الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الامتداد الاقليمي لأوربا كمنطقة حضارية
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 17 ـ 21
2025-08-25
79
إذا سلمنا بالرأي القائل بأن أوروبا تدين بوجودها لكونها منطقة حضارية أكثر من كونها وحدة جغرافية فإن علينا أن نحدد النقطة الأساسية من هذه الوجهة ألا وهي أن أوروبا ليست لها حدود واضحة ومن العبث أن نرسم خطوطا على الخرائط التحديد مناطق حضارية أخرى فى الشرق والشمال والجنوب عبر نطاقات انتقالية عريضة وهذا ينطبق إذا أخذنا عناصر التحديد الثلاثة: السلالة واللغة والدين أما إذا أخذنا السمات التقليدية في تحديدنا لحدود القارة فإننا نجد منطقة مركزية في شمال غربى وشمال وأواسط أوروبا تتضمن انجلترا والأراضي المنخفضة وشمال فرنسا والمانيا - وشمالى إيطاليا وجنوبى إسكندناوه. وفى هذه المنطقة المركزية أو قلب أوربا تلمس كل السمات التي ذكرناها. ولكن فى أى اتجاه من هذا المركز تقل تلك من الناحية العددية فاسحة المجال للثقافات الآسيوية من ناحية الشرق وثقافات أفريقيا والشرق الأوسط في الجنوب ، وايطاليا في واقع الحال نموذج رائع لهذه الانتقال من الثقافة الأوروبية إلى الثقافات الأخرى فالأجزاء الشمالية تقع ضمن المنطقة المركزية الأوروبية في حين أنه كلما اتجهنا نحو الجنوب تتفشى الأمية وتعلو نسبة المواليد ، كما نشهد انخفاضا في دخل الفرد ونسبة التحضر والتصنيع أما من ناحية الشرق فالمنطقة الانتقالية بين أوروبا وآسيا تقع داخل الاتحاد السوفيتي وهذه الصفات أو السمات التي تحدد أوروبا وكذلك الامتداد الإقليمي لهذه المنطقة الحضارية قد أصابها التغيير عبر القرون فحدود أوروبا الاقليمية في وقتنا الحالي تختلف تماما عن حدودها قبل ألف أو ألفي سنة مضت وذلك لأن الظاهرة البشرية لم تكن ثابتة أبدا فقد كانت عرضة للتغيير والتلاؤم عبر الأجيال كما أن ماضى أوروبا قد تميز على الدوام بالتوسع والانكماش وقبل ألف سنة من ميلاد المسيح ظهرت حول السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط نواة أوروبا تحمل في أحشائها جنين الحضارة الغربة وعند بداية العصر المسيح كانت أوروبا تتمثل في الامتداد شاسعة من القارة ولكن منطقة التنقل بقيت في نطاق حدود حوض البحر الأبيض المتوسط وحوالي ألف سنة بعد الميلاد شهدت أوروبا تغيرات إقليمية واسعة فقد احتل العرب المسلمون بدافع من الحمية الدينية شمال أفريقيا وأجزاء من شبة جزيرة أبيريا والجزرالكبيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط وقد توغل العرب داخل فرنسا ولكنهم هزموا في موقعة بواتيه عام 732 ولولا هذه الهزيمة لكان للعرب والمسلمين شأن آخر، وتعرضت أوروبا أيضا لغزو القبائل الآسيوية من الشرق خاصة الهون والماغيار وتوغلت الأخيرة حتى داخل ألمانيا الجنوبية حيث دارت معركة ضخمة عام 955م وقد توالت غزوات شعوب الماغيار على أواسط أوروبا لسنين عديدة دون إحراز أي تقدم وأخيرا استقرت في سهوب المجر حيث نجد اليوم سليلهم.
ورغم هذا التراجع الإقليمي في حوض البحر الأبيض وشرق القارة فقد حدث توسع تجاه مناطق الوثنيين من الشعوب الألمانية والصقالبة التي سرعان ما دخلت في أحضان المجموعة الأوربية بواسطة المجهودات التي بذلتها الإرساليات المسيحية ثم استطاع الأسبان والبرتغاليون طرد العرب والبربر من بلادهم بعد سلسلة من الحروبات انتهت عام 1492 ، ولكن بداية القرن الثالث عشر شهدت أيضا غزوات مجددة بواسطة قبائل التتر التي شنت هجوما على جنوبى روسيا وعبرت إلى أوروبا تنشر الحرب والدمار ، ولكن الأوربيين نجحوا في صد هذه الغزوات وإرسال النتر على أعقابهم . ولكن لم يلبث أن ظهر غزاة آخرون هم الأتراك المسلمون الذين قهروا نفوذ اليونان السياسي وثقافتهم المسيحية في أسبا الصغرى ثم واصلوا تحركهم عبر الدردنيل ليحتلوا اسطنبول مركز المسيحية الشرقية آنذاك . ومن هناك أخذوا ينتشرون نحو الشمال وأخضعوا البلقان تحت سيطرتهم وقد تجمع الأوربيون في محاولات ثلاث لصد هجمات الأتراك على فيينا والحفاظ على التراث الأوروبي ورغم أن النفوذ السياسي التركي قد تفهير تدريجيا من شبه جزيرة البلقان فإننا ما زلنا نجد آثار هذا الاحتلال ممثلة في الأقليات المسلمة الموجودة فى يوغسلافيا والبانيا وكذلك رأس الجسر الصغير على الساحل الشمالى من الدردنيل والبوسفور حول اسطنبول الذي احتفظ به الأتراك حتى اليوم رغم محاولات الأوربيين - خاصة الإغريق والروس – لاستعادته أما التوسع الأوروبى الحقيقى فقد تم انجازه خلال 400 – 500 سنة الأخيرة بواسطة الشعوب الجرمانية والسلافية ( الصقالبة ) واللاتينية ( الايبريين ) . وقد استطاعت الشعوب الناطقة باللغة الجرمانية ، خاصة الانجليز، في انشاء مناطق أوروبية فيما وراء البحار في أمريكا الشمالية واستراليا ونيوزيلندة وجنوب افريقيا في حين أن الاسبان والبرتغاليين نقلوا وازدر عوا كثيرا من جوانب الحضارة الأوروبية في أجزاء كبيرة من أمريكا اللاتينية وقد تطابق هذا النشاط الخارجي فيما وراء البحار مع نشاط بري آخر بواسطة الشعوب السلافية خاصة الروس الأوربيين الذين دفعوا بالتوسع الأوروبى الى قلب أوراسيا وعبرها إلى ساحل المحيط الهادى.
وبالإضافة إلى هذه المناطق المعتدلة التي احتلها الأوربيون واستوطنوا فيها إما بإزالة السكان الأصليين أو بإخضاعهم تحت سيطرتهم السياسية والاقتصادية فهناك مستعمرات ضخمة أنشأها الأسبان البرتغاليون والإنجليز والفرنسيون والهولنديون والبلجيكيون والألمان في المناطق المدارية ، ورغم أن كثيرا من هذه المستعمرات لم يستوطن فيها الأوروبي فقد ظهرت بصمات وآثار هذا الاستعمار واضحة حتى اليوم متمثلة في اللغة والديانة المسيحية والمخترعات والمؤسسات الأوروبية التي نلاحظها في هذه المناطق.
والآن فإن المستعمرات الأوروبية في المناطق المدارية قد استقلت وعادت أوروبا إلى عقر دارها وتقلص نفوذها السياسي لينحصر داخل القارة ولكن نفوذها الحضارى ما زال ينتشر في العالم ويؤثر فى الثقافات الأخرى بصورة متفاوتة . فاليابان مثلا قد قبلت الثورة الصناعية وتقبلك أيضا وعلى مضض آثار هذه الثورة المدمرة على ثقافاتها التقليدية كما أن تركيا قد تخلت عن الحروف الأبجدية العربية وتبنت الحروف اللاتيتة في الكتابة . وهكذا ورغم صغر مساحتها ( 970,000 ،9 كم) التي لا تتجاوز من مساحة اليابس ، فإن أوروبا لعبت دورا هاما فى تقدم الحضارة البشرية كما شرحنا من قبل ، وهذه المكانة التى ظهرت بها أوروبا كانت نتيجة لتوفر ظروف ملائمة :
1- فقارة أوروبا تمتاز بأراضى واسعة شاسعة صالحة للزراعة خالية من المساحات الصحراوية والهضاب الموحشة كالتي نراها في آسيا مثلا .
2- فهي كذلك غنية بالمعادن خصوصا مواد الصناعة الأولية ، كالفحم والحديد وخاصة فى منطقتها الغربية.
3- تنوع مواردها الاقتصادية من زراعة وصناعة بأنواعها مما أدى إلى سيطرتها على معظم المشروعات العمرانية والاقتصادية فى العالم بفضل ما لديها من رؤوس أموال.
4 - معظم أوروبا يقع فى خطوط العرض المعتدلة : فمناخها معتدل والأمطار موزعة طول العام في كثير من أجزائها وكان لتوغل البحار في القارة تأثير هام في سهولة اتصالها بالعالم الخارجي من ناحية وبعض أجزائها بالبعض الآخر من ناحية أخرى .
الاكثر قراءة في الجغرافية الاقليمية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
