الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
البنية والتضاريس لأوربا
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 23 ـ 27
2025-08-25
66
تعد أوروبا باستثناء روسيا السوفيتية أصغر القارات مساحة كما أنها في الحقيقة شبه جزيرة غير منتظمة الشكل وتمثل الامتداد الغربي لكتلة اليابس الآسيوى العظمى وباستثناء المحيط المتجمد الشمالي فإن المحيطات والبحار التي تحيط بها دافئة ويمتد فيها عدد من أشباه الجزر الصغيرة تضم بينها أذرعا طويلة للبحار يتوغل بعضها توغلا عميقا في القارة كالبحر الأدرياتي والبحرالأبيض والبلطيق والأسود ، وتتميز القارة بطول وتعقد سواحلها وبكثرة أشباه الجزر بها وبمئات الجزر التي تتاخمها وتطوقها مثل الجزر البريطانية وفعلا نجد أكثر من ثلث أوروبا يتكون من الجزر وأشباه الجزر كما يظهر فى الجدول التالى : فأوروبا في الحقيقة هي قارة أشباه الجزر ، كل شبه جزيرة تنقسم بدورها إلى أشباه جزر أخرى منيحة لألسنة من المياه الضحلة لتتوغل إلى داخل اليابسة.
وتمثل شبه جزيرة إسكندناوه أكثر هذه الجزر إثارة إذ تجعل سلسلة جبالها الغربية من النرويج دولة أطلسية رطبة ومن السويد منطقة داخلية قارية وفي الجنوب وبين أحواض المحيط الأطلسي العميقة والبحر الأبيض المتوسط توجد شبه جزيرة أيبريا بأجزائها الغربية الأطلسية الرطبة والجزء الجاف الذى يطل على البحر المتوسط بينما إلى الشرق منها توجد شبه جزيرة إيطاليا الجزء الإيطالي التي تفصل بين حوضين عميقين من أحواض البحر المتوسط ، والتي تعكس براكينها الحية عدم استقرارها البنيوي وحداثة عمرها وإلى الشرق من إيطاليا توجد شبه جزيرة البلقان ذات الشكل المثلثي التي تتوغل في البحر المتوسط وتنتهي في شبه جزيرة اليونان وجزرها العديدة ويمكن اعتبار القارة الأوروبية نفسها شبه جزيرة كبيرة تتفرع منها أشباه الجزر الأخرى. ولولا الهبوط الذى أدى إلى تكوين مضيق دوفر وبحر الشمال الجنوبي لأمكن ضم الجزر البريطانية إلى مجموعة أشباه الجزر الأوروبية.
وبجانب أشباه الجزر هذه توجد البحار ، وهنا يظهر التناقض واضحا بين الرفرف القاري الضحل الشاسع في الشمال الغربي من القارة وبين الأحواض البحرية العميقة التي يتميز بها المحيط الأطلسي والبحر المتوسط في الجنوب ويعتبر الرفرف القارى من الناحية البنيوية جزءا من هذه القارة التي كانت مغمورة خلال معظم فترة العشرة آلاف سنة الماضية والتي تبرهن الأدلة بأنها ما زالت تهبط ، فبحر البلطيق خلال العصر الرابع كان بحيرة عذبة هذه البحار القارية تعتبر خزانا للحرارة ومبعثا للدفء رغم أن بحر البلطيق ضحل وعذب نسبيا إلى درجة أن أجزاء منه تتجمد في الشتاء مثل خليج فنلنده وبوثنيا كما أن الاختلاف الجزري الكبير في الشمال وتعرضه للعواصف الفجائية تعمل على تهوية مياهه في حين أن الأنهار الكثيرة التي تصب فيه تحمل معه مواد غذائية كثيرة مما جعله مرتعا خصبا لكثير من الأسماك وعير الجزء الجنوبي من أوروبا يمتد حزام تكتوني من الغرب إلى الشرق أدى إلى وجود ظاهرة تكتونية تتكون من التواءات ومنحدرات مما أدى إلى وجود علاقة بين الجبال والبحار ، ويصل جزء من الغور المحيطى للأطلسي بالقرب من الساحل البريني عند خليج بسكاي بينما تتواجد ثلاثة أحواض عميقة في البحر المتوسط تفصل بينها أشباه جزر وجزر . فالجزر البليارية امتداد لجبال أسبانيا الجنوبية ( العصر الثالث ) بينما تكون جزيرتا كورسيكا وساردينيا بقايا تكوينات قديمة غارقة ، وتتكون قبرص من ارسابات قاع محيطية ، وهناك غور محيطى آخر (اوكساين Busine) في قاع البحر الأسود بينما يشكل حوضان عمیقان آخران عناصر التكوين الأساسية لبحر قزوين . وقد أدى انكسار فى جبال الريف وسيرا نيفادا إلى ظهور سد طبق مغمور تمر عبره مياه المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط ليعوض ما يفقده الآخر من التبخر الشديد كما يتيح مرور السفن بين البحرين. ورغم ذلك فإن مياه البحر المتوسط عالية الملوحة مما يزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالدفء والحرارة ، كما أن مضيق الدردنيل يتيح مرور مياه البحر المتوسط والبحر الأسود الذى تتميز مياهه السفلى بالركود وعدم التهوية . وقد كان البحر الأسود متصلا ببحر قزوين عبر مستنقعات ما نيش الحالية وقد انقطع هذا الاتصال أثناء العصر الثالث ولولا وجود منخفض كارا - بوغاز - الضحل الذي يساعد في تثبيت نسبة الملوحة جول Kara-Bogaz – Gol في بحر قزوين الأصبحت الملوحة عالية جدا .
ويساعد توغل ألسنة البحار وأذرع المحيطات إلى داخل القارة في حمل المؤثرات البحرية إلى داخل القارة وتشكل مع الأنهار التي تخترق القارة وسائل انتقال من منطقة لأخرى كما تمنح طرقا قصيرة عبر أشباه الجزر العديدة ، وإلى الغرب من الخط الذي يربط بين ميناء أوديسا Odessa على البحر الأسود وبين كالينقراد لا نجد جزءا من القارة يبعد من الساحل بأكثر من 500 كم بينما Kalingrad تبعد المسافة الى الشرق من هذا الخط الى أكثر من 1000 كم .
وعامة تتميز تضاريس أوروبا بالاعتدال : وبالمقارنة مع القارات الأخرى فهى تتميز بأدنى متوسط ارتفاع (300 متر) (آسيا 940 مترا وأمريكا الشمالية 700 متر وأفريقيا 650 متر) بينما ترتفع أعلى قمة في جبال الألب إلى أقل من 5000 متر وهذا ارتفاع تتفوق عليه على الأقل احدى وعشرون قمة في آسيا ، كما أن أوروبا تخلو من مثل تلك الأحواض الجافة التي تحيط بها الجبال التي نجدها في آسيا . وهناك قسم كبير من أرض القارة الأوروبية يصل إلى الثلثين يقل ارتفاعه عن 200 متر فوق سطح البحر ولا تكاد تزيد أراضيها التي تقع فوق منسوب 500 متر عن 15 % من مساحتها .
تكتسب التضاريس في المناطق الجبلية والمرتفعات أهمية من ناحية الارتفاع والوجهة ودرجة الانحدار فالارتفاع يؤثر فى الاستيطان البشرى ، وحتى عندما يلجأ الإنسان إلى الأماكن المرتفعة طلبا للمراعي الجبلية العالية وخاصة فى المناطق الشرقية والجنوبية من القارة - فإنه يفعل ذلك فى فصل الصيف فقط. وما زال الاستيطان البشري الدائم موجودا في بعض المرتفعات الهرسينية ذات التربات الفقيرة الضحلة ، ولو أن النزوح إلى المنحدرات السفلى قد بدأ فعلا كما حدث من على المرتفعات الكاليدونية وهكذا نجد أن الكثافة السكانية تقل مع الارتفاع فى كل مكان إلا في بعض جبال شبه جزيرة البلقان نتيجة ظروف تاريخية في عصر الأتراك عندما اضطرت مجموعات من السكان إلى اللجوء إلى حماية الجبال . والجدول التالي يوضح الحد الأعلى لوجود الزراعة على مرتفعات اوروبا
وتكتسب الوجهة اهمية كبرى في الزراعة في المناطق الجبلية مثل جبال الألب والكربات والمرتفعات الهرسينية إذ يظهر التناقض واضحا في استخدام الأرض بين المنحدرات الجنوبية التي تطل عليها أشعة الشمس والمنحدرات الظليلة الرطبة الشمالية ومثلا في هضبة الراين نجد أشجار الكروم تحتل المنحدرات الجنوبية المشمسة بينما تغطى الغابات المنحدرات الشمالية . كما أن للوجهة أثرها في كمية الأمطار التي تسقط على المنحدرات ، فالمنحدرات الغربية دائما أكثر مطرا من المنحدرات الشرقية كما يظهر فى الهضبة الوسطى الفرنسية وهضبة الراين. وخلف المرتفعات الوسطى نجد أحواضا جافة مثل جولدن أوى Goldene Aue وحوض بولابي Polabi في بوهيميا ويظهر التناقض في التساقط بين الجزء الغربى الممطر من هضبة الميزيتا الأسبانية وبين الأجزاء الوسطى والسواحل الشرقية . وحتى المنحدرات المعتدلة الانحدار تخلو من الزراعة وقد يتطلب ذلك عمل المصاطب وفى منطقة الكويستات والأودية فى حوض باريس وجنوب ألمانيا تكتسب درجة الانحدار أهمية خاصة تظهر فى توزيع النطاقات الزراعية ، فالمزارع والبساتين تحتل بطون الأودية بينهما تغطى مزارع الكروم المصاطب المقامة على المنحدرات التي تلى الكويستات التي تكسوها الغابات.
الاكثر قراءة في الجغرافية الاقليمية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
