تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
ذلك عيسى ابن مريم
المؤلف:
معروف عبد المجيد
المصدر:
تلك الرسل
الجزء والصفحة:
419 - 431
2025-08-14
26
اعتزلت مريم ابنة عمران عليها السلام قومها وانقطعت للعبادة والتبتل في ركن قصي شرق بيت المقدس.
واحتجبت عنهم ليخلو لها المجال مع خالقها ومعبودها وقد ضربت ستارا بينها وبين من سواه.
وكان لا يدخل عليها إلا نبي الله زكريا عليه السلام فكان يجد عندها الرزق الكثير وهي التي لم تغادر المحراب وعندما كان يسألها: أنى لك هذا؟ كانت تجيب:
{هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]
وبينما كانت مريم & في خلوتها تناجي الذات المقدسة... إذا بشاب وسيم يدخل عليها فجأة فينغص عليها وحدتها.
فشعرت بالخوف والهلع وخاطبته مستغيثة بالرحمن وقالت: {إِنِّيٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّٗا} [مريم: 18] فقال لها روح الله مطمئنا وقد تمثل لها بشرا سويا:
{إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا} [مريم: 19] فبلغ بها الجزع مبلغه وتساءلت:
{أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا} [مريم: 20]
فاجابها الملاك مهونا عليها الخطب:
{كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا} [مريم: 21]
ونفخ الملاك في مدرعة مريم عليها السلام.
فحملت في التو بقدرة الله تعالى.
وكانت مريم عليها السلام تستمع الى بشارة الملائكة بالمولود الخارق وهم يقولون:
{يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ 45 وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ} [آل عمران: 45-46] وكانت مريم عليها السلام تناجي ربها متسائلة:
{ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ} [آل عمران: 47]
فكان يجيئها الجواب الإلهي مواسيا ومنبئا عن مستقبل الوليد:
{كَذَٰلِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ 47 وَيُعَلِّمُهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ 48 وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ} [آل عمران: 47-49] وكان نور الوحي كفيلا بأن يضيء كيان مريم عليها السلام بإشراقة الأمان والطمأنينة. وعندما شعرت مريم بالحمل وأنها على وشك الوضع..
وجدت أن الحياة بالقرب من قومها باتت أمرا مستحيلا {فَحَمَلَتۡهُ فَٱنتَبَذَتۡ بِهِۦ مَكَانٗا قَصِيّٗا} [مريم: 22]
وأسرعت بحملها من بيت المقدس إلى بيت لحم لكي لايطلع أحد عليها حين ولادتها وهي بلا بعل. وكان الله سبحانه وتعالى قد دلها على مكان ولادتها وهو بجوار جزع نخلة جافة.
فأخذت تبحث عن ذلك المكان حتى انتهت إليه فجلست تستريح.
ولم تكد مريم العذراء عليه السلام تستعيد أنفاسها المنهكة حتى جاءها المخاض وأخذها طلق الولادة وما هي إلا فترة وجيزة حتى أطل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام إلى الدنيا فأضاءت باشراقة وجهه النبوي المتلألئ.
وحسرة: فلما رأته مريم علي تحتها نظرت إليه وقالت محدثة نفسها بلوعة وأسف
{يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا} [مريم: 23]
وفجأة سمعت بمن يناديها من تحتها قائلا:
{أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا} [مريم: 24]
فنظرت مريم وإذا بنبع ماء عذب يجري تحت رجليها.
وقبل أن تستفيق من دهشتها ...
سمعت مريم عليها السلام وليدها يستدرك كلامه ويقول:
{وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا 25 فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا} [مريم: 26]
وافتقد بنو إسرائيل مريم عليها السلام.
وبحثوا عنها فلم يجدوا لها أثرا فخرجوا في طلبها بالقرب من بيت المقدس ومعهم زكريا عليه السلام.
فلمحوا طيفا قادما من بعيد وإذا بالقادم مريم عليها السلام وقد أتت وهي تحمل رضيعا على صدرها.
فأقبل عليها نساء بني إسرائيل باللوم والاستنكار والزجر بلا رحمة ولا شفقة فأعرضت مريم عليها السلام عن قومها.
وتجاوزتهم صامتة وهي تشق طريقها نحو المسجد والناس يتبعونها.
وأمام المحراب جلست مريم عليها السلام وهي تضم بين يديها الطفل المعجزة...
وأقبل بنو إسرائيل على مريم عليها السلام وقد استقرت في محرابها متوجهة الى الله تعالى.
ثم صاحوا بها مؤمنبين:
{يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا} [مريم: 27]
وخاطبوها معيرين:
{يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا} [مريم: 28]
واستمر بنو إسرائيل في توبيخها ورميها بالفاحشة ونسبة الزنا إليها.
ولم تجد مريم عليها السلام وسيلة لرد التهمة عن نفسها سوى أن أشارت إلى الصبي
فقال لها بنو إسرائيل محنقين:
{كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا} [مريم: 29]
ثم ارتفعت صيحات السخرية وتعالت همهمات الاستنكار.
وبينما هم على هذه الحالة... إذا بالوليد ينطق ويقول:
{إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا 30 وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا } [مريم: 30-31]
وبعد أن دلهم عيسى عليه السلام على نفسه وعلى رسالته التي ولد من أجلها استمر يثني على والدته ويكشف طرفا من أستار الغيب ويقول:
{وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا 32 وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا} [مريم: 32-33]
فصمت بنو إسرائيل مشدوهين وقد أدركوا أنهم أمام آية إلهية.
وعندما نطق روح الله عيسى بن مريم عليه السلام بالحكمة وهو في المهد.
وبعدما أخبرهم بنبوته ورسالته وبعض من خصاله المباركة ونفى التهمة عن أمه البتول العذارء.
فان بني اسرائيل لم يعد أمامهم سوى العودة من حيث جاءوا وقد عاينوا بأنفسهم تلك المعجزة الكبرى
بينما انصرفت مريم عالي إلى عبادتها ورعاية صغيرها حتى شب عن الطوق.
فعند ذلك أخذ عيسى عليه السلام يدعو الناس إلى التوحيد وينشر رسالته بينهم.
ورغم أن روح الله عليه السلام لم يكن يتكلم إلا بالحكمة ولا يمشى إلا بالمعجزة ...
فان اليهود خالفوه وناصبوه العداء وظلوا يؤذونه ويكيدون له...
لدرجة أنهم قرروا قتله في نهاية المطاف.
وكانت نعم الله على نبيه عيسى عليه السلام كثيرة لا تحصى...
فمنها أنه أيده بروح القدس وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل وجعله يخلق من الطين كهيئة الطير باذنه فينفخ فيها، فتكون طيرا باذنه وألهمه الله تعالى كيف يبرئ الأكمه والأبرص باذنه.
وكيف يحيي الموتى باذنه...
فكلما كانت تصدر عنه معجزة جديدة ... كان اليهود يعودون إلى غيهم وضلالهم
ويتهمون عيسى عليه السلام بالسحر المبين.
وكان الحواريون هم صفوة من آمن بنبي الله عيسى عليه السلام.
فراحوا يتبعونه حيثما ذهب ويتعلمون منه وكان عيسى عليه السلام من أزهد عباد الله وأشدهم بعدا عن متاع الحياة الدنيا...
فكان يتوسد الحجر ... ويلبس الخشن
وكان أدامه الجوع.
ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يتلفه ولا طمع يذله
فصفى قلبه للحكمة... وحلقت روحه في عوالم الملكوت
ولم تتغير سيرته هذه طوال حياته والحواريون كل منهم يأخذ من حكمته بقدر ما يستطيع.. وحسب ما لديه من الاخلاص.
والمسيح عليه السلام يجد في تعليمهم وتهذيبهم وإعدادهم لمستقبل الأيام.
ففي يوم من الأيام قال عيسى بن مريم عليه السلام للحواريين:
یا معشر الحواريون لي إليكم حاجة فاقضوها لي.
فسأله الحواريين مستعجبين وما هي حاجتك يا روح الله؟
فقال لهم: حاجتي هي أن تمكنوني من غسل أقدامكم فقالوا له وقد ازدادت دهشتهم فنحن أحق بهذا العمل معك فقال المسيح عليه السلام لا فهذه حاجتي منكم
وقام المعلم العظيم وغسل أقدام تلاميذه ثم قال لهم:
إن العالم هو أحق الناس بالخدمة للناس فلما عجب الحواريون من شدة تواضعه خاطبهم عيسى عليه السلام قائلا:
لقد تواضعت لكم هكذا، لكيما تتواضعوا بعدي للناس كتواضعي لكم.
فسأله أحد الحواريين وما حقيقة التواضع يا روح الله؟
فقال روح الله عليه السلام: بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر. وفي السهل ينبت الزرع ويخصب لا في الجبل والصخور وقد أخلص بعض الحواريين لعيسى عليه السلام حتى أنهم كانوا يمشون على الماء.. واستمر عيسى المسيح عليه السلام يدعو قومه إلى الايمان وهم يكذبونه تارة ويقبلون منه تارة أخرى حتى قال له الحواريون ذات يوم: {يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ هَلۡ يَسۡتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيۡنَا مَآئِدَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِۖ} [المائدة: 112]
فأجابهم المسيح عليه السلام وقال محذرا
{ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ } [المائدة: 112]
ولكنهم ألحوا عليه في الطلب وجعلوا ذلك شرطا لتصديقه والاطمئنان إلى ما يقول.
وسأل عيسى بن مريم عليه السلام ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء...
ودعاه قائلا:
{ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلۡ عَلَيۡنَا مَآئِدَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيدٗا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةٗ مِّنكَۖ وَٱرۡزُقۡنَا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ } [المائدة: 114]
وقبل الله تعالى دعاء نبيه غير أنه حذر أتباعه من الكفر بعد ذلك قائلا:
{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيۡكُمۡۖ فَمَن يَكۡفُرۡ بَعۡدُ مِنكُمۡ فَإِنِّيٓ أُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا لَّآ أُعَذِّبُهُۥٓ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ} [المائدة: 115]
وأنزل الله المائدة على بني إسرائيل وكانت مدلاة بسلاسل من ذهب وكان عليها تسعة ألوان من الطعام وهو طعام أوجده الله تعالى بقدرته فلم يكن من طعام الدنيا ولا من طعام الآخرة.
وأحدث نزول المائدة فتنة شديدة في بني اسرائيل حيث كانت من أجل المعجزات
فمن كان راسخ الايمان ثابت العقيدة فانه نجا من بلاء الفتنة.
وأما من كفر فقد مسخه الله إما خنزيرا أو قردا وإما هرا أو دبا.
وإما على صورة بعض الطيور والدواب لدرجة أن مسوخهم بلغت نحو أربعمائة نوع من المسوخ..
ومكث عيسى عليه السلام يدعو قومه ثلاثة وثلاثين عاما.
وقد استودعه الله تعالى النور والحكمة وجميع علوم الأنبياء قبله.
وزاده الانجيل ومع كل ما جاء به من الخوارق والمعجزات فلم يؤمن به سوی عدد قليل من اليهود.
وفي يوم من الأيام مر عيسى عليه السلام برهط من اليهود.
فقال بعضهم:
قد جاءكم الساحر ابن الساحرة ثم تحدثوا فيه وقذفوه بأمه عليهما السلام
فحلت عليهم اللعنة الالهية في التو والساعة.
ومسخهم الله قردة وخنازير..
وبلغ الخبر رأس اليهود فخاف على نفسه من المسخ
فجمع اليهود واتفقوا على قتل عيسى عليه السلام.
ثم انطلقوا إلى المسيح عليه السلام والتفوا حوله وجعلوا يسألونه وهو يجيبهم
ويكشف لهم عما أسروه في نفوسهم.
فهموا به ليقتلوه.
فحال جبرائيل عليه السلام بينهم وبين روح الله وكلمته.
وأدخله غرفة في آخر البيت.
بينما كان اليهود ينظرون إليه ولا يدرون ماذا يصنعون وقام يهوذا واقتفى أثر عيسى عليه السلام إلى تلك الغرفة.
ودخل عليه ليقتله ولكنه لم يجده.
فمكث يبحث عنه بلا جدوى.
فعاد إلى اليهود..
وعندما خرج عليهم نهضوا إليه وقتلوه...
وكان الله قد ألقى عليه شبه عيسى عليه السلام.
ثم انطلقوا يبحثون عن يهوذا فلم يعثروا عليه فقال بعضهم وقد اعتراهم العجب والذهول:
إن كان هذا هو عيسى فأين يهوذا.؟
واشتبه الأمر عليهم فراحوا يخبطون خبط عشواء.
بينما كان عيسى عليه السلام في السماء حيا وقد رفعه الله إليه وخلصه من كيد اليهود ومكرهم.
ومضت بضعة قرون...
وهي فترة ما بين الرسل وكان فيها عدد من الأوصياء حيث أن الأرض لا تخلو من حجة حتى كان عام الفيل عندما وقع ذلك الحادث العجيب.
وتوالت الارهاصات المدهشة...
وإذا بالخلق يستيقظون ذات صباح ربيعي فيشاهدون الوجود وقد أضاء بنور سيد الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين.
وتهلل الكون بميلاد خير البرية محمد بن عبد الله ﷺ فكان هو (أحمد) الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام.
عندما خاطب بني اسرائيل قائلا:
{ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ} [الصف: 6]
الاكثر قراءة في قصة نبي الله عيسى وقومه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
