الصادون عن دين الله
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص367-369.
2025-08-19
416
الصادون عن دين الله
قال تعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه : 82].
قال سدير : سمعت أبا جعفر عليه السّلام وهو داخل وأنا خارج ، وأخذ بيدي ، ثم استقبل البيت ، فقال : « يا سدير ، إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار ، فيطوفوا بها ، ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا ، وهو قول اللّه تعالى :
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى} - ثم أومأ بيده إلى صدره - إلى ولايتنا ».
ثم قال : « يا سدير ، فأريك الصادّين عن دين اللّه ، ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان ، وهم حلق في المسجد ، فقال : هؤلاء الصادّون عن دين اللّه بلا هدى من اللّه ، ولا كتاب منير ، إن هؤلاء الأخابيث لو جلسوا في بيوتهم ، فجال الناس ، فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن اللّه تبارك وتعالى ، وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، حتى يأتونا ، فنخبرهم عن اللّه تبارك وتعالى ، وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم » « 1 ».
قال : « من تاب من ظلم ، وآمن من كفر ، وعمل صالحا ، ثم اهتدى إلى ولايتنا » وأومأ بيده إلى صدره « 2 ».
وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عليه السّلام قال :
« خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ذات يوم وهو راكب ، وخرج علي عليه السّلام وهو يمشي ، فقال له : يا أبا الحسن ، إما أن تركب ، وإما أن تنصرف - وذكر الحديث إلى أن قال فيه - واللّه يا عليّ ، ما خلقت إلا لتعبد ربك ، ولتعرف بك معالم الدين ، ويصلح بك دارس السبيل ، ولقد ضلّ من ضلّ عنك ، ولن يهتدي إلى اللّه عزّ وجلّ من لم يهتد إليك وإلى ولايتك ، وهو قول ربي عزّ وجلّ :
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى} يعني إلى ولايتك » « 3 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام للحارث بن يحيى : « ألا ترى كيف اشترط ، ولم تنفعه التوبة ولا الإيمان والعمل الصالح حتى اهتدى . واللّه ، لو جهد أن يعمل بعمل ، ما قبل منه حتى يهتدي ».
قال : قلت : إلى من ، جعلني اللّه فداك ؟ قال : « إلينا » « 4 ».
________________
( 1 ) الكافي : ج 1 ، ص 323 ، ح 3.
( 2 ) بصائر الدرجات : ص 98 ، ح 6.
( 3 ) الأمالي : ص 399 ، ح 13 ، شواهد التنزيل : ج 1 ، ص 376 ، ح 521 ( نحوه ) ، ينابيع المودة : ص 110 .
( 4 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 61.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة