الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أسباب ازمة التعليم العام / القصور الذاتي
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 338 ــ 339
2025-07-13
18
يعتقد كثير من المربين من آباء ومعلمين أن من مهامهم الأساسية أن ينقلوا إلى الأجيال الجديدة مضامين ما يؤمنون به من معتقدات وأفكار ونظم وعادات ... وهذا في الحقيقة من الوظائف المهمة للتربية، لكنه ليس كل وظائفها؛ فإعداد الناشئة ليعيشوا عصرهم، ويحاولوا تشكيل بيئاتهم على نحو أفضل - وظيفة أساسية للتربية أيضاً. وهذا لا يتم إلا من خلال استيعاب الواقع على نحو جيد، ثم محاولة التكيف معه على بعض الأصعدة. وتطويره على أصعدة أخرى إن المشكلة التي تواجه التربويين في هذا المضمار أنهم ليسوا القوى الأكثر تأثيراً في إيجاد الواقع والظروف التي يعيشها الناس، كما أنهم ليسوا الذين يصوغون تطلعات الناس وطموحاتهم. ولا مطالب العيش الكريم المفروضة عليهم ولذا فإن النظم التعليمية التربوية تجد نفسها مطالبة بالتعامل مع أوضاع كثيراً ما تكون خارجة عن منهجيتها وسيطرتها.
إن العقل - بطبيعته - لا يستطيع أن يستوعب الواقع ومعطياته إلا على مراحل، وهو يعاني من بطء إيقاعه في فهم المتغيرات المتلاحقة، واقتراح التكيفات المناسبة لها. وهذا كله زاد في مساحة الفجوة بين الواقع وبين الجهود التربوية والتعليمية التي تبذل للسيطرة عليه وتوجيهه.
إن الطبيعة الإنسانية، ليست متصلبة إلى حد التأبي على التأقلم، ولكن الناس عبر اشتباكهم مع ظروف الحياة المختلفة، يكتسبون من خلال مألوفاتهم وتركيباتهم الذهنية والنفسية طبيعة ثانية، تكاد تكون أكثر صلابة من طبيعتهم الأولى؛ وهذا يجعلهم يرتبكون حيال فهم المطلوب من التغيير والتطوير للتعامل مع المتغيرات الكثيرة والسريعة؛ ولا يستطيع رجال التربية والتعليم أن يبتعدوا كثيراً عن هذه الوضعية!.
إن بالإمكان القول: إن التحجر الذي نجده في كثير من النظم والمناهج التعليمية، يعود في الأصل إلى نوع من القصور في المضامين النفسية والفكرية لكثير من القائمين على المؤسسات التعليمية والعاملين فيها؟ فهم لا يدركون في كثير من الأحيان أن انعزالهم عن تيار التجديد، هو في جوهره سلسلة من التقلصات والتهميشات التي تجعل جهودهم التعليمية تفقد وظائفها ومعانيها على نحو مستمر!.
إن القصور الذاتي للمؤسسات التعليمية، يعود في بعض جوانبه إلى عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين ما يجب التخلي عنه ونبذه، وبين ما يجب التمسك به، وذلك على صعيد الأهداف والنظم والمناهج والوسائل مما أفقدها القدرة على التلاؤم مع حاجات الواقع ومتطلبات العصر وقبل ذلك العجز عن فهم طبيعة الروح الثقافية الجديدة التي عليها أن تشعها في عقول طلابها ونفوسهم، وفي البيئات الاجتماعية التي تقوم فيها.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
