المهدي واصحابه يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص40-41.
2025-08-05
486
المهدي واصحابه يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
قال تعالى : {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } [الحج : 41 - 44].
قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام : « كنت عند أبي يوما في المسجد إذ أتاه رجل ، فوقف أمامه ، وقال : يا بن رسول اللّه ، أعيت عليّ آية في كتاب اللّه عزّ وجلّ ، سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني إليك . فقال :
وما هي ؟ قال : قوله عزّ وجلّ :{ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
فقال أبي : نعم ، فينا نزلت ، وذلك أن فلانا ، وفلانا ، وطائفة معهما - وسمّاهم - اجتمعوا إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقالوا : يا رسول اللّه ، إلى من يصير هذا الأمر بعدك ، فو اللّه لئن صار إلى رجل من أهل بيتك ، إنا لنخافهم على أنفسنا ولو صار إلى غيرهم فلعلّ غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم . فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من ذلك غضبا شديدا ، ثم قال : أما واللّه لو آمنتم باللّه وبرسوله ما أبغضتموهم ، لأنّ بغضهم بغضي ، وبغضي هو الكفر باللّه ، ثمّ نعيتم إليّ نفسي ، فو اللّه لئن مكّنهم اللّه في الأرض ليقيموا الصلاة ، وليؤتوا الزكاة ، وليأمروا بالمعروف ، ولينهوا عن المنكر ، إنّما يرغم اللّه أنوف رجال يبغضوني ، ويبغضون أهل بيتي وذريّتي ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ : {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ} فلم يقبل القوم ذلك ، فأنزل اللّه سبحانه : وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ » « 1 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام : « هذه الآية لآل محمد ، المهديّ عليه السّلام وأصحابه ، يملكّهم اللّه مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الدين ، ويميت اللّه عزّ وجلّ به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحق ، حتى لا يرى أثر من الظلم ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، وللّه عاقبة الأمور » « 2 ».
------------------------------
( 1 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 342 ، ح 24 .
( 2 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 343 ، ح 25 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة