القرآن الكريم في السنة والأحاديث بين الفضائل والآداب والتفسير
المؤلف:
السيد محمد الحسيني
المصدر:
مكانه القرآن الكريم في المجتمع الإسلامي
الجزء والصفحة:
ص36 -40
2025-07-30
349
القرآن شفاء نافع
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا سلمان، عليك بقراءة القرآن؛ فإن قراءته كفارة للذنوب، وستر من النار، وأمان من العذاب، ويكتب لمن يقرأ بكل آية ثواب مائة شهيد، ويعطى بكل سورة ثواب نبي مرسل، وتنزل على صاحبه الرحمة، وتستغفر له الملائكة، واشتاقت إليه الجنة ورضي عنه المولى. وإن المؤمن إذا قرأ القرآن نظر الله إليه بالرحمة، وأعطاه بكل آية ألف حور، وأعطاه بكل حرف نوراً على الصراط. فإذا ختم القرآن أعطاه الله ثواب ثلاثمائة وثلاثة عشر نبياً بلّغوا رسالات ربهم، وكأنما قرأ كل كتاب أنزل الله على أنبيائه، وحرم الله جسده على النار، ولا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه، وأعطاه بكل سورة في القرآن مدينةً في جنة الفردوس، كل مدينة من درة خضراء، في جوف كل مدينة ألف دار، في كل دار مائة ألف حجرة، في كل حجرة مائة ألف بيت من نور، على كل بيت مائة ألف باب من الرحمة، على كل باب مائة ألف بواب، بيد كل بواب هدية من لون آخر، وعلى رأس كل بواب منديل من إستبرق خير من الدنيا وما فيها، وفي كل بيت مائة ألف دكان من العنبر، سعة كل دكان ما بين المشرق والمغرب، وفوق كل دكان مائة ألف سرير، وعلى كل سرير مائة ألف فراش، من الفراش إلى الفراش ألف ذراع، وفوق كل فراش حوراء عيناء استدارة عَجِيزَتَها ألف ذراع، وعليها مائة ألف حلة، يرى مخ ساقيها من وراء تلك الحلل، وعلى رأسها تاج من العنبر مكلل بالدر والياقوت، وعلى رأسها ستون ألف ذؤابة من المسك والغالية، وفي أذنيها قرطان وشنفان، وفي عنقها ألف قلادة من الجوهر، بين كل قلادة ألف ذراع، وبين يدي كل حوراء ألف خادم، بيد كل خادم كأس من ذهب، في كل كأس مائة ألف لون من الشراب، لا يشبه بعضه بعضاً، وفي كل بيت ألف مائدة، وفي كل مائدة ألف قصعة، وفي كل قصعة ألف لون من الطعام، لا يشبه بعضه بعضاً، يجد ولي الله من كل لون مائة ألف لذة، يا سلمان، المؤمن إذا قرأ القرآن فتح الله عليه أبواب الرحمة، وخلق الله بكل حرف يخرج من فمه ملكاً يسبح له إلى يوم القيامة)[1]الخبر.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية)[2]
آداب قراءة
قال الإمام الرضا (عليه السلام) عن أبيه، في تفسير قوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ } [المزمل: 20] ما تيسّر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر)[3].
إبداع القرآن
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام): (وإن القرآن ظاهره أنيق[4] وباطنه عميق. لا تفني عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولاتكشف الظلمات إلا به...)[5].
وفي دعاء للإمام السجاد (عليه السلام) قال: (اللهم، فإذ أفدتنا المعونة على تلاوته، وسهّلت جواسي ألسنتنا بحسن عبارته فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته، ويفزع إلى الإقرار بمتشابهه ومُوضَحَاتِ بيانه)[6].
فضل القرآن وعظمته
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (القرآن أفضل كل شيء دون الله، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله، ومن لم يوقّر القرآن، فقد استخف بحرمة الله، وحرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده)[7].
حافظ القرآن
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عدد درج الجنة عدد آي القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له: ارقأ واقرأ، لكل آية درجة، فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة)[8].
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (الحافظ للقرآن، العامل به، مع السفرة الكرام البررة)[9].
مستمع القرآن
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام): (من استمع آية من القرآن، خير له من ثبير[10] ذهب)[11].
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (من استمع حرفاً من كتاب الله من غير قراءة، كتب الله له حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة)[12].
تعليم القرآن
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (اقرءوا القرآن واستظهروه؛ فإن الله تعالى لا يعذب قلباً وعى القرآن)[13].
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه)[14].
ترتيل القرآن
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً، وقرأ والله { يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1] [15].
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4] قال: (هو أن تتمكث فيه، وتحسن به صوتك).
لا يفسر القرآن بالرأي
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خلال: أن يتأوّلوا القرآن على غير تأويله، أو يتّبعوا زلة العالم أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا، وسأنبئكم المخرج من ذلك: أما القرآن فأعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه، وأما العالم فانتظروا فيئته ولا تتبعوا زلته، وأما المال فإن المخرج منه شكر النعمة وأداء حقه)[16].
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (فإياك أن تفسّر القرآن برأيك حتى تفقهه عن العلماء)[17].
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر وإن أخطأ كان إثمه عليه)[18].
القرآن الناطق
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (هذا القرآن إنما هو خط مشطور بين الدفتين[19] لا ينطق بلسان، ولابد له من ترجمان وإنما ينطق عنه الرجال.. فإذا حكم بالصدق في كتاب الله فنحن أحق الناس به، وإن حكم بسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنحن أحق الناس وأولاهم بها)[20].
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن وقطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، وبها نوّهت الكتب ويستبين الإيمان..)[21].
العلماء بالقرآن
قال الإمام الباقر (عليه السلام): (إن من علم ما أوتينا، تفسير القرآن وأحكامه)[22].
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره)[23].
[1] مستدرك الوسائل: ج 4 ص 257 ب 10 ح 4637
[2] وسائل الشيعة: ج 6 ص 198 ب 15 ح 7721.
[3] تفسير مجمع البيان: ج 10 ص 169 سورة المزمل.
[4] أنيق: حسن معجب (بأنواع البيان) وآنقني الشيء: أعجبني.
[5] نهج البلاغة، الكتب: 18 من كتاب له في ذم اختلاف العلماء في الفتيا.
[6] الصحيفة السجادية: 42 من دعائه عند ختم القرآن.
[7] مستدرك الوسائل: ج 4 ص 236 ب 2 ح 4585.
[8] بحار الأنوار: ج 89 ص 22 ب 1 ح 22.
[9] أمالي الصدوق: ص 59 مجلس 14 ح 6.
[10] ثبير: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء: وهو من أعظم جبال مكة سمي ثبيراً برجل من هذيل مات في ذلك الجبل فعرف الجبل به والأثبرة أربعة: تثبير غيني، وثبير آخر، وثبير منى، وثبير الأعرج هو المشرف. بمكة. معجم البلدان: ج 2 ص 72 باب الثاء والباء وما يليهما.
[11] جامع الأخبار: ص 41 الفصل 21.
[12] عدة الداعي: ص 288 ب 6.
[13] وسائل الشيعة: ج 6 ص 167 ب 1 ح 7641.
[14] وسائل الشيعة: ج 6 ص 207 ب 21 ح 7746.
[15] عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 69 ب 31 ح 322.
[16] بحار الأنوار: ج 89 ص 108 ب 10 ح 5.
[17] التوحيد: ص 264 ب 36 ح 5.
[18] تفسير العياشي: ج 1 ص 17 فيمن فسر القرآن برأيه ح 2.
[19] دفتا المصحف: جانباه اللذان يكنفانه..
[20] نهج البلاغة، الخطب: 125 من كلام له في التحكيم.
[21] تفسير العياشي: ج 1 ص 5 في فضل القرآن ح 9.
[22] الكافي: ج 1 ص 229 باب أنه لم يجمع كله إلا الأئمة وأنهم يعلمون علمه كله ح 3.
[23] مستدرك الوسائل: ج 17 ص 334 ب 13 ح 121511.
الاكثر قراءة في آداب قراءة القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة