اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الاتجاهات الحديثة في الصحافة الدولية
المؤلف:
الدكتور بطرس حلاق
المصدر:
الإعلام والإتصال الدولي
الجزء والصفحة:
ص 87-91
2025-06-01
58
الاتجاهات الحديثة في الصحافة الدولية
1- الصحافة المجانية
من الملاحظ أن الصحافة المجانية – التي توزع مجاناً – قد أخذت اهتماماً كبيراً في السوق الأوربية والأسواق الآسيوية، على عكس الحال في الأسواق الأمريكية، حيث لم تصل درجة الاهتمام الشعبي أو الجاذبية المؤسسية. ومن أحد الأسباب التي هيأت المناخ إلى تنامي شعبية الصحف والمجلات المجانية، حركة الناس عبر وسائط النقل العام في كبرى المدن الأوروبية والآسيوية، بينما معظم الناس في المجتمع الأمريكي يعتمدون على وسائط النقل الشخصية، وهذا ما أدى قلة اهتمام الناس بمثل هذه الصحف في معظم المدن الأمريكية.
من الاتجاهات الحديثة في الصحافة الدولية انتشار ما يعرف بالصحافة المجانية free press في أوروبا بشكل خاص خلال العشر سنوات الماضية. ومن المؤكد أن هذه الظاهرة لا تسترعي انتباه الناشرين التقليديين الذين يعترضون على وجود صحف مجانية تضرب الصحف المدفوعة التي يمتلكونها، ولكن الواقع يشير أن حوالي نصف هذه الصحف المجانية تمتلكه مؤسسات تصدر صحفاً مدفوعة القيمة. والحقيقة الأخرى هي أن الصحف المجانية هي في تنامي مستمر، فبينما كانت أعداد الصحف المجانية عام 2000م أربعون صحيفة، وصلت في عام 2005م أكثر من مائة صحيفة.
كما أن ارقام توزيع هذه الصحف قد ارتفعت من ثمانية ملايين إلى ثلاثة وعشرين مليون نسخة خلال نفس الفترة (2000-2005م). وتشير الإحصاءات في كثير من أسواق العالم الكبرى توفر صحف مجانية فيها، وفي دول مثل اسبانيا والبرتغال والدانمرك وسويسرا واليونان وايطاليا والمجر والتشيك وايسلندا وسنغافورة تمثل الصحف المجانية 20% فأكثر من مجمل الصحف الصادرة في تلك البلدان يشير الواقع إلى أن قارئ الصحيفة المجانية هو في نفس الوقت قارئ الصحف التقليدية المدفوعة، أو أنه لم يكن قارئاً لأي صحيفة مدفوعة على الإطلاق. وهناك محاولة من الناشرين لاستثمار هذه الشريحة من القراء الجدد للدول معهم في مغامرة الصحف المجانية، وقد تكون الوسيلة الوحيدة للوصول لمثل هذه المجموعات السكانية من القراء هي من خلال الصحف المجانية أو من خلال الخدمات المجانية للأخبار عبر الإنترنت، وليس من المحتمل أن تحل الصحف المجانية مكان الصحف المدفوعة نظراً لتمايز هاتين الوسيلتين واختلاف جماهيرها.
ومن الملاحظ أن معظم الناشرين للصحف المدفوعة يقفون ضد إصدار صحف مجانية، ولكنهم يجدون أنفسهم أول من يشارك في مثل هذه المشروعات إذا تأكدوا من حتمية دخول هذه الصحف أسواقهم.
2- الصحافة الإلكترونية
يشير بعض الاقتصاديين لمفهوم الغداء المجاني" free lunch"، ولكن البعض يؤكد أنه لا يوجد شيء اسمه الغداء المجاني في هذا العالم، ولكن الحقيقة الجديدة هي وجود معلومات مجانية كثيرة في كل مكان تقريباً من الكرة الأرضية وبشكل خاص فقد وفر الإنترنت هذه الخدمة التي استطاعت أن تساوي بين الناس في امتلاك المعلومة، كما أن الاتجاه الحديث في انتشار الصحف المجانية هو نوع آخر من توفير المعلومات المجانية للمتلقي في أي مكان في العالم تقريباً.
ومع توافر المحتوى المجاني في الإنترنت يجب الإشارة إلى أن التجهيزات hardware ليست مجانية فهي تستلزم امتلاك شخصي لها، مثل جهاز كمبيوتر اشتراكات الإنترنت وتجهيزات تقنية أخرى مع العلم بإمكانية استخدام مثل هذه التجهيزات مجاناً في عدد من المواقع والمؤسسات مثل المدرسة والجامعة والنادي ومواقع عامة أخرى توفر مثل هذه التجهيزات والخدمات بشكل مجاني ولكن تظل المحتويات التي يوفرها الإنترنت في معظمها مجانية باستثناء اشتراكات في بعض الصحف والمواقع المعلوماتية المتخصصة، وتقدم الكثير من الصحف خدماتها الإلكترونية عبر الإنترنت مجاناً، كما أن محركات البحث تقدم بالتأكيد خدماتها المعلوماتية بشكل مجاني بكل لغات العالم، فعلى سبيل المثال يطرح محرك "جوجل" google يومياً أكثر من 4500 عنوان خبري في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كما يقدم خدمات إخبارية مجانية بلغات عالمية أخرى.
ومع هذا الكم المجاني الهائل تولدت نماذج جديدة تحاول بيع هذه الخدمات المعلوماتية (الإخبارية). وهناك قضايا حالية لمقاضاة محركات البحث نظير استخدامها الأخبار التي تمتلكها مؤسسات إعلامية، حيث تقاضي حالياً وكالة الصحافة الفرنسية AFP محرك جوجل Google على استخدامه الأخبار الواردة من هذه الوكالة بدون أي عائد مادي يعود على الوكالة، وقد حذت بعض الوكالات والمؤسسات الإعلامية حذو وكالة الصحافة الفرنسية في هذه الخطوة.
وعلى العموم يمكن القول بأن معظم المؤسسات الإعلامية تقدم خدماتها بشكل مجاني، ولكنها تطلب في المقابل التسجيل في الموقع بهدف بيع هذه المعلومات لشركات التسويق نظير عوائد مادية، وفي ظل عدم الربحية أو تغطية التكاليف فقد اتجهت بعض هذه المؤسسات تقديم جزء من الخدمة الإخبارية مجاناً، مقابل الدفع مقابل الاستزادة والبحث عن مزيد من التفاصيل في هذه الأخبار والموضوعات. وهذا ما تقدمه كثير من الصحف العالمية، حيث تقدم صفحتها الأولى مجاناً، بينما التفاصيل والاستفاضة في الموضوع تحتاج اشتراك مدفوع الخدمة وهذا هو النموذج الجديد في تعامل المؤسسات الإعلامية مع مستخدمي الإنترنت.
وتوجد ثلاث صحف ومجلات استطاعت أن تبني لها سمعة في مواقعها الإلكترونية المدفوعة، وهي "نيويرك تايمز"، "وول ستريت جورنال" ومجلة "الإيكونومست" ولكن يدور الجدل حول نجاح هذه النماذج الإعلامية لكونها تقدم خدمات معلوماتية متخصصة، عدا "النيويورك تايمز" التي تفتخر بأرشيفها الصحافي ومنتديات كتابها وقرائها على أنه من أهم جوانب تميزها الذي تعتقد بأن له قيمة مادية يجب أن تدفع للمشاركة أو للإطلاع عليه فقد ذكرت كاترين ماتيس" Catherine Mathis" المتحدثة باسم شركة "نيويورك تايمز" أن الدراسات المسحية للصحيفة أشارت أن المقالات الصحافية لكتاب الصحيفة ومنتديات الكتاب والقراء إضافة الأرشيف الثري جداً للصحيفة هو الذي يميز موقع النيويورك تايمز عن غيره من المواقع الإلكترونية.
شهدت بعض الصحف الاقتصادية نمواً في أعداد المشتركين في خدماتها الإلكترونية، حيث وصل النمو السنوي في صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، 7% ، وكانت قد حذت حذو الصحيفة الاقتصادية الأكثر انتشاراً في العالم "وول ستريت جورنال" في هذا الشأن، كما أن صحيفة "ليسكو" الاقتصادية Les Echos الفرنسية تبنت نفس المنهج في بناء قاعدة من المشتركين في مواقعها الإلكترونية ودخلت إحدى أشهر الصحف الإسبانية "البيس El Pais في نموذج المزاوجة بين المجانية والدفع للحصول والاطلاع على محتوياتها، بعد أن عملت لمدة حوالي ثلاثة أعوام على نموذج الإغلاق الكامل للموقع إلا من خلال اشتراك مدفوع للصحيفة، ولكن اتجهت الصحيفة الاسبانية منهج المزاوجة، حيث أتاحت الدخول المجاني على الأخبار العاجلة والمقالات وبعض التحقيقات مع الإبقاء على نظام اشتراك على بعض محتويات الصحيفة.
وأشارت كاترين سيلي Seelye لصعوبة المرحلة الحالية التي تعيشها كثير من الصحف في العالم وخاصة الولايات المتحدة الأميركية وذكرت أن هناك ثلاث صعوبات (تحديات تواجه هذه الصحف في المرحلة الانتقالية الحالية، وتحديداً عندما يكون الانتقال نموذج الاشتراك المدفوع في مواقعها الإلكترونية:
1- بدأ الكثير من الناس الاعتياد على الخدمات الإخبارية المجانية عبر الإنترنت، مما يشكل شريحة إضافية مهمة قراء الصحف وخاصة من شرائح القراء الشباب الذين لن يكونوا في يوم من الأيام من القراء الذين يدفعون مقابل ممارسة القراءة. كما أن تنامي رسوم الاشتراكات في الصحف الورقية هو أحد الأسباب الطاردة لمزيد من القراء الجدد للصحافة الورقية.
2- عندما تضع الصحيفة رسوم اشتراك على موقعها الإلكتروني فهي بهذا تحد من نسبة الانتشار والترويج للمادة الإعلامية، وما يستتبع ذلك من انخفاض أو الحد من الإيراد الإعلاني المتوقع من الموقع الإلكتروني.
3- يعد التحول نحو النموذج المدفوع في المواقع الإلكترونية متأخراً خصوصاً مع تنامي وجود مواقع صحافية جديدة للمواطنين citizens journalism التي تقدم الكثير من الخدمات المعلوماتية والإخبارية بشكل مجاني.
3 - صحافة المواطنين
أشار أحد أهم الرواد فيما يعرف بصحافة المواطنين citizens journalism إلى هذا التوجه الجديد من الصحافة الذي غير وجه العالم وذكر "دان جيلمور" وهو صحافي سابق في صحيفة San Jose Merury News أن الفارق الكبير بين الصحافة التقليدية وصحافة المواطنين هي أن الأولى تعتمد نظام المحاضرات التي تلقى، بينما الثانية تعتمد على نظام المحادثة والحوار وأشار "جيلمور" إلى أن صحافة المواطنين هي مرحلة متطورة وأفضل من الصحافة التقليدية، لأنها تتيح فرصة أمام الجمهور الذي ملّ من الاستماع المحاضرات لكي يشارك فيها، بدل أن يظل صامتاً ويتلقى المعلومات من طرف واحد وأضاف بأنه ليس مهماً رأي المؤسسات الإعلامية التي تقف ضد هذا الطرح الجديد، لأن هذه الصحافة الجديدة مستمرة ومتنامية وتستقطب مزيداً من المتابعين.
ويضيف "جيلمور" أن على المحررين والصحافيين أن يستفيدوا من هذا المنهج الجديد في الإعلام، وبمتابعتهم لمثل هذه المواقع فإن ثقافتهم ستزداد عمقاً نحو عدد كبير من الموضوعات والقضايا لأن الفرصة ستكون متاحة للتعرف على حوارات الناس وهمومهم واتجاهاتهم وأفكارهم. وتضع هذه المواقع وسائل الإعلام في وضع أشبه ما يكون في مأزق، حيث يتم طرح قضايا وموضوعات في مثل هذه المواقع، فلا تجد الصحافة التقليدية بداً إلا الدخول فيها والتجاوب معها، وهذا يرفع من مستوى الشفافية لدى وسائل الإعلام التقليدية في تناول موضوعات جديدة لم يتناولونها من قبل أو مناقشة آراء وموضوعات قائمة ما كانوا ليفسحوا المجال إليها.
ويعترف كبار التنفيذيين الإعلاميين بالتغير الكبير الذي تحدثه صحافة المواطنين على طبيعة العمل التقليدي للمؤسسات الإعلامية فقد ذكر أوكانر وشيشتر" O'Conor & Schechter مؤسس إحدى الشركات الإعلامية Globalvision أنه لسنوات وعقود كان الصحافيون هم الذين يملون ما ينشر على الجهور من موضوعات وقضايا، ولكن مع الاتجاهات الجديدة لم يعد هذا المفهوم سائداً فقد أصبح المواطن العادي يأخذ دوراً جديداً ليقول كلمته ويفصح عن رأيه. لقد انتقلت القوة الإعلامية إلى أيادي جديدة هي أيادي المواطنين الذين يمتلكون إمكانية الاتصال عبر الإنترنت، ويرى "أوكانر وشيشتر" أنه من الأفضل لوسائل الإعلام التقليدية ألا تعادي مثل هذه المواقع بل تحاول أن تدمجها في أهدافها الإعلامية. ويجب أن تتنازل وسائل الإعلام عن مفهوم السيطرة الكاملة على الإعلام والمعلومات حتى لا تفقد السيطرة على هذا المجال.
وفي محاولات جادة من قبل بعض المؤسسات الإعلامية لاستثمار مثل هذه الوسائل الإعلامية الجديدة - صحافة الموطنين - فقد سعت بعض هذه المؤسسات إلى إدماج جهود المواطنين الذين يمتلكون مواقع وخدمات إخبارية وإعلامية ضمن عمل وبرامج المؤسسات الإعلامية التقليدية، ويتم في ذلك الخدمة دمج الإعلامية المتاحة من خلال صحافة المواطنين من أخبار وصور فوتوغرافية وصور تلفزيونية في مجمل الخدمة الإعلامية التي تقدمها هذه المؤسسات وهذه محاولة من هذه المؤسسات للاستفادة من واقع إعلام قائم، وخدمة إخبارية متاحة كما أن هذا - بلا شك - يعطي إدراكاً وشرعية لمثل هذه الجهود التي يقوم بها مواطنون عاديون في خدمة الشأن العام، مما يفرز مزيداً من الديناميكية في العلاقة بين الإعلام والجمهور.