المستهزئون بالرسل لا يأمنون بأس الله
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص415-416.
2025-08-15
608
المستهزئون بالرسل لا يأمنون بأس الله
قال تعالى : { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} [الأنبياء: 41 - 43].
قال الشيخ الطبرسي ( رحمه اللّه تعالى ) : لما تقدم ذكر استهزاء الكفار بالنبي والمؤمنين سلى اللّه سبحانه نبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند ذلك بقوله : وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ كما استهزأ هؤلاء فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ أي : حل بهم وبال استهزائهم وسخريتهم . وقوله :
مِنْهُمْ يعني من الرسل قُلْ يا محمد لهؤلاء الكفار مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ أي : يحفظكم من بأس الرحمن وعذابه . وقيل : من عوارض الآفات . وهو استفهام معناه النفي ، تقديره : لا حافظ لكم من الرحمن . بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ أي : بل هم عن كتاب ربهم معرضون ، لا يؤمنون به ، ولا يتفكرون فيه . وقيل : معناه أنهم لا يلتفتون إلى شيء من المواعظ والحجج .
ثم قال على وجه التوبيخ لهم والتقريع : أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا ، تقديره : أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم من عذابنا وعقوباتنا ، وتم الكلام . ثم وصف آلهتهم بالضعف فقال : لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ فكيف ينصرونهم . وقيل : معناه إن الكفار لا يستطيعون نصر أنفسهم ، ولا يقدرون على دفع ما ينزل بهم عن نفوسهم وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ أي : ولا الكفار يجارون من عذابنا . . .
وقيل : أي لا يجيرهم منا أحد ، لأن المجير صاحب الجار ، يقول العرب : صحبك اللّه أي : حفظك اللّه وأجارك . وقيل : يصحبون أي ينصرون ويحفظون . . . وقيل : لا يصحبون من اللّه بخير . . . « 1 ».
____________
( 1 ) مجمع البيان : ج 7 ، ص 89 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة