنْتَ الْهَادِي، يَا عَلِيّ بِكَ يَهتَدِي الْمُهْتَدُونَ"[3]. وروى ذلك الثعلبيّ في تفسيره عن عطاء بن سائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس[4]. وذكر الطبريّ أيضاً في ج 13 ص 108 من تفسيره هذا الحديث نفسه عن ابن عبّاس بنفس السند[5]. وذكره الحاكم الحسكانيّ بأسناده بأربعة طرق عن عطاء بن سائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس[6].
وروى الحاكم الحسكانيّ أيضاً عن أبي الحسن الفارسيّ بإسناده عن أبي فروة السلميّ أنّه قال: دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ بِالطَّهُورِ وعِنْدَهُ عَلِيّ بْنُ أبي طَالِبٍ فَأخَذَ رَسُولُ اللهِ بِيَدِ عَلِيّ بَعْدَ مَا تَطَهَّرَ فَألْزَقَهَا بِصَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ} ثُمَّ رَدَّهَا إلى صَدْرِ عَلِيّ ثُمَّ قَالَ: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} ثُمَّ قَالَ: أنّكَ مَنَارُ الأنَامِ وغَايَةُ الْهُدَى وأمِيرُ الْقُرّاءِ، أشْهَدُ على ذَلِكَ أنّكَ كَذَلِكَ[7].
ونقل ابن شهرآشوب هذه الرواية أيضاً عن الحاكم الحسكانيّ إلّا أنّه ذكر الراوي على أنّه أبو برزة وأتى بكلمة «ألْصَقَها» بديلة عن كلمة «فَألْزَقَهَا». وكذلك فأنّه نقل في ذيلها هذه العبارة: "أنْتَ مَنَارُ الأنام ورَايَةُ الْهُدَى وأمِينُ الْقُرآنِ وأشْهَدُ على ذَلِكَ أنّكَ كَذَلِكَ"[8]. وذكر أبو الفتوح الرازيّ هذه الرواية أيضاً غير أنّ اسم الرواية عنده هو أبو بردة الأسلميّ، وجاء بكلمة «فَألْزَمَهَا» بديلة عن كلمة «فَألْزَقَهَا». وفي آخرها هذه العبارة: "أنّكَ مَنَارَةُ الأنَامِ وغَايَةُ الْهُدَى، وأمِيرُ الْقُرى، أشْهَدُ على ذَلِكَ أنّكَ كَذَلِكَ"[9].
وذكرها السيّد هاشم البحرانيّ أيضاً في «غاية المرام» و«تفسير البرهان» عن الحاكم الحسكانيّ، وجاء بكلمة «فَألْصَقَهَا» بديلة عن كلمة «فَألْزَقَهَا» في كلا الكتابين. غير أنّه ذكر ذيل العبارة في الحديث كما نقلناها عن الحاكم الحسكانيّ[10]. وذكر في «غاية المرام» عبارة أميرُ الْغَزَا بديلة عن أميرُ الْقُرّاءِ، وراوي الحديث في «غاية المرام» هو أبو بردة الأسلميّ، أمّا في «تفسير البرهان» فهو أبو بريدة[11].
وذكر الحاكم في «المستدرك» بإسناده هذه الرواية نفسها بالنصّ الذي نقله البحرانيّ في «تفسير البرهان» عن الحاكم الحسكانيّ[12]. ونقلها أيضاً صاحب «ينابيع المودّة» عن الحاكم الحسكانيّ في الباب 26 ص 99. والراوي عنده هو بريدة الأسلميّ، وذكر عبارة «فَألْصَقَ يَدَهُ» بديلة عن كلمة «فَألْزَقَهَا»، وجاء في آخرها ما يلي: «فَقَالَ: أنْتَ {لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} ثُمَّ قَالَ لَهُ: أنْتَ مَنَادُ الأنَامِ وغَايَةُ الْهُدَى وأميرِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، أشْهَدُ على ذَلِكَ أنّكَ كَذَلِك».
ثمّ قال: أخرج ابن صبّاغ المالكيّ في «الفصول المهمّة» هذه الرواية نفسها عن ابن عبّاس.
وقال السيوطيّ: أخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلميّ أنّه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ يقول: «إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ» ووَضَعَ يَدَهُ على صَدْرِ نَفْسِهِ، ثُمَّ وَضَعَهَا على صَدْرِ عَلِيّ ويَقُولُ: {لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ}[13]. وذكر الحاكم الحسكانيّ هذا النصّ من الرواية بإسناده عن أبي برزة بسندين[14]. ونقلها السيّد البحرانيّ عن إبراهيم الحموينيّ في «فرائد السمطين» بإسناده عن أبي هريرة الأسلميّ[15]، وعن الثعلبيّ في تفسيره بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس[16]، وقال ابن شهرآشوب: قال الحاكم الحسكانيّ في «شواهد التنزيل»، والمرزبانيّ في كتابه الذي صنّفه حول الآيات القرآنيّة النازلة بشأن أمير المؤمنين أنّ أبا برزة روى تلك الرواية المشار إليها[17].
[1] «غاية المرام» ص 236 الحديث التاسع، و«تفسير البرهان» ج 1، ص 518.
[2] «بحار الأنوار» ج 9، ص 76.
[3] تفسير «الدرّ المنثور» ج 4، ص 45، وتفسير «الميزان» ج 11، ص 360نقلًا عن «الدرّ المنثور» و«تفسير الفخر الرازيّ» ج 19 ص 14. ويقول صاحب «شواهد التنزيل» في هامش الجزء الأوّل ص 295 من كتابه: ذكره في «كنز العمّال» ج 6، ص 157 عن الديلميّ عن ابن عبّاس، وجاء في «ينابيع المودّة» باب 26، ص 99 باختلاف يسير في اللفظ عن الثعلبيّ في «الكشّاف».
[4] «تفسير البرهان» ج 1، ص 519، و«بحار الأنوار» ج 9، ص 75، و«تفسير أبي الفتوح الرازيّ» ج 6، ص 463، وتفسير «الميزان» ج 11، ص 360، و«مناقب» ابن شهرآشوب ج 1، ص 567.
[5] «شواهد التنزيل» ج 1، هامش ص 293.
[6] «شواهد التنزيل» ج 1 ص 293 إلى 296.
[7] «مناقب» ابن شهرآشوب ج 1، ص 567، و«بحار الأنوار» ج 9، ص 75.
[9] «تفسير أبي الفتوح الرازيّ» ج 3، ص 278.
[10] «تفسير البرهان» ج 1، ص 519.
[11] «غاية المرام» ص 237، الحديث العشرون.
[12] «تفسير الميزان» ج 11، ص 360.
[13] «الدرّ المنثور» ج 4، ص 45.
[14] «شواهد التنزيل» ج 1 ص 297 و298.
[15] «غاية المرام» ص 235، الحديث الثاني والثالث؛ و«بحار الأنوار» ج 9، ص 75 عن «مناقب» ابن شهرآشوب.
[16] «نفس المصدر السابق».
[17] «مناقب» ابن شهرآشوب ص 567، و«تفسير البرهان» ج 1، ص 519.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة