القصيدة العينيّة لابن أبي الحديد في عظمة أمير المؤمنين عليه السّلام
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج4/ص165-166
2025-12-13
39
لم يستطع العالم المعتزليّ ابن أبي الحديد أن يحجب النور بالامتناع عن ذكر مقامات الإمام، فأذعن معترفاً بجميع الميزات التي كان يشارك الإمام فيها النبيّ الأكرم، والنور الذي تلألأ في وجهه مفاضاً عليه من نور رسول الله، فقال:
هَذَا الأمَانَةُ لَا يَقُومُ بِحَمْلِهَا *** خَلْقاءُ هَابِطَةً وأطْلَسُ أرْفَعُ
هَذَا هُوَ النُّورُ الذي عَذَبَاتُهُ *** كانَتْ بِجَبْهَةِ آدَمَ تَتَطَلَّعُ
وَشِهَابُ موسى حَيْثُ أظْلَمَ لَيْلُهُ *** رَفَعَتْ لَهُ لألَاؤُهُ تَتَشَعْشَعُ
إلى أن قال:
لَوْ لا مَمَاتُكَ قُلْتُ أنّكَ بَاسِطُ *** الأرْزَاقِ تَقْدِرُ في الْعَطَاءِ وتُوسِعُ
مَا الْعَالَمُ الْعِلْوِيّ إلّا تُرْبَةٌ *** فِيهَا لِجُثَّتِكَ الشَّريفَةِ مَضْجَعُ
مَا الدَّهْرُ إلّا عَبْدُكَ الْقِنُّ الذي *** بِنُفُوذِ أمْرِكَ في الْبَرِيَّةِ مُولِعُ
أنَا في مَدِيحِكَ ألْكَنٌ لَا أهْتَدِى *** وَأنَا الْخَطِيبُ الْهِبْرَزِيّ الْمِصْقَعُ[1]
أأقُولُ فِيكَ سَمَيْدَعٌ كَلّا ولَا *** حَاشَا لِمِثْلِكَ أنْ يُقَالَ سَمَيْدَعُ[2]
بَلْ أنْتَ في يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَاكِمٌ *** في الْعَالَمينَ وشَافِعٌ ومُشَفَّعُ
وَلَقَدْ جَهِلْتُ وكُنْتُ أحْذَقَ عَالِمٍ *** أغِرَارُ عَزْمِكَ أمْ حُسامُكَ أقْطَعُ
وَفَقَدْتُ مَعْرِفَتِي فَلَسْتُ بِعَارِفٍ *** هَلْ فَضْلُ عِلْمِكَ أمْ جَنَابُكَ أوسَعُ
لِي فِيكَ مُعْتَقَدٌ سَأكْشِفُ سِرَّهُ *** فَلْيُصْغِ أرْبَابُ النُّهى ولْيَسْمَعُوا
هِيَ نَفْثَةُ الْمَصْدُورِ يُطفي بَرْدُهَا *** حَرَّ الصَّبابَةِ فَاعْذِلُونِي أوْ دَعُوا
وَاللهِ لَوْ لا حَيْدَرٌ مَا كَانَتِ *** الدُّنْيَا ولَا جَمَعَ الْبَرِيَّةَ مَجْمَعُ
مِنْ أجْلِهِ خُلِقَ الزَّمَانُ وضُوِّئَتْ *** شُهُبٌ كَنَسْنَ وجَنَّ لَيْلٌ أدْرَعُ
عِلْمُ الْغُيُوبِ إلَيْهِ غَيْرَ مُدافَعٍ *** وَالصُّبْحُ أبْيَضُ مُسْفِرٌ لَا يُدْفَعُ
وَإليْهِ في يَوْمِ الْمَعَادِ حِسَابُنَا *** وَهُوَ الْمَلَاذُ لَنَا غَدَاً والْمَفْزَعُ
إلى آخر هذه القصيدة المعروفة بعينيّة ابن أبي الحديد، وقد طبعت ضمن «المعلّقات السبع».
[1] الهِبْرِزيّ: الجيّد الرمي بالسهام؛ والمِصْقَع: البليغ (م).
[2] السَّمَيْدَع: السيّد الكريم الجميل الجسيم الموطَّأ الأكناف (م).
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة