اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
أسس الدعاية السياسية
المؤلف:
الدكتور محمد صاحب سلطان
المصدر:
الدعاية وحروب الإعلام
الجزء والصفحة:
ص 77-80
2025-08-14
23
أسس الدعاية السياسية:
ثمة حاجة ملحة تفرضها متطلبات الاستيعاب المنهجي والغور في التفاصيل الدقيقة لمفهوم ومصطلح الدعاية وطرق استخدامه، وآليات نمط المتعاملين فيه ومعه، فهو من أكثر المفاهيم إثارة للغلط والتلون بل هو من أكثر المعاني التي تفهم بعكس ما تعمل به؟! لأنـه يحتمل الشيء وضده في آن واحد، لأنه ببساطة يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول؟ إذ يفهم المرء بشكل عام تحت مصطلح (الدعاية)، التي يطلق عليها في اللغات الأوروبية لفظ (بروباغاندا)، تلك الرسالة الموجهة والمعدة سلفاً وبشكل مقصود من أجل التأثير على أفكار وأفعال الآخرين فرداً أو جماعة وتوجيههما نحو هدف محدد. وقد تكون المعلومات التي تتضمنها الرسالة صحيحة أو خاطئة، ولكنها في كل الأحوال تكون معلومات موجزة ومكثفة، ناقصة وغير شاملة. ويمكننا أن نرصد ذلك عندما تقدم الأحزاب والمنظمات السياسية نفسها، أو حينما تقوم الشركات بالترويج لنفسها أو لمنتوجاتها.
العملية الوظيفية في تقديم (الكذبة) ذات المصداقية العالية متعلقة بـ(كم) المعلومات التي تتضمنها الدعاية وبـ (نوعيتها) ومتعلقة في كيفية دفع المتلقي للتعامل مع هذه المعلومات، لكن، في كل الأحوال ليس للأمر علاقة بتقديم (كذبة مضبوطة)، لأن الذي يحدد ذلك هو المتلقي.
الدعاية ذات (الكم) في المعلومات تكون واضحة عادة في الموضوعات المهمة وفي الأحداث الكبيرة جداً أو على العكس من ذلك، أو في الأحداث غير المهمة والسطحية من أجل منحها الأهمية وتقديمها كحقيقة واقعة. أما الدعاية ذات (النوعية) في معلوماتها فهي الأكثر استقراراً في موقعها حيث تقدم نفسها في لحظة الاتصال. وفي تاريخ علم الاتصال ثمة مثال كلاسيكي لتشبيه الدعاية ذات المعلومات (النوعية) وهو وجود كأس فيهـا مـاء حتى منتصفها، يقف عندها شخصان أحدهما متفائل والآخر متشائم. (المتفائل) يقول بأن الكأس مليئة حتى منتصفها و (المتشائم) يقول إن الكأس فارغة حتى منتصفها، وفي كلا التقويمين فإن الكأس لم تتغير وإنما وجهة نظر المتلقي هي المختلفة.
ولو أردنا البحث في تاريخ الدعاية لوجدنا أنفسنا نبحث في تاريخ البشرية نفسه، فمنذ أن أخذ الإنسان يعبر عن نفسه من خلال الكلمات الكتابة الرموز، فإنه لم ينفك يبحث بشتى الوسائل، من خلال الإيهام المبالغة، تحريف الحقائق إعادة صياغة الأخبار، من أجل الوصول إلى هدف. ففي تاريخ مصر الفرعونية مثلاً نجد أن الفراعنة كان يلغي أحدهم الآخر ويهدم معابده ويهشم تماثيله ويكسر منحوتاته ، ورموزه، وقد حدث مثل هذا الأمر قبل ثلاثة آلاف عام تقريباً، وكذا الأمر في حضارة وادي الرافدين بين السومريين والأكديين وفيما بعد بين الأشوريين والبابليين وكل الأقوام التي عاشت في العراق القديم. فإزالة رموز معينة أو أفكار معينة والتهيئة لإحلال رموز جديدة ومنحها الشرعية والحضور لا يتم إلا عبر عمل وتحضير ووسائل (الدعاية).
ولم يكن المصطلح يحمل معنى سلبياً، إلا أن مضمون مصطلح (البروباغاندا) كوسيلة للإقناع السياسي قديم جداً قدم الأنظمة السياسية في التاريخ، بالرغم من أن المصطلح استخدم لأول مرة في علم الاتصال خلال القرن التاسع عشر. المنظر الإعلامي الألماني (كلاوس ميرتن) يعود بأصل مفهوم (الدعاية) إلى أرسطو في كتابه (الخطابة)، علماً أن الكثير من قصص العهد القديم وتعاليمه يمكن تفسيرها كنصوص دعائية، فهي تحتوي على كل ما يمكن أن تحمله الدعاية من مضامين ووسائل، وأهداف فهي تقدم التبريرات وتمنح الشرعية لأية أفعال عدوانية ضد المخالفين في الرأي والعقيدة والجنس والقومية، كل ذلك باسم (الإرادة الإلهية) و (شعب الله المختار). وفي المرحلة الإغريقية كانت الدعاية تنحصر في السياسة الداخلية بإقناع الخصوم السياسيين والمفكرين، بينما كانت في السياسة الخارجية تعني خلق (صورة للعدو) من أجل توحيد الصف الشعبي من خلالها والاستفادة في تأجيل الكثير من المطالب الملحة للشعب، ومن أجل منح الشرعية للحروب ولتحقيق الأطماع التوسعية وإقامة الإمبراطوريات، فالإمبراطورية الرومانية قامت بدعم كبير وهائل من العمل الدعائي، فالهيمنة والاحتلال والانقلابات السياسية جميعها تبحث عن الشرعية وعن التمويل ولا يمكن ذلك بدون الدعاية.
أما في القرون الوسطى، وبالتحديد في العام 1079 حينما دخل المسلمون إلى القدس فاتحين، فقد ثار القياصرة والبابوات والأمراء في أوروبا ضد ذلك، وفي العام 1095 بدأت الحروب الصليبية، حينها أطلق البابا أوربان الثاني خطبة دعائية للفرسان داعياً إياهم للتوجه نحو الأرض المقدسة وتحريرها من المسلمين.
لكن مصطلح (البروباغاندا)، الحديث في اللغات الأوروبية، يعود لفترة حرب الثلاثين عاماً التي شهدتها أوروبا وألمانيا بالتحديد، أي ما بين الأعوام 1618-1648، وكما يسميها فريدريك انجلز ( حرب الفلاحين)، والتي حدثت نتيجة الانشقاق التاريخي في الكنيسة الكاثوليكية بتمرد مارتن لوثر على الكنيسة محاولاً إصلاحها دينياً ودنيوياً، مما أدى إلى نشوب الحرب بين الشمال والجنوب في أوروبا وخوفاً من انتشار أفكار (مارتن لوثر) تشكلت لجنة كنسية للدعاية كان ذلك في العام 1622. ويؤكد البرفسور (كلاوس ميرتن) أنه لم تكن هناك أهداف لنشر أفكار خاصة، وإنما كانت هناك أوراق توزع تتهم الطرف المقابل بأنه مشعوذ ومارق على الدين. إلا أن ظهور الطباعة واكتشاف المطابع أحدث فترة هائلة في العمل الدعائي حيث صار توزيع الأوراق والكتب ليس في شتم الخصم فقط وإنما في نشر الأفكار والمبادئ والتعاليم الخاصة أيضاً.
الثورة الفرنسية منحت مصطلح (البروباغاندا) أو (الدعاية) بالعربية، بعداً جديداً، فصار يفهم بمعنى (التنوير)، كما أنها منحت الصحافة سلطة نافذة في التأثير على الجماهير ما دفع السياسيين لاستخدامها كوسيلة أساس في الصراع السياسي. ولم يكن المصطلح يحمل معنى سلبياً فقط مثلما هو عليه اليوم.
إلا أن الاستخدام المعاصر لمصطلح الدعاية جرى بأمريكا وبريطانيا في بدايات القرن العشرين وبالتحديد في الحرب العالمية الأولى، حينما دعا الرئيس الأمريكي ويلسون لجنة دعائية ساهم في عضويتها كبار المفكرين والمنظرين الأكاديميين أمثال جون ديوي، فاتر لبمان، أثوراد بيرنايس كذلك حينما تأسست في بريطانيا وزارة الدعاية التي أخذت على عاتقها مهمة تحريض الشعب الأمريكي ضد الألمان. ونجحت في ذلك نجاحاً عظيماً. وقد ألف فاتر لبمان بعد ذلك كتابه الشهير (نظرية الديموقراطية) التي كانت تؤكد أن الشعب يتألف من طبقتين، الأولى طبقة المتخصصين الذين يمثلون مصالح الأكثرية ويقررون عنهم، والطبقة الأخرى هي طبقة الأكثرية الغالبة والذين تركوا نتيجة لنقص معارفهم للمختصين إمكانية التقرير مكانهم. وقد كانت نتيجة لمثل هذه الدراسات والبحوث أن قام المفكر الألماني فیردیناند تونيس بإصدار كتابه القيم في (نقد الرأي العام). ويعد كتاب (الدعاية) لإدوارد بيرنايس من أهم الأعمال الفكرية في ما بعد الحرب العالمية الأولى.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
