1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تاريخ الفيزياء

علماء الفيزياء

الفيزياء الكلاسيكية

الميكانيك

الديناميكا الحرارية

الكهربائية والمغناطيسية

الكهربائية

المغناطيسية

الكهرومغناطيسية

علم البصريات

تاريخ علم البصريات

الضوء

مواضيع عامة في علم البصريات

الصوت

الفيزياء الحديثة

النظرية النسبية

النظرية النسبية الخاصة

النظرية النسبية العامة

مواضيع عامة في النظرية النسبية

ميكانيكا الكم

الفيزياء الذرية

الفيزياء الجزيئية

الفيزياء النووية

مواضيع عامة في الفيزياء النووية

النشاط الاشعاعي

فيزياء الحالة الصلبة

الموصلات

أشباه الموصلات

العوازل

مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة

فيزياء الجوامد

الليزر

أنواع الليزر

بعض تطبيقات الليزر

مواضيع عامة في الليزر

علم الفلك

تاريخ وعلماء علم الفلك

الثقوب السوداء

المجموعة الشمسية

الشمس

كوكب عطارد

كوكب الزهرة

كوكب الأرض

كوكب المريخ

كوكب المشتري

كوكب زحل

كوكب أورانوس

كوكب نبتون

كوكب بلوتو

القمر

كواكب ومواضيع اخرى

مواضيع عامة في علم الفلك

النجوم

البلازما

الألكترونيات

خواص المادة

الطاقة البديلة

الطاقة الشمسية

مواضيع عامة في الطاقة البديلة

المد والجزر

فيزياء الجسيمات

الفيزياء والعلوم الأخرى

الفيزياء الكيميائية

الفيزياء الرياضية

الفيزياء الحيوية

الفيزياء العامة

مواضيع عامة في الفيزياء

تجارب فيزيائية

مصطلحات وتعاريف فيزيائية

وحدات القياس الفيزيائية

طرائف الفيزياء

مواضيع اخرى

علم الفيزياء : الفيزياء العامة :

ثورة هايزنبرج: من يقين العلم إلى مسؤولية العلماء

المؤلف:  فرينر هايزنبرج

المصدر:  كتاب الفيزياء والفلسفة ـ ثورة في العلم الحديث

الجزء والصفحة:  ص 15

2025-04-13

150

 

بدأ العقل العلمي في مطلع القرن العشرين يعيد النظر في النظريات و المناهج العلمية التي سعي بعض العلماء والفلاسفة إلى تبريرها والبقاء عليها بحجة أنها نظريات ومناهج صادقة وموضوعية، وأن نتائجها تصل إلى حد اليقين المطلق. تخلي هذا العقل تدريجيا عن قدر كبير من تلك التصورات والنظريات و المناهج، فأصبح أكثر مرونة من ذي قبل، وتفجرت إشكاليات معرفية ومنهجية جديدة عبرت عن مرحلة جديدة في مسيرة العلم التقديمية إن رفض الطبيعة المحافظة للعقل العلمي التى اتسم بها في مرحلة العلم الكلاسيكية، تلك الطبيعة التي تنحو نحو الثبات والسكون والبقاء على الوضع القائم في العلم، هو الذي أدي إلى الثورات والإنجازات العلمية في مجالات العلم المختلفة، ولعل عالم الفيزياء الألماني فيرنر هايزنبرج الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1932، أحد أبرز تلك العقول العلمية التي ساهمت في التحولات والثورات العلمية التي شهدها القرن العشرون بنصيب كبير ، ليس هذا فحسب بل ساهم أيضا في تشكيل رؤية العديد من فلاسفة العلم المعاصرين الإبستمولوجية والميثودولوجية، حيث تكشف كتاباته وأبحاثة العلمية عن أواصر القربي بين العلم والفلسفة، وأن التقدم العلمي لا يأتي في نظره، إلا من خلال الحوار بين الواقع والفكر ، بين العلماء والفلاسفة. لذا كان الإسهام المعرفي (الإبستمولوجي) الذي قدمه هايزنبرج في كتابه، الذي نقدم ترجمته العربية عبر المشروع القومي للترجمة والذي يضطلع بعينه المركز القومي للترجمة الذي قدم، وما زال للقارئ العربي ترجمات أثرت المكتبة العربية، هو المضامين الفلسفية، المعرفية والمنهجية القابعة خلف النظريات الفيزيائية، أو إذا شتنا الدقة، قلنا إن هايزنبرج قدم فلسفة للعلم الفيزيائي ترشد الإنسان الباحث إلى طريقة جديدة في التفكير يعيد من خلالها علاقته بذاته من جهة وبالعالم المحيط به من جهة أخري. ومن ثم كان فهم هذا الكتاب على النحو الذي أراده هايزنبرج، يتطلب شقين رئيسيين: الأول، أن يكون القارئ ملما بالتطورات التي حدثت في العلم الحديث، حيث كانت الفيزياء تمثل النموذج القياسي الإرشادي لهذا العلم، والثاني، أن يكون ملما بالفلسفات قديمها وحديثها، التي صاغت نظريات معرفية ومنهجية باعتبارها تعبيرا عن تطورات العلم وتقدمه المتسارع.

أراد هايزنبرج أن يرسل عدة رسائل إلى قرائه من خلال فلسفته في العلم، أولى تلك الرسائل أن المعرفة العلمية الصحيحة لا تستمد من المعطيات التجريبية المباشرة، بل من التأمل الفكري أو من الفروض العقلية، أكد هايزنبرج مكانة العقل وموقعه داخل منظومة العلم ذاته، فضلا عن أن الفرض العلمي لا يمكن أن يستمد من التجربة، كما كان شائعا في فلسفة العلم التقليدية، وإنما هو من ابتكار العقل عندما الحر، وهذا ما يجعله عرضة للتغيرات والتبدلات الدائمة والمستمرة في ظل تقدم ونمو المعرفة العلمية. أما الرسالة الثانية التي أراد هايزنبرج تأكيدها أن العلم وسيلة للتفاهم بين الشعوب وجعلها تتواصل فيما بينها، ذلك أن العلم يتخذ طابعا عالميا، كونه قادرا على حل المشكلات التي تواجه الإنسان على اختلاف لغتــه وجنسه ومعتقده الديني، ويذكر هايزنبرج أنه تعلم درسا مستفادا من نيلز بور كان يناقش هذا الأخير في التركيب الذري، فقد أكد بور أن فهم التركيب الذري لا يرتبط كون هذا العالم ألمانيا أو دائمركيا أو إنجليزيا أو حتى عربيا، فضلا عن أن صحة نظرية علمية ما أو خطأها لا يرتبط بأصل العالم الإنسان أو نوعه أو جنسه أو ديانته وعلى الرغم من أن رسالة العلم هي خدمة البشرية أو خدمة الصالح العام؛ فإن القوي السياسية تتدخل في أحيان كثيرة لإقصاء العلم عن تحقيق هذه الرسالة لمصالح قوي سياسية واقتصادية معينة، فينشأ الصراع بين العلم، الذي يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في حياة الشعوب، من خلال تطبيقاته، وبـــين القوي السياسية التي تسعي إلى تحقيق مصالح سياسية واقتصادية عن طريق التأثير في الجماهير الغفيرة من الشعب عبر وسائل الإعلام أو بفرض نظرية علميــة مــا تخدم مصالحهم السياسية، وبخاصة في مجال الفيزياء، وليس أدل على ذلك من المضامين السياسية للفيزياء الذرية، فصناعة الأسلحة الذرية قد غيرت من النظرية السياسية في العالم ككل، بل تغيرت مفاهيم سياسية عديدة منها مفهوم الشعب أو الدولة، فالدولة التي لا تملك على سبيل المثال، أسلحة ذرية أو تقنية هذه الأسلحة، يجب أن تعتمد بشكل كبير على عدد الدول القليل الذي يملك تقنية صناعة هذه الأسلحة. كما ينبهنا هايزنبرج إلى خطورة استخدام الأسلحة الذريـــة فـــي الحروب، لأن استخدامها يعد نوعا من الانتحار، وقد تلجأ إلى استخدامها دول مــا باعتبارها نوعا من التهديد لدول أخري حتى ترضخ لأجندتها السياسية وإيديولوجيتها المغرضة. هنا نأتي إلى الرسالة الثالثة التي وجهها هايزنبرج إلى العالم قاطبة أعني المسؤولية الأخلاقية لعلماء الفيزياء، حيث لا يمكن أن نغفل دورهم الفعال والمؤثر في إدارة بلدانهم عندما يواجهون مسؤولية اتخاذ قرارات لها وزنها وانعكاساتها على المجتمع ككل، وليس على مجتمع العلماء فحسب، ومن ثم يصبح العلماء مسؤولين عن أي قرارات خاطئة من شأنها أن تؤثر بالسلب على مجتمعاتهم. لقد لخص هايزنبرج المسؤوليات الواقعة على عائق العلماء في:

1 - صرورة إعلام الحكومات بخطورة استخدام الأسلحة الذرية في الحروب.

2- ضرورة تشجيع التعاون الدولي والعمل المشترك بين العلماء والدول في مجالات البحث المشتركة في الفيزياء النووية، الأمر الذي من شأنه أن يكون هناك بحثا مشتركا في مشاكل العلم.

ضرروة تدعيم العلماء لفكرة السلام العالمي.

ومن ثم دعا هايزنبرج إلى ضوروة نشر ثقافة التسامح بحيث تسود بين الشعوب والدول، والعلم أجدر من يقوم بهذه المهمة. ويتذكر هايزنبرج هذا التاريخ الأسود لعدم التسامح مع الأفكار والمفاهيم والتصورات التي كانت، أنذاك، تبدو متناقضة مع الإيديولوجيا السائدة، أعني ما حدث لجيردانو برونو وجاليليو. أما في العصر الحديث فإن عدم التسامح هذا يتخذ شكلا أخر، يكمن في التطبيقات التقنية للعلم، أو الآثار التطبيقية للعلم، التي من شأنها أن تؤثر على مصير الملايين من البشر، أعني مصادر الطاقة التي سيطرت عليها الفيزياء.

نخلص إلى نتيجة طالما رددها هايزنبرج مرارا وتكرارا، وهي أن مهمة العلم، وبخاصة الفيزياء، هي تنبيه الشعوب إلى المخاطر التي تواجه البشرية في الحاضر والتي ربما تواجهه مستقبلا، وضرورة تكاتف جهود البشرية قاطبة لمواجهة أي خطر من الممكن أن يهدد البشرية أو الصالح العام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي