الفرقان الذي اوتي موسى وهارون
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص419-420.
2025-08-13
435
الفرقان الذي اوتي موسى وهارون
قال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [الأنبياء : 48 - 50].
قال الشيخ الطبرسي ( رحمه اللّه تعالى ) : وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ أي : أعطيناهما التوراة يفرق بين الحق والباطل . . .
وقيل : البرهان الذي فرق به بين حق موسى وباطل فرعون . وقيل : هو فلق البحر . وَضِياءً أي : وآتيناهما ضياء وهو من صفة التوراة أيضا مثل قوله فِيها هُدىً وَنُورٌ والمعنى أنهم استضاءوا بها حتى اهتدوا في دينهم .
وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ يذكرونه ويعملون بما فيه ، ويتعظون بمواعظه .
ثم وصف المتقين فقال : الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ أي : في حال الخلوة والغيبة عن الناس . وقيل : في سرائرهم من غير رياء وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ أي : من القيامة وأهوالها مُشْفِقُونَ أي : خائفون وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أراد به القرآن أنه ذكر ثابت نافع ، دائم نفعه إلى يوم القيامة .
وقيل : سماه مباركا لوفور فوائده من المواعظ والزواجر والأمثال الداعية إلى مكارم الأخلاق والأفعال . لما وصل التوراة أتبعه ذكر القرآن الذي أتاه نبينا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ استفهام على معنى التوبيخ أي : فلماذا تنكرونه وتجحدونه مع كونه معجزا « 1 ».
_____________
( 1 ) مجمع البيان : ج 7 ، ص 92.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة