الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الحدود Boundaries
المؤلف:
د. عدنان عبد الله حمادي الجميلي
المصدر:
الجغرافية السياسية والجيوبولتيك مع بعض التطبيقات
الجزء والصفحة:
ص 121 ـ 128
2025-10-12
88
جمع حد الحاجز بين شيئين ، وحد الشيء منتهاه ، وهو الفصل بين الشيئين لئلا يختلط أحدهما بالآخر أو لئلا يتعدى أحدهما على الآخر، ومنتهى كل شيء حده ، وفلان حديد فلان اذا كانت داره إلى جانب داره والحدود في الجغرافية السياسية هي الخطوط التي تحدد كيان الوحدة السياسية وتحدد اقليمها سواء كانت مساحة يابسة أو مائية.
وقد عرف فريدريك (راتزل) الحدود بأنها الحقيقة الماثلة ، أما خط الحدود فهو تجريد لهذا النطاق ، ونطاق الحدود يشير إلى نمو أو تقلص الدول وكان يرى أن أقوى الحدود أقصرها وأكثرها استقامة لأنه كان يعتقد بأن العلاقة بين نواة الدولة وحدودها هي ذات العلاقة بين القلب والجزء الحيوي المغلف للجسم في الكائن الحي النظرية العضوية لنشوء الدولة) ، وهذا التعريف يعكس فكراً توسعياً يرى في الحدود مرحلة توقف تعقب حرب لالتقاط الأنفاس والاستعداد لحرب أخرى ، فالحدود عندهم تمثل توازن القوى وهو فكر عنصري لا زالت الصهيونية تعمل به أما الحدود في المفهوم العسكري فإنها تعنـي خـط التمـاس أو المواجهة التي ينبغي حمايتها، وهي النقطة التي تشكل بدايات لانطلاق الهجوم ، وعلى العموم فأن الدول قديماً لم تعرف خطوطاً (Boundaries) تحددها ولكنها كانت تعرف أقاليم حدود أو تخوم (Frontier areas) ولم يكن يهمها من هذه الأقاليم إلا نقاطاً معينة تنفذ من خلالها التجارة ، وكانت أمثال هذه النقاط تعرف بالثغور في زمن الدولة الإسلامية وفي القرون الوسطى.
وتعد الحدود من المظاهر المدنية الحديثة، حيث كانت غير دقيقة باستثناءات بسيطة حاولت من خلالها بعض الدول أن تبني أسواراً لتحصين نفسها من الغارات وخير مثال على ذلك سور الصين العظيم الذي إقامته لحماية نفسها من غارات القبائل المجاورة كالمغول والتتر و الحدود في لغة الجغرافيا تعني حافة الإقليم السياسي للدولة، كما ان الحدود تسهم في خلق شخصيات جغرافية مميزة وحضارية على جانبي الإقليم السياسي ، والحدود تعبر عن فلسفة الدولة ودرجة قوتها أو ضعفها خلال مراحل زمنية متتابعة.
وتشمل الحدود بالإضافة إلى المساحات الأرضية الغلاف الجوي والمياه الإقليمية بحسب الأعراف الدولية التي عادة ما تكون باتفاقيات دولية جماعية أو رغبة انفرادية تتماشى مع متطلبات الأمن القومي والمصالح الاقتصادية في ملكية واستثمار الثروات الطبيعية الموجودة ضمن تلك المياه أو الإقليم أو المدى الجوي.
والحدود السياسية على الرغم من أنها ظاهرة بشرية إلا أنها قد تتماشى مع الظواهر الطبيعية والتضاريس الأرضية كالجبال والأنهار وسواحل الأجسام المائية وغيرها ، كما أن الحدود السياسية يمكن زحزحتها أو تغييرها عما هي عليه تبعاً لحالة الدول قوة أو ضعف، وقد ينتج عن ذلك انتقال ملكية مساحة من الأرض من دولة إلى أخرى أما التخوم فهي مناطق واسعة تمتد بين دولتين أو أكثر وتمثل عامل فصل بين سيادتها ، وكذلك هي نقطة وصل جغرافية.
والتخوم بيئة انتقالية ذات أبعاد جغرافية في الطول والعرض والتخوم قد تكون مساحات واسعة من الأرض غير صالحة للتوطن البشري وظروفها الطبيعية قاسية جداً ، كأن تكون مغطاة بالمستنقعات أو الغابات أو غير ذلك ، وهي تقوم بوظيفة الاتصال وكانت تترك كمناطق دفاعية تفرق بين المجموعات البشرية التي تعيش على جوانبها لكن مع تقدم وسائل العلم والتكنولوجيا استطاع الإنسان التغلب على هذه العقبات الطبيعية ودخلت هذه المساحات الجغرافية داخل الوحدات السياسية حتى في المناطق الصحراوية أصبحت تمتد سيطرة الدولة حتى تتقابل مع سيطرة دولة أخرى والتخوم بمفهومها المتعارف عليه هي عبارة عن مناطق حدية فاصلة كانت أكثر شيوعاً في الماضي لاسيما في العصور القديمة والوسطى، وكانت مناطق التخوم تظهر في الغالب بين مجال نفوذ الدول الكبرى مثل مناطق التخوم بين الدول العربية الإسلامية والدول البيزنطية ، وبين الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية ، حين كانت هناك مساحة واسعة من سطح الأرض خالية بسبب عدم صلاحيتها للسكن البشري في تلك الأوقات، مثل الغابات والصحاري والمستنقعات التي كانت في الغالب تترك على أنها حواجز واقية ، ومع تزايد كثافة السكان وتقدم وسائل المواصلات والاتصالات، وقيام الدول المركزية القادرة على ممارسة سيادتها الكاملة على الإقليم، ومع الخبرة الجغرافية التي اكتسبها الإنسان عن سطح الأرض وتقدم فنون المساحة كان لابد أن تنكمش وتتقلص المناطق الجغرافية للتخوم وتتحول إلى خطوط حدية لا يتعدى عرضها سنتمترات.
وللتخوم معاني أخرى بالإضافة إلى معناها السياسي ومنها :
1 - التخوم الاستيطانية : وهي مناطق غير مسكونة أو غير معمورة تقع ضمن حدود الدولة أو خارجها.
وقد قسم بريسكوت التخوم الاستيطانية إلى رئيسية وثانوية:
أ- التخوم الرئيسية : هي المناطق المعمورة والمأهولة بالسكان والمتطورة اقتصادياً وتمتاز بكثافة سكانية متوسطة أو عالية ، وتم إعمارها بصورة سريعة.
ب ـ التخوم الثانوية : هي المناطق والأقاليم التي يمكن تحويلها اى مناطق سكنية أو عمرانية بواسطة تطويرها ويكون إسكانها عادة بصورة بطيئة ومن قبل عدد قليل من السكان ، ومن امثلتها سكنى المناطق الصحراوية بعد إصلاحها وتوفير المياه لها ، أو توجه بعض السكان نحو مناطق يتم اكتشاف واستغلال المعادن المتوفرة فيها ، مثل اكتشاف النفط في صحاري شبه الجزيرة العربية والفوسفات في صحاري العراق الغربية، أو استيطان بعض الأراضي المتروكة نتيجة للضغط الذي يحصل في المنطقة المزدحمة بالسكان وارتفاع الدلتا في مصر والذي أدى إلى إصلاح قسم من الصحراء الغربية وفتح مجال لتخوم عمرانية والتي أدت إلى هجرة السكان من إقليم الدلتا نحو الغرب.
2- التخوم التاريخية : وهي حركة الأقوام عبر التاريخ من منطقة إلى أخرى غير مأهولة ، وهي تشبه حركة الهجرة الأوربية للسكان إلى شرقي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ومن ثم انطلاقهم من هذه المنطقة الساحلية لإعمار وإسكان الأراضي الداخلية غير المسكونة في أمريكا الشمالية ، وهكذا تصبح قارة أمريكا الشمالية قارة تخوم للموجات البشرية الأوربية ، وتعد منطقة وجبال الابلاش منطقة تخوم غربية بالنسبة لسكان السهول الساحلية الشرقية، ثم انتقلت صفة التخوم إلى الوديان التي تم استخدامها كطرق للمواصلات وهكذا تستمر صفة التخومية التاريخية إلى أن وصل توسع الولايات المتحدة الأمريكية إلى المحيط الهادي كما توسعت تخوم روسيا نحو الشرق في قارة آسيا ، ومناطق الهلال الخصيب التي حظيت بهجرات القبائل العربية من شبه الجزيرة في أدوار تاريخية مختلفة.
3- التخوم العقائدية أو الفكرية : وتتمثل هذه التخوم بمناطق الصراع العقائدي والأيديولوجي بين الاشتراكية والرأسمالية ، وهي ظاهرة شائعة لاسيما الصراع العقائدي بين الشرق والغرب . فهناك منطقة تخومية في أوروبا تمتد بين بحر البلطيق في الشمال والبحر الادرياتيك في الجنوب ، وتقع الرأسمالية الغربية والاشتراكية الشرقية، وهي عبارة عن منطقة جغرافية انتقالية ، إذ تجمع أنظمتها عناصر كل من المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي ، وهي تقوم كحلقة وصل بين الشرق والغرب وتعمل على تلطيف أجواء التوتر السياسي والفكري وتقليل الانقسامات بينهما ، على الرغم من أنها خضعت للسيطرة العسكرية من قبل المعسكرين والدول التي تقع ضمن هذا الامتداد هي ما نسميه بالدول الحاجزة Buffer States) وترجع نشأة الدول الحاجزة إلى الرغبة في تقليل الاحتكاك بين قوتين متنافستين أو أكثر ، ومن امثلتها (سويسرا التي تفصل بين ألمانيا وإيطاليا وفرنسا) و (بلجيكا) التي تفصل بين ألمانيا وفرنسا) والغياناثة الأمريكية التي تفصل بين النفوذ الإسباني في فنزويلا والنفوذ البرتغالي في البرازيل). والحقيقة إن مسألة بقاء الدول الحاجزة مرهون بعلاقتها بالدول العظمى المجاورة لها ، فقد تضطر إحدى الدول القوية إلى بسط نفوذها على الوحدة السياسية الحاجزة وتتخذها كمنطقة انطلاق لمواجهة خصمها المباشر.
4- التخوم السياسية : هي منطقة جغرافية تفصل أو تصل أو تكون انتقالية بين الوحدات السياسية وقد تصبح مناطق التخوم موضوع منافسة وصراع بين دولتين أو اكثر عندما تريد كل منها ضم المنطقة إليها ، وقد تتحول هذه المناطق إلى دول منظمة سرية وتدعى بالدول العازلة وتحتفظ بحياديتها مثل ارغواي التي وجدت كدولة عازلة وسط تضارب المصالح البرتغالية والإسبانية في شمال نهر لابلاتا أدى في النهاية إلى اتفاق الطرفين المتنازعين على خلق دولة ارغواي مستقلة محايدة عازلة بين هذه المنطقة التخومية.
وهناك عدة طرق لتسوية مشكلات التخوم ومنها :
أ - تقسيم المنطقة التخومية بين الفرقاء السياسيين أو تضم إلى احدى الدول وتتحول إلى حدود سياسية.
ب- إيجاد منطقة معوضه أو مساعدة ضمن منطقة التخوم وتكون أما عن طريق الزحف أو التوسع وقد تتحول هذه المناطق إلى دول مستقلة أو الاتفاق على وجود مناطق محايدة بين الدولتين ، كتلك التي كانت بين العراق والمملكة العربية السعودية عام 1925 ، والتي جرى تقسيمها بين الدول مطلع الثمانينيات ، وكذلك منطقة ربع الدائرة بين السعودية والكويت والتي تم الاتفاق على مناصفة عائدات النفط المستخرج منها بين الدولتين.
الاكثر قراءة في معلومات جغرافية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
