تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
التشظي (الفهم بين الكوانتم والرياضيات الصورية)
المؤلف:
رولان أومنيس
المصدر:
فلسفة الكوانتم
الجزء والصفحة:
ص119
2025-10-14
24
لا شك في أننا مقبلون على حقبة من التشظي، بدأت بوادر معالمه المحسوسة منذ أربعة قرون خلت لتعود إلى فجر العلم الحديث. ولكن إذا كان التشظي كائنا منذ تلك الآونة، فما هو هذا التشظي على وجه الدقة؟
أبسط ما يقال إن ثمة جانبين من جوانب هذا التشظي مغزاهما ودلالتهما معروفان على نطاق واسع. الجانب الأول يتعلق بوضع الإنسان في هذا الكون وإدراكنا إياه، بينما يتعلق الجانب الثاني بالنواتج المهيمنة للتكنولوجيا الحديثة. يترك الجانب الأول تأثيره في العقل، بينما يؤثر الجانب الثاني في الحياة بأسرها.
من ذا الذي يستطيع أن ينكر الآن أننا جزء من تطور الأنواع الحية برمتها، جزء من تيار الحياة الكوني الدافق وأن أصول أنسابنا تمتد بعيدا إلى الوراء حتى تعود إلى تكون الشمس والأرض، ومنه إلى تخلُق المادة، وظهـ الأوكسجين الذي استنشقته أولى المخلوقات الحية، ثم إلى نشأة الذرات التي تتكون منها والتي كانت في يوم ما مكونات نجوم ميتة طال عليها الأمد من ذا الذي يستطيع أن ينكر أن لهذا الكون بداية؟ أفترض أننا جميعا نعلم هذه الأشياء وأنها الخلفية العقلية لقرننا هذا. أما عن الإنتاج المتكاثر للتكنولوجيا، فإن آفاق كوكبنا الأرضي تزدحم بالطائرات والموجات والمعلوماتية، وثمة التغيرات المتوالية في حياتنا اليومية، والأثر الهائل للطب وأزمات عالم يعاني ويقاسي، نعلم أن كل هذا له أهميته الكبرى، لكن أقول مجددا إنه معروف جيدا، وليس لدي ما أضيفه لطوفان الكتب والمقالات التي تناقشه.
وإني لأود أن أتحدث عن تشظ ما أقل تبديا وقليلا ما لوحظ، بيد أنه أيضا له أهميته. إنه يتصل بتحول عميق في العلم يمثل مرحلة تاريخية حدثت بالفعل، وله تأثير عميق في طبيعة التفكير في فعل الفهم. إنه يسهم في حركة وضعية صيتها ذائع ذلك التوجه المقتدر نحو التساوق والانتظام الذي أشرت إليه في المقدمة، حيث القوانين التي تنشأ عن كل فرع معين من فروع العلم تلتقي معا لتمثل كتلة منسابة من وحدة مفروضة. ومع هذا فإن التشظي كائن هناك. فالحق الصراح أن تلك القوانين مستغلقة تماما أمام الفهم، إذا ما نظرنا إليها بعيون العقل العادي أو بعيون الفلسفة الكلاسيكية. صفوة القول إنه كلما صارت معارفنا أكثر وأكثر بدا أن ما نفهمه أقل وأقل.
وكثيرا ما يتناهى إلى أسماعنا تلك الشكاوى المشروعة من قبل أولئك الذين يعجزون عن تفهم مبادئ الفيزياء المعاصرة أو الرياضيات المعاصرة ولم ينجح أي قدر من التبسيط في تحقيق التواصل معها . وفي هذا الموقف ثمة ما هو أر كثيرا مما يتبدى للنواظر، وما هو أكثر كثيرا من مجرد نواتج للإيغال في التخصص أو للمنزع المتعالي نحو التجريد : إنه مثول ظلام داخلي دفين.
بل لعل الأمر أسوأ من هذا، كما سوف نرى فتحت وطأة العلم تستسلم الآن الأسس التقليدية للفلسفة من المستحيل أن نصف هذا الانهيار في كلمات معدودة، لأنه لا يبدو أننا تعرفنا عليه في كل تشعباته. وحسبنا القول إننا فقدنا التمثل التلقائي للعالم الذي اعتدنا مثوله في أصول كل تفكير، لقد انهزم الحس المشترك، وانهزمت معه مبادئ الفلسفة التي نشأت عنه، في صميم قلب الواقع ثمة طغيان عجيب للتجريد الصورية، ليس هناك إلا ترياق واحد ووحيد للبرء من كل هذا أن نبتدع طريقا جديدا للفهم.
اصوات التصدع التي تومئ إلى ذلك التشظي كانت مسموعة بوضوح، لكن أحدا لم ينتبه إلى الهزيم الآتي من الأعماق، وتلك الصورة غير المكتملة راحت تجوب عوالم الفلسفة أولا وقبل كل شيء، كان ثمة رجعة في المنطق ذاته، حينما أصبح صوريا واستبطانيا، وتزخر الكتب بما يفصح عن هذا، من كتابات رسل إلى كتابات فتفنشتين ومن كارناب إلى كوين أو بوبر وأسبغ المنطق الصوري عونه في إحداث تجديد آخر أوسع نطاقا هو تجديد في الرياضيات، وذلك بقطع آخر الخيوط التي تربطها بالواقع. أصبحت الرياضيات مستقلة استقلالا ذاتيا كاملا، مباراة خالصة للعلاقات، حيث لم تعد الصور صورا لشيء ما عيني، بل يمكنها أن تلائم أي شيء. كثيرون هم الكتاب الذين ناقشوا هذا أولئك الذين ذكرناهم آنها وآخرون من أمثال جان كافيليه Jean Cavailles ونفر من معاصرينا. حدثت الانقلابات الكبرى في مضمار الفيزياء، هي: أولا نظرية النسبية. وقد أعادت فحص مقولات الفهم التي نظر كانط لها، ثم – وبصفة خاصة - ذلك العلم الذي يكاد يكون علما كونيا شاملا، والموسوم باسم «ميكانيكا الكوانتم»، والذي هو في واقع الأمر تعبير عام عن قوانين الطبيعة في عالم مصنوع من جسيمات حاضرة في كل مكان، وتكاد تكون غير قابلة للإدراك الحسي. ميكانيكا الكوانتم هي العلم الذي راح يحذرنا من حدود الحس المشترك، ومن أن بعض المبادئ الفلسفية الأساسية قد تكون على خطأ مثلا القابلية للفهم ،والتعقل التموضع العلية. الكلمات تخذلنا كل ما تفعله أن تحمل بين دفتيها المظهر المخاتل للأشياء، وتتصادم في ما بينها عن طريق التناقضات العديدة المديدة الرياضيات لا سواها هي التي تملك الشراك القادرة على اقتناص مفاهيم الفيزياء، ليس فقط من أجل أن تجعلها دقيقة كما كان الأمر في علم العصور الغابرة، بل لكي تصوغها وتنطق بها وتعبر عنها، ولا شيء البتة يحل محل الرياضيات في هذا.
وأيضا عبر خطوط عريضة سوف نستدعي أشكال الحيرة الفلسفية الحادة التي نشأت في سياق هذين العلمين، سواء في الرياضيات أو في إبستمولوجيا الكوانتم.
وإذ نفعل هذا، فإننا نمهد الأرض للمرحلة النهائية التي هي موضوع الجزء الأخير من الكتاب، لكنها تتطلب هذا التحليل التمهيدي. إن أي محاولة لتجديد فلسفة المعرفة على مستوى يليق بتعقد المشاكل الراهنة، لن يجدي فيها تجميع وترقيع لتأملات مفككة - نتفة من المنطق هنا، أو مزقة من الرياضيات أو من العلوم الفيزيائية هناك - تتبدى في كثير من الأسفار المتفرقة والمتخصصة، كما هو الوضع الآن ينبغي أن يرتكز حجر الزاوية على دعامات من هذا الثالوث معا مهما تكدر مزاج المتخصصين من هذا. لهذا السبب نحن نعمل الآن على بنائها - علوم المنطق والرياضيات والفيزياء - معا .
ثمة ملاحظة أخيرة تتعلق بعلم المصطلحات، فسوف نعمد إلى تفضيل الارتكان على الخصائص الفلسفية المشتركة بين هذه العلوم الثلاثة، وأن نوحد المرحلتين الكبريين في تطورها. لقد أشرنا إلى الفيزياء قبل هذا التشظي بوصفها العلم «الكلاسيكي»، وإلى الرياضيات من بعده بوصفها العلم الصوري». وعلى هذا يكون منطق ارسطو كلاسيكيا، مثلما يكون حساب التفاضل عند نيوتن وليبنتز هكذا، بينما نطلق على فيزياء الكوانتم اسم العلم الصوري»، على الرغم من العدد الجم من التطبيقات العينية لها، ولا يعدو هذا أن يكون تصنيفا ملائما لنا بشكل خاص لكي نجعل حجتنا أكثر وضوحا وشفافية.
الاكثر قراءة في ميكانيكا الكم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
