أهمية دور منظمة السياحة في تفعيل النشاط السياحي
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص365 - 368
2025-06-26
446
المبحث الرابع
أهمية دور منظمة السياحة في تفعيل النشاط السياحي
حظيت التنمية السياسية باهتمام متزايد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي شهدت استقلال الكثير من الدول، وما طرحه الاستقلال من تحديات في مواجهة مشاكل بناء الدولة، والتغيير، للتغلب على حالة الضعف والتشوه في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وللخروج من حالة التخلف التي ارتبطت بها البلدان التي وقعت تحت السيطرة الاستعمارية الغربية (1).
وقد انتقل مفهوم التنمية الى حقل السياسة منذ ستينيات القرن العشرين، حيث ظهر كحقل منفرد يهتم بتطوير البلدان غير الأوربية تجاه الديمقراطية. وتعرف التنمية السياسية " بأنها عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب، غايته الوصول الى مستوى الدول الصناعية "، ويقصد بمستوى الدولة الصناعية إيجاد نظم تعددية على شاكلة النظم الأوربية تحقق النمو الاقتصادي والمشاركة الانتخابية والمنافسة السياسية، وترسخ مفاهيم الوطنية والسيادة والولاء للدولة القومية.
ويشكل المحور السياسي إحدى المحاور الرئيسية التي حرمت منطقة الشرق الأوسط من الظهور بشكل يليق بقدراتها وإمكانيتها على خارطة السياحة العالمية حيث يعد هذا العامل الأكثر تأثيرا على القطاع السياحي في الوطن العربي لاسيما وأن منطقة الوطن العربي تتعرض دائما للظروف السياسية القاهرة خاصة الاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى أراضيه المقدسة وأيضا ما يحدث في العراق أرض الحضارات والمعالم الثقافية والتي حرمت المنطقة من كل أنواع السياحة نسبياً وخاصة السياحة البعيدة حيث انخفضت بمعدل 80% في الدول العربية والإسلامية. وتعتبر التنمية السياسية كمتطلب أساسي للتنمية الاقتصادية حيث أن التنمية السياسية هي حالة النظام الذي ينجح في تحقيق التنمية الاقتصادية. هذا إضافة الى تزايد تأثير المؤسسات الدولية التي تقدم المعونات لدول العالم الثالث، وتأثير هذه المؤسسات وفلسفتها القائمة على اقتصاد السوق ودوره الرئيسي في تحقيق التنمية، وبرامج الإصلاح وإعادة الهيكلة لتوفير بيئة مؤاتية لجعل السوق أكثر فعالية، حيث ترى أن الاقتصاد يجب أن يكون من مهام القطاع الخاص وليس من مسؤوليات الدولة. حيث كانت دول العالم الثالث قد تبنت استراتيجيات التنمية المعتمدة على الدولة التي تقوم بالتخطيط والتنفيذ والسيطرة على الموارد وتخصيصها وتوزيعها. لكن حصل تغير على تلك السياسات، حيث أصبحت مهمة الدولة ميسر ومنظم للخدمات بدلاً من تقديمها (2).
ولابد أن نذكر في هذا الصدد منظمة السياحة العربية ودورها في تحقيق نقلة نوعية في الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التنموية ضمن رؤية ومنظور الإدارة الوطنية للسياحة وإدارة التنمية الاقتصادية وفق الرؤية التنموية لكافة الدول العربية في تأسيس شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وتعمل المنظمة مع القطاع العام لإحداث المطلوب في بيئة القطاع السياحي لتتواكب عملية التغيير هذه مع هذه الرؤية ولتجذير العلاقة بين مختلف القطاعات ومؤسساتها لزيادة الانعكاسات الايجابية للتنمية الشاملة، فالقطاع العام هو المحرك الرئيس والمخطط للاستراتيجيات ووضع الأنظمة والتشريعات والتنسيق ما بين مختلف الشركاء في إطار الشراكة التبادلية بين مختلف القطاعات، وهو المسؤول عن تطوير الهيئات السياحية وتوفير التقنيات والتمويل المالي لدعم المشروعات هذا بالإضافة الى دوره في وضع الخطط والبرامج والسياسات للسياحة المستدامة بالتعاون مع الشركاء الرئيسين للحكومة في عمليات التنمية ضمن منظومة الإدارة الوطنية للسياحة. فيما يتركز دور القطاع الخاص في توجيه وإقامة الاستثمارات والمشاريع التنموية المستدامة التي تحقق وفرا اقتصاديا يستفيد منه العاملون بمختلف القطاعات السياحية بشكل مباشر وغير مباشر كونه الشريك الرئيس القادر على تنفيذ المشروعات والاستثمار ليصبح أداة استشارية وتمويلية وتسويقية.
وفي هذا المجال ستعمل المنظمة مع المجلس الوزاري العربي للسياحة على تطوير التشريعات وتهيئة المناخ المحفز للقطاع الخاص ليضطلع بدوره الحقيقي كشريك فعال ورئيس في منظومة الإدارة الوطنية للسياحة من خلال:
- تمثيله بالهيئات السياحية وإدارة عمليات التخطيط والتسويق ورسم السياسات الترويجية..
- تمثيله المجالس الوطنية للسياحية.
ـ تمثيله في اللجان السياحية والتي تعني بإدارة القطاعات السياحية ووضع أسس وآلية تراخيص المهن السياحية وتصنيفها وإدارة الجودة فيها.
تهتم المنظمة العربية للسياحة رفع كفاءة البناء المؤسسي لقطاع السياحة، وفيما يلي عرض للخطط والبرامج التنفيذية للمنظمة بالتعاون مع المجلس الوزاري للسياحة:
1- تطوير الهياكل المؤسسية العاملة في القطاع السياحي (العام والخاص).
- إنشاء دائرة الدراسات والأبحاث والاستراتيجيات.
- إنشاء دائرة المعلوماتية والإحصاء السياحي المتخصص (TSA).
إن وحدة الحسابات التابعة للسياحة بالتنسيق مع منظمة السياحة العالمية TSA هي آلية إحصائية تتضمن:
أ- تعريف السياحة من جانب الطلب والعرض والعلاقة بينهما.
ب ـ مساهمة السياحة بالناتج المحلي الإجمالي.
ت- معرفة مرتبة السياحة مقارنة مع القطاعات الاقتصادية الأخرى.
ث ـ عدد العاملين في المجال
ج- حجم الاستثمارات بقطاع السياحة.
ح ـ المداخيل الضريبية التي ولدت بصناعات السياحة.
خ ـ تأثير السياحة على ميزان المدفوعات الوطنية.
د ـ خصائص القوى البشرية بالسياحة
- إنشاء مجلس استشاري
ـ إنشاء مجلس السياحة البحرية
ـ إنشاء مجلس الأعمال (استثمار المواقع السياحية وإدارتها)
ـ إنشاء مجلس التدريب والتأهيل وإدارة المواقع السياحية
ـ إنشاء نظام المعلومات الجغرافي (GIS) السياحي في مديرية إدارة المواقع السياحية GIS - Geographic Information System .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هيجوت، ريتشارد، نظرية التنمية السياسية، ترجمة حمدي عبد الرحمان، محمد عبد الحميد، الطبعة الأولى، عمان، المركز العلمي للدراسات السياسية، 2001 ص21.
(2) البنك الدولي، تقرير عن التنمية في العالم 1997 ، الدولة في عالم متغير، ص2.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة