اخبار الساحة الاسلامية
أخبار العتبة العلوية المقدسة
أخبار العتبة الحسينية المقدسة
أخبار العتبة الكاظمية المقدسة
أخبار العتبة العسكرية المقدسة
أخبار العتبة العباسية المقدسة
أخبار العلوم و التكنولوجيا
الاخبار الصحية
الاخبار الاقتصادية
خلال مؤتمر ذاكرة الألم في العراق.. العتبة العباسية المقدسة تؤكّد على تحصين الأجيال من الخداع والتضليل
المؤلف:
alkafeel.net
المصدر:
الجزء والصفحة:
2025-04-16
65
أكّدت العتبة العباسية المقدسة خلال مؤتمر ذاكرة الألم في العراق على ضرورة تحصين الأجيال الحالية والقادمة من الخداع والتضليل والتشويه والتزوير. جاء ذلك في كلمة العتبة المقدسة التي ألقاها عضو مجلس إدارتها الدكتور أفضل الشامي على هامش فعاليات المؤتمر الدولي السنوي (ذاكرة الألم في العراق)، الذي ينظمه المركزُ العراقي لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة، بالتعاون مع كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب بجامعة بغداد، ومؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، وجامعة بغداد. ويقام المؤتمر تحت شعار (من أجل مستقبل خالٍ من الألم)، وبعنوان (ذاكرة الألم في العراق قرن من الجرائم والإبادات الجماعية والمجازر والانتهاكات)؛ بهدف إحياء الهُويّة الوطنية وتعزيز الوعي الجماعي والروح الوجدانية، بما يعزّز التلاحم الاجتماعيّ، ويساعد في حماية المجتمع من مآسٍ جديدة. وجاء في نصّ الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله تعالى على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين أصحاب السماحة والفضيلة الأساتذة الكرام، الأستاذات الكريمات مع حفظ الألقاب والمناصب، الضيوف الكرام جميعًا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... بدءًا أنقل إلى حضراتكم تحيات وسلام سماحة السيد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي، وإدارة العتبة العباسية المقدسة ومنتسبيها، متمنين لكم التوفيق في مؤتمركم هذا ومرحبين بكم في مدينة كربلاء المقدسة. وهنا حيث المراقد الطاهرة لسيدي ومولاي سيد الشهداء الإمام الحسين وسيدي ومولاي قمر بني هاشم أبي الفضل العباس (عليهما السلام). مقدّمين شكرنا وتقديرنا لكل من ساهم في تنظيم المؤتمر وإثرائه وبما يسهم في حفظ حقوق شعبنا المظلوم بأطيافه كافّة، وذلك عَبرَ توثيق آلامه وما جرى عليه. مجتهدين في تحصين الأجيال الحالية والقادمة من حملات الخداع والتضليل والتشويه والتزوير وخصوصًا لمن لم يكتوي بنار تلك الأيام السوداء الكالحة، إذ يحلو للبعض من الجهلة أو المضللين أن يسمّوها (بالزمن الجميل). لقد أمعن النظام في زمنه الجميل في ارتكاب جرائم شملت البشر والشجر والحجر والطير في البحر، وتفنّن في ارتكاب جرائم وحشية ونوعيّة، منها على سبيل المثال لا الحصر: (المقابر الجماعية، واستخدام الأسلحة الكيمياوية، والتهجير القسري، وتجريف البساتين، وتجفيف الأهوار، وفتح النفط الخام على مياه الخليج)، فضلًا عن الاعتقالات والإعدامات ومصادرة الأموال والانتهاكات المخالفة لكل الأعراف والقوانين السماوية والوضعية ولكل من عارض سياسته الهوجاء. كما واجتهد في مصادرة إرادة الشعب والاعتداء على مقدراته من دون سائل أو رقيب وكأنّ البلد ملك من أملاكه الشخصية يفعل فيه ما يشاء، يحاكي فرعون في علوّه واستكباره (وقال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد). وقد وصف الحق سبحانه أفعاله ومن يماثله من الطغاة في قوله: (وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد). فدفع بالبلد بحروب عديدة، منها ثمان عجاف، رُمّلت فيها النساء، وأيتمت الأطفال، ودمرت مقدرات البلدين العراق وإيران. ثم عاد بعد عامين لمغامرة جديدة باحتلال الكويت، أدّت إلى تدمير العراق، وإهانة جيشه وتدميره، وتدمير مقدراته عَبرَ ما جرى، ومن خلال الحصار الظالم المفروض على شعبه لسنين طوال. فيما كان يجد ويجتهد لبناء المزيد من القصور الرئاسية المنتشرة في مدن العراق المختلفة، حتى انتهى بالهروب من المعركة، واللجوء الى جحر بائس، وتسليم البلد إلى المحتل الأجنبي في عام 2003م. وما زال العراق وشعبه يدفعون ثمن مغامراته وغروره، حتى أنّ البلد إلى الآن لا يملك حرية التصرف التام بأموال عائدات نفطه كما يريد وللأسف الشديد. أخوتي الكرام وإن نسينا فلن ننسى الآلام التي سبّبتها جرائمه بحق عتباتنا المقدسة في عام 1991م، إبّان الانتفاضة الشعبانية المباركة. اعتداءٌ سافرٌ وحاقدٌ ومجردٌ من كل القيم والمبادئ والاحترام للمقدسات، إذ استهدفت العتبات المقدسة بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وقد سقطت بعض قذائفها في هذه المنطقة، بل أن بعض القذائف أصابت القبة المقدسة لأبي الفضل (عليه السلام)، ومن ثم تم اقتحام العتبات المقدسة من أوباشه ومرتزقته الذين جنّدهم ليعيثوا فيها الخراب، وقد قتل العديد من النساء والأطفال والرجال الذين التجأوا ليحتموا في العتبات المقدسة من إجرامهم وحقدهم. وقد تعرضت جدرانها وأبوابها بل حتى الشبابيك الطاهرة، إلى اعتداءات مريعة في جريمة بشعة لم يشهد القرن الماضي لها مثيلًا بحق العتبات المقدّسة.
أيها السادة الأكارم لم يكتف المجرمون الصداميون بما ارتكبوا في أيام حكمهم، إذ تحكي بعض الوثائق، أنّه قد قام بالتواصل مع المنظمات الإرهابية العالمية والتنسيق معها في عقد التسعينات، ونشر الفكر السلفي المتطرف، وتشكيل مجاميع انضم إليها أزلامه بعد سقوط نظامه المجرم؛ لارتكاب جرائم جديدة، شملت قطع الطرق وذبح الناس على الهُويّة، والتفجيرات في المناطق المدنية والمساجد والحسينيات والوزارات والأسواق والمواكب الحسينية، فضلًا عن تدمير ما تبقى من البنى التحتية. وانتشروا، يريدون الفوضى والخراب ساعين إليها بكل مكرهم وخبثهم حتى ارتكبوا جريمة تفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء المقدسة. وكادت هذه الجريمة لولا لطف الله تعالى ووجود عباده من مراجعنا العظام، أن تسوق العراق إلى حرب طائفية لا يعلم مداها إلّا الله تعالى. ثم كان ما كان من داعش وأخواتها وسبايكر وجرائمها بحق أبناء شعبنا، والتي رُدعت بفتوى سيد النجف (دام ظله)، ودماء الشهداء ووقفة الشرفاء من أبناء شعبنا ومن الأشقاء. وفي الختام ونحن نستذكر آلام شعبنا فإنّنا نعيش مرارة الألم وعظم المصاب لما يجري في فلسطين المحتلة التي تُمارس بحقهم حرب إبادة شاملة وقاسية في عالم صامت متفرج وخانع، إلّا من بعض المواقف الشريفة التي كلّفتنا دماءً عزيزة وغالية. سائلًا الباري (عزّ وجل) أن يعجّل فرج وليه وابن أوليائه، وأن ينتقم لدماء الأبرياء المظلومين، وأن يرحم شهداءنا برحمته. متمنيًا لكم النجاح والتوفيق في مساعيكم الطيبة لنصرة المظلومين. والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته