الأثار الناتجة عن الضوضاء
المؤلف:
د. حمدي أحمد حامد
المصدر:
علم الجغرافيا والبيئة
الجزء والصفحة:
ص 260 ـ 265
2025-08-15
378
الضوضاء ليست شرا معاصراً فقط، ولكن الإنسان ومنذ القـدم كــان يشتكي مـن الضوضاء، وقد عدها دانتي في الكوميديا الإلهية من اختراع الشيطان، وقد استخدمها الصينيون القدماء وسيلة للإعدام، واستخدمت في الحروب لإخافة الأعداء، واستخدمت من قبل النازية وإسرائيل وربما غيرهم وسيلة لتعذيب المساجين وانتزاع المعلومات منهم، ويقدر أن أكثر من (30%) من سكان العالم، أي أكثر من ملياري نسمة يعانون من الضوضاء، خاصة سكان المدن، وأكثر من (60%) منهم يعانون من شدة الضوضاء خاصة المدن الكبيرة ومدن العواصم، وقد بين تقرير لوكالة حماية البيئة الأمريكية، أن المدن الأمريكية أصبحت تعاني من الضوضاء لدرجة أن الناس الذين يقطنون في المناطق المكتظة بالسكان يسمعون أسوأ مما يظنون والكثير منهم يعانون من فقدان جزئي للسمع.
ومن الآثار المختلفة للضوضاء يمكن أن نذكر ما يلي:
1- تأثير الضوضاء في حاسة السمع
تؤثر الضوضاء سلبا في حاسة السمع وهي إحدى الحواس الخمس التي ميز الله سبحانه وتعالى بها الإنسان، وبفضل السمع يصبح الإنسان كائناً اجتماعياً، لأنه بدون السمع لا يتمكن الإنسان لاسيما الذي يولد أصماً، من التطور الروحي والفكري، لأنه لا يملك وسيلة الاتصال السمعي بالعالم الخارجي، والضوضاء تؤثر في حاسة السمع وتؤدي بها إلى التشوش أو الضعف أو الفقدان المؤقت أو الكلي، والتأثير السلبي بالحواس الأخرى لدى الإنسان، وهذا يختلف باختلاف عدة عوامل تتعلق بالضوضاء وشدتها من جهة، وبالإنسان وعمره وحالته الصحية من جهة أخرى، لأن كل إنسان يستقبل الضوضاء بشكل مختلف باختلاف بنيته الجسدية والروحية وغير ذلك والجدول (10) يوضح تأثير الضوضاء في جهاز السمع (الأذن).
2 - تأثير الضوضاء في الحالة النفسية:
تؤدي الضوضاء إلى تأثيرات نفسية سيئة، منها: الاكتئاب والقلق والتوتر وعدم النوم، والتشنج، والغضب، واضطرابات عصبية وفكرية وغيرها، وهذا بالطبع يرتبط بشدة الضوضاء، ومصدرها وزمن حدوثها ومدتها، ونوع المعلومات التي تحملها، وكذلك جنس الإنسان وحالته الصحية وغير ذلك.
3- تأثير الضوضاء في الحالة الصحية:
تؤدي الضوضاء إلى تأثيرات صحية وجسدية مختلفة منها ارتفاع ضغط الدم وتغير في إيقاع ضربات القلب، وحدوث تغير في حركة العين، واتساع حدقتها، وتغير في التنفس، وفي عمل المعدة والأمعاء والعضلات وفي الساعة البيولوجية (الداخلية) في الإنسان.
وقد ثبت بأن أصوات حفيف أوراق الأشجار وتغريد الطيور وخرير مياه الجداول والشلالات وهدير البحار والموسيقى الهادئة تؤثر بشكل صحي وعلاجي في الجهاز العصبي، ووظائف غدد الإفراز الداخلي.
4 - تأثير الضوضاء في القدرة الإنتاجية:
الضوضاء تؤثر سلبا في كفاءة الإنسان وقدرته على العمل والأداء وتؤدي إلى الوقوع في الأخطاء وعدم القدرة على التركيز والصعوبة في إتقان العمل وإتمامه بشكل جيد، وتدني الإنتاج، وبالتالي حدوث خسائر اقتصادية كبيرة، إن الأصوات غير المحببة أو غير المنتظرة والمفاجئة، تعرقل وتعيق إنجاز العمل بشكل جيد وتؤدي الضوضاء المتواصلة إلى خفض القدرة الإنتاجية بمقدار يتراوح بين 20-60 وللضوضاء تأثيرات سلبية تتعلق بالتشويش أثناء الحديث العادي أو خلال نقل المعلومات وتبادلها بين الناس، مما يؤثر سلباً في لغة التخاطب والتفاهم بين الناس. ولا شك أن للضوضاء تأثيرات سلبية أخرى كثيرة منها القلق والتوتر والغضب والارتباك وغير ذلك.


الاكثر قراءة في جغرافية البيئة والتلوث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة