الصراع بين السلطان بركياروق وبين عمه أرسلان أرغون
المؤلف:
أ.د. محمد سهيل طقوش
المصدر:
تاريخ السلاجقة في خراسان وإيران والعراق
الجزء والصفحة:
ص 163 ــ 164
2025-09-19
262
وظهر، في خضم النزاعات الداخلية بين أفراد البيت السلجوقي، منافس آخر بركياروق على السلطة هو عمه أرسلان أرغون، وكان هذا في بغداد عند أخيه السلطان ملكشاه، فلما توفي السلطان غادر المدينة إلى نيسابور للاستيلاء عليها، فصدَّه أهلها وامتنعوا عن تسليمها له فسار منها إلى مرو وتسلمها بمساعدة شحنتها قودن، وتدفّقت عليه العساكر من كل مكان فقوي أمره وملك بلخ وترمذ ونيسابور وسائر خراسان وكتب إلى ابن أخيه السلطان بركياروق يخبره بما سيطر عليه وأنه لن يتعداها إلى مناطق أخرى، وأنه لن يخرج عن طاعته وسيستمر في تنفيذ أوامره(1).
كان السلطان بركياروق في صراع مع أخيه السلطان محمود، فأظهر موافقته على ما جاء في رسالة عمه وهو في الحقيقة غير راض عن ذلك، وما لبث أن أرسل إليه قوة عسكرية لإخضاعه بقيادة عمه الآخر بوربرس ابن السلطان ألب أرسلان الكثير من العساكر، وانضمت إليه حشود كبيرة من التركمان وعندما شعر بقوته، سار إلى مرو، واستولى عليها عنوة، فخرَّب أسوارها وقتل كثيراً من أهلها، فسار إليه بوربرس من هراة واصطدم به في مرو إلا أنه تعرّض للهزيمة، فتراجع إلى بلخ في جو الهزيمة القائم غير أنه قُبض عليه وحمل إلى أرسلان أرغون، وهو أخوه فسجنه بترمذ، ثم أمر به فخُنق بعد سنة من حبسه، وذلك في عام (490هـ/1097م) (2) .
لم يسكت السلطان بركياروق على هزيمة عمه بوربرس وخشي أن يستقل عمه أرسلان أرغون بحكم خراسان ما دفعه إلى إرسال جيش آخر لمحاربته والقضاء عليه بقيادة أخيه سنجر، وقد عيَّنه والياً على خراسان وأرسل معه الأمير قماج وهو أتابكه (3)، وكان أرسلان أرغون قد قتل في غضون ذلك على يد أحد غلمانه شدته عليهم، ولم يعلم سنجر بذلك، فلما وصل إلى دامغان علم بخبر مقتله، فتوقف في هذه المدينة حتى لحق به السلطان وساروا جميعاً إلى نيسابور، فملكوها في (5 جمادى الأولى 490هـ / 20 نیسان 1097م) ودانت للسلطان بلاد خراسان كلها، ثم عاد إلى بغداد، وقد تولى سنجر الحكم على هذه البلاد في عهد أخيه السلطان بركياروق مدة عشرين عاماً، وكان والياً على بلاد ما وراء النهر أيضاً، ومن ثم فقد سمي ملك المشرق(4).
................................................................
(1) ابن الأثير: جـ 8 ص 406، 407
(2) المصدر نفسه.
(3) أتابك لفظة تركية مركبة من كلمتين آتا معناها أب وبك معناها مؤدب ومربي، وكانت تطلق على الوصي أو المؤدب لأمراء الأتراك الذين يعهد يأمر تربيتهم نظراً لحداثة سنهم، في أيام السلاجقة، وإلى بعض الأمراء الذين يمتون بصلة القرابة من جهة الأب.
(4) ابن الأثير: جـ 8 ص 408، 409 محمود حسن أحمد، وأحمد إبراهيم الشريف: العالم الإسلامي في العصر العباسي ص 610.
الاكثر قراءة في الدولة العباسية *
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة