الانجراف القاري Continental Drift
المؤلف:
أ.د. عبدالله بن محمد العمري ، أ.د. عادل كامل محمد
المصدر:
الجيولوجيا العامة General Geology
الجزء والصفحة:
ص 117 ـ 119
2025-06-25
509
لم تكن اليابسة موزعة بالصورة الحالية على سطح الأرض في الأزمان السابقة منذ نشأة وتكوين اليابسة بل يعزى توزيع القارات الحالية بهذه الصورة إلى عملية التصدع وتمزق قارات أقدم منها ثم زحف وانجراف الكتل المنفصلة بعضها عن بعض واستقرارها في أوضاعها الحالية مكونة القارات الحديثة يعرف زحزحة القارات في المكان على سطح الأرض بظاهرة الحيود القاري أي أن قطع الأرض المتمثلة في جبالها وقاراتها ليست جامدة في مكان واحد ولكنها تتجول في الفراغ. لاحظ العلماء التشابه العجيب بين حواف القارات على جانبي المحيط الأطلسي وأيضا التشابه بين الكائنات في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية أيضا وجد تشابه بين سواحل قارتي أفريقيا وأمريكا الجنوبية واعتبر المحيط الأطلسي ما هو إلا واديا كبيرا منحوتا بفعل المياه.
ولقد لاحظ الجيولوجيون أن السجل الجيولوجي يكاد يكون متماثلا في القارات الجنوبية في كل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا، والهند، وأستراليا، ومن هنا تم التفكير على اتحادهم في وقت ما من الزمن الجيولوجي مكونا قارة عملاقة أسموها جندوانالاند Gondwana land، ولقد أشتق هذا الاسم من منطقة في الهند تسمى جندوانا وهي قارة كبيرة يفترض أنها كانت تحتل النصف الجنوبي من الكرة الأرضية والتي بعد تصدعها وتمزقها إلى كتل أصغر انجرفت وابتعدت معظمها عن بعض نتيجة حركة الألواح الأرضية لتكون قارات أمريكا الجنوبية أفريقيا، الجزيرة العربية مدغشقر، الهند، سيلان استراليا، نيوزيلندا، ثم القارة القطبية الجنوبية.
ويعد العالم الفريد فاجنر Alfred Wegner (1930-1880م) صاحب مبدأ الحيود القاري وقد كان أول من أشار إلى وجود كتلة كبيرة جدا من اليابسة كونت قارة عملاقة اسمها بانجيا Pangea تكونت من التحام القارات القديمة وإن كان البعض يرى أن الالتحام القاري لم يكن كاملا وفضلوا إطلاق كلمة لوراسيا Laurasia على الكتلة القارية الشمالية وكلمة جندوانا على الكتلة القارية الجنوبية وقد توقع فاجنر أن بانجيا أخذت تتحطم في حقب الحياة المتوسطة ثم أخذت أجزاؤها تتباعد حتى أخذت أشكالها ومواضعها الحالية.


الاكثر قراءة في الجيولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة