وشاركهم في الأموال والأولاد
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص203 -204
2025-08-20
586
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [الإسراء: 64]
{وَاسْتَفْزِزْ} واستخف {مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ} أن تستفزه والفز الخفيف {بِصَوْتِكَ} بدعائك إلى الفساد {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ} وصح عليهم من الجلبة وهي الصياح {بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} بفرسانك وراجليك فأجسرهم عليهم تمثيل لتسلطه على من يغويه بمن صوت على قوم فاستفزهم من أماكنهم وأجلب عليهم بجنده حتى إستأصلهم {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ} بحملها على كسبها وجمعها من الحرام وانفاقها فيما لا ينبغي {وَالْأَوْلَادِ}.
في الكافي والعياشي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذي[1] قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له فإن فتشته لم تجده إلا لغية[2] أو شرك شيطان قيل يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان فقال أما تقرء قول الله عز وجل وفي الاموال والاولاد.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) إنه قرء هذه الآية ثم قال إن الشيطان ليجيء حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها ويحدث كما يحدث وينكح كما ينكح قيل بأي شيء يعرف ذلك قال بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان.
وعنه (عليه السلام) إن ذكر إسم الله تعالى تنحى الشيطان وإن فعل ولم يسم أدخل ذكره وكان العمل منهما جميعا والنطفة واحدة.
وعنه (عليه السلام) إنه سئل عن النطفتين اللتين للآدمي والشيطان إذا اشتركا فقال ربما خلق من أحدهما وربما خلق منهما جميعا.
والقمي قال ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان فإذا إشترى به الأماء ونكحهن وولد له فهو شرك الشيطان كل ما تلد منه ويكون مع الرجل إذا جامع ويكون الولد من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما.
والعياشي عن الباقر (عليه السلام) مثله .
وعنه (عليه السلام) إذا زنى الرجل أدخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا ثم يختلط النطفتان فيخلق الله منهما فيكون شرك الشيطان والأخبار في هذا المعنى كثيرة {وَعِدْهُمْ}[3] المواعيد الكاذبة كشفاعة الآلهة وتأخير التوبة لطول الأمل {وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} إعتراض والغرور تزيين الخطإِ بما يوهم أنه صواب.
[1] البذي كرضي الرجل الفاحش وبذوت عليهم وابذيتهم من البذاء وهو الكلام القبيح ق.
[2] قال المصنف ره في الوافي بيان لغية بكسر المعجمة وتشديد المثناة التحتانية الزنا يقال فلان لغية في مقابلة فلان لرشدة بكسر الراء ومعنى مشاركة الشيطان للانسان في الاموال حمله اياه على تحصيلها من الحرام وانفاقها فيما لا يجوز وعلى ما لا يجوز من الاسراف والتقتير والبخل والتبذير ومشاركته في الاولاد ادخاله معه في النكاح إذا لم يسم الله والنطفة واحدة
[3] وهذا زجر وتهديد في صورة الامر م .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة