الفيضانات احدى الظواهر الطبيعية التي تنشأ بمعظمها عن زيادة كمية التساقط او ذوبان الثلوج عن الحد الذي يمكن ان تستوعبه القنوات النهرية. وقد عانت وما زالت تعاني العديد من المناطق في مختلف أرجاء المعمورة من هذا الخطروقد أوحت هذه الظاهرة الطبيعية للقدماء بأن يبتدعوا العديد من الطرق لقياسها والتنبؤ بها ويتفاوت مفهوم كلمة فيضان Flood من مختص الى آخر، حيث ينظر عامة الناس وعلماء الجيومورفولوجيا الى الفيضانات بأنها حالة استثنائية تطغى فيها مياه الأنهار والجداول والسيول على الأراضي المحاذية لمجاريها الطبيعية بسبب زيادة التصريف المائي الناجم عن زيادة طارئة في التساقط او ذوبان الثلوج المتراكمة على بعض اجزاء حوض التصريف المائي.

أما علماء الهيدرولوجيا فلهم تحديد آخر لمفهوم الفيضان، اذ يعتبرون أية زيادة طارئة في التصريف المائي فيضانا ويقدر عمر أقدم فيضان حصل على سطح الأرض بنحو 3.8 بليون سنة وآثار ذلك الفيضان استدل عليها من صخور الكنجلو مريت في جزيرة جرينلند أما أضخم فيضان تم التعرف عليه حتى الآن هو ذلك الفيضان الذي حصل قبل 12.000 - 17.000 عام في منطقة شمال غرب الولايات المتحدة حيث انسابت اثناءه المياه من بحيرة Missoula بمعدل 17 مليون م/ث. وفي هذه الفترة كانت الجزيرة العربية تنعم بفترة رطبة تعرف بحقبة العصر الجليدي الرابع الذي انتهى قبل 15 الف سنة.

ومن أشهر الفيضانات المعروفة لدى الانسان ويتدبر أحداثها فيضان سيدنا نوح عليه السلام قبل 3000 سنة الذي يعتبر الحد الفاصل بين حقبة عصور ما قبل التاريخ وحقبة عصور ما بعد التاريخ وقد غمر هذه الفيضان مساحة تقدر بنحو 40.000 میل 2 (6400 كم2) حيث غمرت جميع والقرى بمنطقة ما بين الرافدين، وترك رسوبات من الغرين يقدر سمكها بنحو 11 قدماً (330 سم) قرب أور واريدو ولا يغيب عن أذهاننا ما نشاهده عبر شاشات التلفاز من فيضانات تزهق بسببها أرواح العشرات فضلا عما تسببه من دمار البنى التحتية والممتلكات ويتركز خطر الفيضانات المدمرة حاليا بمنطقة الاقليم الموسمي بجنوب شرق آسيا المتمثلة بدول الهند الصين وباكستان بنغلادش بورما تايلاند أما في الأردن، فقد عانت مدينة عمان نظراً لطوبوغرافيتها من فيضانات عنيفة تكاد تكون سنوية كانت تطغى المياه خلالها على المحلات التجارية وتتحول شوارعها الرئيسية الى مجاري أودية حقيقية، الا أن هذه الظاهرة قد تمت السيطرة عليها كليا فمنذ عام 1985 لم نشاهد مثل تلك الحالات بسبب كفاءة نظام تصريف المياه السطحية للعاصمة.

ويعد فيضان مدينة معان الذي حصل عام 1962 أشهر الفيضانات التي حصلت في الأردن في التاريخ المعاصر، حيث طمرت مياه الفيضانات جزء كبيرا من مدينة معان بسبب تطور حالة عدم استقرار جوي فوق المنطقة.

ــ الآثار الناجمة عن الفيضانات: يبين الشكل التالي الآثار المترتبة على حدوث الفيضانات، اذ يتضح من خلال الشكل أن للفيضانات آثارايجابية وآثارسلبية فقد كان قدماء المصريين يستغلون تلك الفيضانات لغايات الري وخزن مياه الفيضانات في رقع أرضية منخفضة يستغلونها عند تراجع مياه النهر، كما ان طغيان مياه النهر على جوانب المجرى يؤدي الى زيادة المخزون الجوفي في المنطقة، حيث تتمتع السهول الفيضية بطاقة استيعاب عالية جداً، وتتميز أيضا بنفاذيتها العالية، كما تساهم الفيضانات في إنعاش النباتات الطبيعية المحاذية للمجرى، فتزيد من كثافتها وتطيل من عمر بقائها بالاضافة الى تزويد الترب المجاورة بالمخصبات الطبيعية التي تساعد على زيادة انتاجيتها.

وبالمقابل فان الفيضانات تدمر المزارع والممتلكات وتزهق الأرواح وتجرف التربة السطحية المنتجة، وتخرب قوام التربة ونسيجها، وتضيف أعباء كبيرة على المزارع عندما يعيد أرضه الى سابق عهدها، فقد تحتاج الأرض الى اضافة السماد الطبيعي اليها او تحتاج الى ازالة الحجارة والى صرف المياه الزائدة. كما أن الفيضانات تدمر نظم الري والطرق وأنابيب المياه، وقد تنفق بسببها آلاف رؤوس الأغنام والماشية.

مواضيع ذات صلة

اثار الفيضانات على الانسان والبيئة

مواجهة مخاطر الفيضان

مفهوم الفيضانات

التصحر

التحديات التي تواجه الوطن العربي

الزلازل

مكافحة الآفات والأمراض Pathogens control

أشهر الكوارث البيئية المختلفة - كارثة الكويت

أشهر الكوارث البيئية المختلفة - كارثة لندن

أشهر الكوارث البيئية - كارثة بلجيكا

أشهر الكوارث البيئية المختلفة - كارثة محطة فوكشيما

أشهر الكوارث البيئية المختلفة - كارثة سيانو