خطوط تساوي سهولة الاتصال Accessibility Isoplethes
المؤلف:
د. فتحي عبد العزيز ابو راضي
المصدر:
خرائط التوزيعات البشرية ورسومها البيانية
الجزء والصفحة:
ص 297 ـ 300
2025-10-27
60
يمكن استخدام خطوط التساوى كرمز من رموز الخط الكمية لتضيف نوعا من التمثيل الكارتوجرافي إلى خرائط الأنماط الخطية الخاصة بنظم النقل ، فمثلا يمكن انشاء خريطة تمثل المسافة أو التباعد بين الأماكن باستخدام خطوط الايزوبلث التي تمثل أطوال الطرق بالكيلو متر أو الميل المحسوبة لكل كيلو متر مربع (أو 100 ميل مربع) من مساحة المنطقة قيد الدراسة وفي هذه الحال، إذا قمنا بفحص خريطة نمط الطرق فحصا دقيقا فإنه يمكن تقسيم المنطقة إلى وحدات تكون فيها كثافة شبكة الطرق متماثلة إلى حد ما، وذلك عن طريق قياس أطوال الطرق بواسطة عجلة القياس، وقياس مساحة هذه الوحدات بواسطة جهاز البلانيمتر وبعد ذلك تقوم بحساب هذه الكثافة معبرا عنها بالكيلو متر (أو الميل) لكل 100 كيلو متر مربع (أو ميل مربع) ، ونقوم بتوقيع قيمة الكثافة هذه في منتصف كل مساحة كل وحدة، وفى ضوء ذلك نقوم باختيار فاصل رأسي مناسب للكثافة يستخدم في عملية حشو أو ادراج خطوط الايزوبلث الخاصة لهذه الظاهرة وهناك طريقة أخرى بديلة، تتخذ من شبكة المربعات التي تنشأ على خريطة الطرق أساسا لها، حيث يقاس طول الطريق فى كل مربع، ثم توقيعه قيمة هذا الطول في مركز (وسط) المربع وبعد ذلك يختار فاصل رأسي ملائم يتم على أساسه ادراج خطوط التساوى المطلوبة. ومن الثابت أن تطبيق أية طريقة من هاتين الطريقتين سوف يؤدى فى النهاية إلى تحديد المناطق ذات الكثافة المرتفعة أو المتوسطة أو المنخفضة، ما يساعد بالتالي على تصحيح الانطباع عن المتعادلة الذى تنقله لنا الخريطة النمطية بطريقة أو بأخرى.
وقد استخدم الجغرافي دلى ستامب طريقة خطوط الايزوبلث في انشاء خريطة المسافة المتساوية "distance-isopleth map" حيث رسم خطوط تساوى تصل بين الأماكن التي تبعد بمسافة 5 أميال عن السكك الحديدية وعن الطريق البرى السريع، كما قام بتظليل المساحات التي تحصرها هذه الخطوط باللون الأسود وذلك لإبرازها على الخريطة (1948 Stamp). وهناك أيضا العديد من خرائط خطوط تساوى سهولة الاتصال والتي تتضمن ظاهرتي الوقت والمسافة (أو المسافة الزمنية).
ويعرف أحيانا هذا النوع من الخرائط باسم خرائط سرعة الانتقال Travel Apeed maps ويقصد بها الخرائط التى توضح الوقت الذي يستنفد في عملية السفر من أماكن مختلفة إلى مكان معين بواسطة خطوط تصل بين الأماكن ذات أوقات السفر المتماثلة تعرف بخطوط المسافة الزمنية المتساوية Isochrones ومن أمثلة هذه الخرائط ما قام به Taylor من رسم خطوط أيزو كرون مبسطة لتقسيم انجلترا وويلز إلى أربعة نطاقات حسب سهولة الاتصال أو فرص الوصول بالسكة الحديد من وإلى كل من لندن وليدز وليفربول ونيوكاسل ومانشستر وبرمنجهام . (1938 Taylor) وبالمثل طور بوجس أساس هذه الطريقة عند رسمه لسلسلة من الخرائط توضح المسافات التي يمكن أن نقطعها وسائل المواصلات الأرضية عام 1940 في جميع الاتجاهات، بأن حدد فئات للمسافات تبدأ من (50-100، 250-100 ، 250-500 ميل) في اليوم على الطرق المتاحة في ذلك الوقت وأضاف إليها فئة أخرى هي أكثر من ميل للسكة الحديد ، وقد أفترض لذلك أن الانتقال ينبغي أن يكون بأسرع الوسائل دون ما اعتبار لنوع الوسيلة (باستثناء الطائرة) ، وبالتالي استخدم مواضع الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية كشرائط ضيقة من الأرض مخصصة للحركة لتحديد تعريف المناطق التى تطوقها خطوط تساوی عرفت باسم خطوط تساوي معدلات السرعة الثابتة (Bogg 1941sotch). ومن ثم تمثل هذه المناطق مساحات على سطح الأرض يمكن الانتقال عليها بمعدل سرعة ثابتة من أي مكان إلى مكان آخر داخل المنطقة المساحة الواحدة وبصورة عامة يمكن القول أن هذا النوع من الخرائط يخدم الدراسات التخطيطية أساسا، كما يفيد كثيرا في الدراسات الجغرافية للمدن، أو عند اجراء عملية التخطيط الاقليم للمناطق في طور التنمية.

الاكثر قراءة في جغرافية الخرائط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة