الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
المياه العذبة في العالم
المؤلف:
أ.د. الهادي مصطفى، أ.د محمد علي الاعور
المصدر:
الجغرافيا البحرية
الجزء والصفحة:
ص 254 ـ 257
2025-05-12
48
أوشك سكان العالم على تجاوز خمس مليارات وثلاثمائة مليون نسمة، وبمعدل نمو سكاني يربو على مائتين وخمسين ألف نسمة في اليوم، مما يشير إلى أن رقعة الأرض وما توفره من مصادر رزق لم يعد بإمكانها مجاراة هذا الرقم المأهول في معدلات الزيادة التي باتت تفوق ما يمكن للأرض أن توفره من مصادر رزق لإعالة كل هذه الأعداد التي أصبحت قادرة بفضل التقدم العلمي على مضاعفة سنوات عمرها واحتياجها بالتالي لكميات غذاء ضعف التي كانت تلزم لمثلهم من السكان قبل أقل من ثلاثين سنة خلت .
ومع أن إنتاج الغذاء لم يتأثر باستعمال المياه العذبة التي تكرر من مياه البحر (Desalination) إلا أن الكثير من أوجه النشاط الاقتصادي باتت تخضع في كثير من متطلباتها المائية إلى تكرير مياه البحر وبالذات في مجال الصناعة التي بات معظمها يتركز في المدن الساحلية حيث يوفر البحر متطلباتها من الماء، كما أن حاجة الاستهلاك الإنساني المباشر للمياه وبالذات في المناطق الجافة، أو القريبة منها أصبح يعتمد هو الآخر على ما توفره محطات التحلية التي أصبحت ظاهرة للعيان في شتى أرجاء العالم.
وللعلم فإن انتشار محطات التحلية البحرية التي يتباين إنتاجها حسب الغرض منها والطاقة التي تدار بها ستعمر الجهات الساحلية الجافة، حيث تظهر الحاجة إلى المزيد من المياه، طالما أصبح بالإمكان توفير النفقات اللازمة لارتفاع أثمان هذه المعدات والطاقة التي تدار بها حالياً، كما أن مشكلة التخلص من المياه الحارة التي تنجم عن عملية التكرير من المساوئ التي لا زالت تنتظر الحل هي الأخرى، ولذا فإن توفير مصادر طاقة رخيصة مع الحاجة الملحة وتقدم تكنولوجياً المعدات وقدرة أنتاجها ستعمل على زيادة سرعة انتشار هذه المحطات التي قد لا يطول الوقت إلاوتصبح توفير للمياه وبكميات معقولة للاستعمال في الأغراض الزراعية التي ربما تغير من وجه الصحراء التي أصبحت في الفترة الأخيرة مصدر قلق للعديد من الدول بحكم زيادة امتداد مساحاتها نتيجة لفترات الجفاف الذي تتعرض بعض الدول وخاصة في القارة الأفريقية.
إن ما يستخرج من مياه عذبة نتيجة عمليات التكرير لمياه البحر ما هي إلا نمط بدائي رغم تقدمه التقني وتكاليفه للعملية التي تقوم بها الطبيعة من تلقاء ذاتها ذلك أن جميع المياه العذبة التي يستغلها الإنسان مباشرة وفي جميع أوجه نشاطه، ما هي إلا محصلة ناتج ما يعرف بالدورة المائية (Hydrologic Cycle) حيث تعمل عملية البخر على تحويل جزء من مياه المسطحات البحرية إلى بخار ماء ثم تكثيفه بفعل انخفاض درجة حرارة الجو، وسقوطه على شكل مطر ينزل جزء منه على قشرة الأرض حيث يجري في مجاري مائية أو يتجمع في بحيرات أو يتسرب ليتجمع في شكل مياه جوفية، حيث يرجع جزء كبير منه مرة أخرى إلى البحار وهكذا.
ومع أن المياه العذبة هي التي تشكل عصب الحياة لكل الكائنات الحية إلا أن نصيب المصدرالمائي الذي نستغله لنحيا به وعليه لا يكاد يشكل شيئاً يذكر كما أشارت إلى ذلك النسب الواردة في الجدول.
وهكذا يتبين بجلاء أيضاً أن مخزون مياه البحر سيصبح عند الضرورة مصدراً لا ينضب لإمداد سكان القشرة الأرضية بما يحتاجونه من مياه عذبة لمباشرة جميع أنواع النشاط الاقتصادي وبالذات في مجالي الحركة الصناعية والتوسع الزراعي ناهيك عن الازدياد في استعماله للأغراض المباشرة للإنسان الذي يحتاج لمعدل لترين للشرب كل يوم وهذا يعني استغلال أكثر من (10) مليارات ليتر في اليوم الواحد لهذا الغرض فقط.
وطبيعي أن يكون الماء أهم وأوفر موارد المحيط ولما كانت التعدادات السكانية لمختلف أقطار العالم في ازدياد مستمر فإن المدن الساحلية في النطاقات الجافة، تزداد حاجتها إلى المياه العذبة، مما يضطرها إلى الاتجاه إلى تحلية مياه البحر، كما يحدث الآن في مدن دول الخليج العربي، وفي الساحل الأفريقي الشمالي، فالإنسان يعمل إذن على مضاعفة دورة الماء، فهو يبخر ماء المحيط للحصول على الماء العذب ولعل المشكلة التي ما تزال تواجهه في هذا السبيل هي تحلية الماء في ذات المكان الذي يحتاج إليه وفي الوقت الذي تمس الحاجة إليه، وبتكاليف مناسبة أيضاً.
لقد أتاح استخراج النفط بكميات كبيرة وتوفر الإنفاق اللازم للبدء في مباشرة تحلية مياه البحر منذ أكثر من عقدين في منطقة الخليج العربي وفي العديد من الدول الأخرى في المنطقة، ولهذا لا نستغرب أن نعلم أن أكثر من سبعين في المائة من جملة المياه البحرية المحلاة في العالم توجد في منطقة الشرق الأوسط وبالذات التي تملك منها دخلاً سخياً من صادرات النفط كما هو موضح في الجدول التالي.