النبي لايركن للباطل ابدا
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص212-213.
2025-08-31
393
النبي لايركن للباطل ابدا
قال تعالى : {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء : 73 - 76].
قال الإمام الصادق عليه السّلام : « كان القوم قد أرادوا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم [ ليريبوا ] رأيه في عليّ عليه السّلام وليمسك عنه بعض الإمساك حتى أن بعض نسائه ألححن عليه في ذلك ، فكاد يركن إليهم بعض الركون ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ :
{وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ في عليّ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا }.
قال ابن العبّاس : رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم معصوم ، ولكن هذا تخويف لأمّته لئلّا يركن أحد من المؤمنين إلى أحد من المشركين « 1 ».
وقال عليّ بن إبراهيم ، قوله : {وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ } قال : يعني أمير المؤمنين عليه السّلام : وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا أي صديقا لو أقمت غيره . ثمّ قال : وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ من يوم الموت إلى أن تقوم الساعة روي في قوله : ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً : أي : ثمّ لا تجد بعدك مثل عليّ عليه السّلام وليّا « 2 ».
ثمّ قال : وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ يعني أهل مكّة وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا حتّى قتلوا ببدر « 3 ».
وقال أبو يعقوب ، سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه : {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا}.
قال : « لمّا كان يوم الفتح أخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أصناما من المسجد ، وكان منها صنم على المروة ، فطلبت إليه قريش أن يتركه ، وكان مستحيا فهمّ بتركه ثم أمر بكسره ، فنزلت هذه الآية » « 4 ».
_____________
( 1 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 284 ، ح 21 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 24 .
( 3 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 306 ، ح 132 .
( 4 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 306 ، ح 132 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة