النفايات البلدية الصلبة ( القمامة )
المؤلف:
د. محمد صابر
المصدر:
الانسان وتلوث البيئة
الجزء والصفحة:
ص 14 ـ 17
2025-10-05
185
يجري التعامل مع النفايات البلدية الصلبة في إطار منظومة ذات ثلاث مراحل رئيسة هي مرحلة التجميع (تشمل التولد والتخزين والجمع) ومرحلة النقل (تشمل النقل المرحلي والنقل النهائي) ومرحلة التصريف (تشمل الفرز والمعالجة والتصريف).
وتبدأ المرحلة الأولى من المنظومة بتولد القمامة من مختلف المصادر التي تشمل الوحدات السكنية والمناطق المفتوحة الشوارع والحدائق ومواقف السيارات والأسواق العامة والمتاجر والورش الصغيرة وكافة أنواع المؤسسات والهيئات وتتباين طبيعة القمامة المتولدة عن كل من تلك المصادر، أن مخلوط القمامة يتكون بصفة عامة من مواد عضوية وورق وكرتون ومواد فلزية وزجاج وبلاستيك وأخشاب وجلود ومطاط وعظام ويغلب على القمامة المتولدة في أغلب المدن بالدول العربية محتواها الكبير من المواد العضوية التي تصل إلى 70% ، في حين لا تتعدى 15% في قمامة كثير من مدن الدول الصناعية ، وهناك نفايات خطرة، تتولد عن المنازل وبعض المنشآت، يجب فصلها عن باقي تيار القمامة وتداولها بمفردها ويتطلب الأمر تخزين القمامة بعد تولدها لحين جمعها، طالما أنها تتولد على مدار اليوم، ولا يتسنى جمعها في نفس لحظة تولدها، بل يجب أن تخزن في مكان آمن ومناسب ، وهناك عدة نظم للتخزين، لكل منها مميزاته ومحدداته، يتم المفاضلة بينها في إطار مدى جدواها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ، وليس من المتصور أن يفرض على مولدي القمامة طريقة معينة للتخزين ويرغموا على اتباعها، لأن هذا ببساطة سوف يدفعهم إلى إلقائها في الشوارع أو في مناور العمارات، وقد يحرقونها على قارعة الطريق، وقد تكون بعض أساليب التخزين ضارة بالبيئة، كما في حالة استخدام حاويات مكشوفة يتكاثر فوقها الذباب والهائمات مما يعمل على نشر الأمراض ويجب توخي غاية الحذر والحيطة من إلقاء وتخزين النفايات الخطرة، مثل بقايا الأدوية والأصباغ والمذيبات العضوية ومبيدات الآفات والبطاريات الجافة وما شابه ذلك في حاويات التخزين.
وتوضع برامج لجمع القمامة المخزونة والمتولدة عن كافة المصادر في مواقيت محددة تتواءم مع معدلات التولد بما لا يسمح بتراكم القمامة في البيئة، ولكل مصدر من مصادر التولد ما يناسبه من طرق التخزين والجمع ويتم تجميع القمامة في حاويات كبيرة الحجم لحين نقلها بواسطة نوعيات عديدة من السيارات المجهزة إلى مواقع المعالجة والتصريف وعندما تكون مواقع المعالجة بعيدة عن المدينة، تنقل القمامة إلى محطات تحويل، حيث تجرى عليها بعض المعالجات الأولية وفي مواقع المعالجة والتصريف يجرى فرز النفايات الصلبة لاستعادة المواد القابلة للتدوير مثل الخردة والزجاج والبلاستيك والعظام، ويكمر المكون العضوي إلى أسمدة عضوية، أو يستخدم في توليد الغاز الأحيائي، أو في تصنيع الأعلاف الحيوانية وغيرها ويلقى بما يتبقى في حفرة خاصة للردم الصحي تحول دون تسرب الملوثات إلى البيئة المحيطة.
ومن الجدير بالذكر أن استخدام المواد المستعادة من القمامة كمواد خام في الصناعة يخفف الضغط على الموارد الطبيعية ويقلل بدرجة كبيرة من كميات الطاقة المستهلكة في التصنيع . وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الحديد الخردة في صناعة الصلب بدلا من خام الهيمتايت واستخدام الزجاج المكسور في صناعة الزجاج بدلا من الرمال البيضاء.
وهناك العديد من التأثيرات البيئية الضارة التي تصاحب سوء إدارة منظومة التداول والإدارة السليمة للنفايات البلدية الصلبة ويؤدي تراكم القمامة في الطرقات وعدم جمعها في مواقيت مناسبة، وخاصة في المناخ الحار الشائع في أغلب البلدان العربية، إلى تكاثر الحشرات والميكروبات والهائمات، مما يكون له أسوأ الأثر على الصحة العامة والبيئة وعند حرق القمامة في العراء دون ضوابط تنبعث منها مواد متطايرة وأكاسيد نتروجين وكبريت وهيدروكربونات وغيرها، وكلها تهلك الزرع والضرع وتسبب العديد من الأمراض الفتاكة وفي مرافق المعالجة قد تتسرب الملوثات إلى موارد المياه الجوفية، وتكون الحالة حرجة في حالة احتواء النفايات على مواد خطرة مثل الفلزات الثقيلة والسموم العضوية كما يتسرب من حفر الردم الصحي مجموعة من الغازات، من أهمها ثاني أكسيد الكربون، الذي يسبب كثيراً من التغيرات البيئية.
وتنشأ الأضرار المصاحبة لسوء إدارة وتداول النفايات البلدية الصلبة و من أهمها المواد المتفجرة والزجاج المكسور والمسامير والدبابيس والأسلاك والعظام والأدخنة والأسبستوس والحشرات والغبار والميكروبات ، وقد أظهرت نتائج دراسة لدى جامعي القمامة في منطقة قناة السويس بمصر، أن 22 % منهم مصابون بجروح حادة في اليدين مع انتشار الدمامل، وأن 11 منهم مصابون بأمراض.

الاكثر قراءة في جغرافية البيئة والتلوث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة