الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَكبَرِهَا ، وَكُلُّ أَسْمائِكَ كَبِيرةٌ ، اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بأَسْمائِكَ كلِّها
المؤلف:
السيد روح الله الموسوي
المصدر:
شرح دعاء السحر
الجزء والصفحة:
ص69-92
2025-03-07
112
اعلم يا حبيبي ، وفّقك اللَّه لمعرفة أسمائه وصفاته وجعلك من المتدبّرين في أسرار آياته ، أنّ الأسماء الحسنى الإلهية والصفات العليا الربوبية حجب نورية ([1])، للذات الأحدية ، المستهلك فيها جميع التعيّنات الأسمائية ، المستجنّ في حضرتها كلّ التجلّيات الصفاتية . فإنّ غيب الهويّة والذات الأحدية لا يظهر لأحد إلّا في حجاب التعيّن الاسمي ؛ ولا يتجلّى في عالم إلّافي نقاب التجلّي الصفتي ، ولا اسم له ولا رسم بحسب هذه المرتبة ، وإذ لا تعيّن له ولا حدّ لحقيقته المقدّسة - والاسم والرسم حدّ وتعيّن - فلا اسم ولا رسم له ، لا بحسب المفهوم والمهية ولا بحسب الحقيقة والهويّة ، لا علماً ولا عيناً ، وليس ورائه شيء حتّى يكون اسمه ورسمه ؛ سبحان من تنزّه عن التحديد الاسمي وتقدّس عن التعيّن الرسمي . والعالم خيال في خيال ، وذاته المقدّسة حقيقة قائمة بنفسها ؛ ولا تنكشف الحقيقة بالخيال ، كما هو قول الأحرار من الرجال ، فالمفاهيم الأسمائية كلّها والحقائق العينية بمراتبها تكشفان عن مقام ظهوره وتجلّيه أو إطلاقه وانبساطه ، فالوجود المنبسط ومفهومه العامّ لا يكشفان إلّا عن مقام إطلاقه .
قال الشيخ صدر الدين القونوي في « مفتاح الغيب والشهود » : « فللوجود اعتباران ، أحدهما نفس كونه وجوداً فحسب ، وهو الحقّ ، وأ نّه من هذا الوجه - كما سبقت الإشارة إليه - لا كثرة فيه ولا تركيب ولا صفة ولا نعت ، ولا اسم ولا رسم ولا نسبة ولا حكم ، بل وجود بحت . وقولنا « وجود » للتفهيم ، لا أنّ ذلك اسم حقيقي له ؛ بل اسمه عين صفته وصفته عين ذاته » ([2]) انتهى ما أردنا .
وقال العارف الجليل آقا محمّد رضا القمشهاي قدس سره ([3]) في حاشية منسوبة إليه على مقدّمات « شرح الفصوص للقيصري » ، في جواب سؤال أورده على نفسه ، وهو أنّه إذا انقسم الاسم إلى أسماء الذات وأسماء الصفات ، فلم لا يكون له تعالى في المرتبة الأحدية الذاتية اسم ولا رسم ، والذات في هذه المرتبة حاصلة وإن [ لم ] تتّصف بالصفات ؟ بهذه العبارة : « إنّ اسم الشيء ما يميّزه ويكشفه ، فيجب أن يطابقه ليكشفه ، والذات الإلهية لا تظهر ولا تكشف بمفهوم من المفاهيم ليكون اسماً له تعالي ، فارجع إلى وجدانك هل تجد مفهوماً من المفاهيم يكون ذلك المفهوم عينَ مفهوم آخر فضلًا عن المفاهيم الغير المتناهية التي بإزاء كمالاته تعالى ؟ كيف ، والمفهوم محدود وذاته تعالى غير محدود ، فلا اسم للذات الأحدية أصلًا ، تقدّست ذاته عن أن يحدّه حادّ ويحيط به شيء من الأشياء الغيبية كالمفاهيم أو العينية كالوجودات . فالوجود المنبسط العامّ ومفهومه العامّ الاعتباري يكشفان عن إطلاقه لا عن ذاته الأقدس الأرفع الأعلى . أما سمعت كلام الأحرار : إنّ العالم كلّه خيال في خيال ؟ وذاته تعالى حقيقة قائمة بنفس ذاتها وينحصر الوجود فيها » ([4]) انتهى .
وهذا ، وإن كان في بعض فقراته نظر واضح بل خارج من طور الكلام والمقصود ، وتنزّل عن مرتبة إلى مرتبة أخرى من الوجود إلّا أنّ في أخيرته شهادة لما ادّعيت ، بل هو برهان ساطع عليه .
هذا ، فإن عثرت ([5]) على إطلاق الاسم في بعض الأحيان على هذه المرتبة التي هي في عماء وغيب ، كما هو أحد الاحتمالات في الاسم المستأثر في علم غيبه ، كما ورد في الأخبار ([6]) وأشار إليه في الآثار ، الذي يختصّ بعلمه اللَّه ؛ وهو الحرف الثالث والسبعون من حروف الاسم الأعظم المختصّ علمه به تعالى - كما سيأتي روايته ([7]) إن شاء اللَّه - فهو من باب أنّ الذات علامة للذات بالذات ؛ فإنّه عالم بذاته لذاته .
فإذا علمت ما تلونا عليك حقّ التلاوة وقرأناه حقّ القراءة ، فاعلم أنّ الاسم عبارة عن الذات مع صفة معيّنة من صفاته ، وتجلّ من تجلّياته ؛ فإنّ الرحمان ذات متجلّية بالرحمة المنبسطة ؛ والرحيم ذات متجلّية بالتجلّي بالرحمة التي هي بسط الكمال ؛ والمنتقم ذات متعيّنة بالانتقام . وهذا أوّل تكثّر وقع في دار الوجود ، وهذا التكثّر في الحقيقة تكثّر علمي ، وشهود ذاته في مرآة الصفات والأسماء ، والكشف التفصيلي في عين العلم الإجمالي .
وبهذا التجلّي الأسمائي والصفاتي انفتح أبواب الوجود وارتبط الغيب بالشهود ، وانبسطت الرحمة على العباد والنعمة في البلاد . ولولا التجلّي الأسمائي كان العالم في ظلمة العدم ، وكدورة الخفاء ووحشة الاختفاء ، لعدم إمكان التجلّي الذاتي لأحد من العالمين ، ولا لقلب سالك من السالكين إلّافي حجاب اسم من الأسماء وصفة من الصفات .
وبهذا التجلّي شهد الكمّل الأسماء والصفات ولوازمهما ولوازم لوازمهما إلى أخيرة مراتب الوجود ؛ ورأوا عين الثابت من كلّ حقيقة وهوية .
وكان التجلّي ببعض الأسماء مقدّماً على بعض ، فكلّ اسم محيط ، وقع التجلّي ابتداءً له وفي حجابه للاسم المحاط ، فاسم « اللَّه » و « الرحمن » لإحاطتهما يكون التجلّي لسائر الأسماء بتوسّطهما ؛ وهذا من أسرار سبق الرحمة على الغضب ، ويكون التجلّي باسم « اللَّه » للأسماء الاخر أوّلًا ، وبتوسّطها للأعيان الثابتة من كلّ حقيقة ثانياً – إلّا العين الثابت للإنسان الكامل ، فإنّ التجلّي وقع له ابتداءً بلا توسّط شيء - وعلى الأعيان الخارجية ثالثاً .
وفي التجلّي العيني أيضاً كان التجلّي على الإنسان الكامل باسم اللَّه بلا واسطة صفة من الصفات أو اسم من الأسماء ، وعلى سائر الموجودات بتوسّط الأسماء . وهذا من أسرار أمر اللَّه بسجود الملائكة على آدم عليه السلام ، وإن جهل بحقيقة هذا ، الشيطانُ اللعين ، لقصوره .
ولولا تجلّي اللَّه باسمه المحيط على آدم عليه السلام لما يتمكّن من تعلّم الأسماء كلّها . ولو كان الشيطان مربوب اسم اللَّه لما وقع الخطاب على سجدته ؛ ولما قصر عن روحانية آدم عليه السلام . وكون آدم مظهر اسم اللَّه الأعظم اقتضى خلافته عن اللَّه في العالمين .
نور : في أنّ سلسلة الوجود أسماء إلهية
ولعلّك بعد التدبّر في روح الاسم والتفكّر في حقيقته ، ومطالعة دفتر سلسلة الوجود وقراءة أسطره ، ينكشف لك - بإذن اللَّه وحسن توفيقه - أنّ سلسلة الوجود ومراتبها ودائرة الشهود ومدارجها ودرجاتها كلّها أسماء إلهية ؛ فإنّ الاسم هو العلامة ، وكلّ ما دخل في الوجود من حضرة الغيب ، علامة بارئه ومظهر من مظاهر ربّه .
فالحقائق الكلّية من امّهات الأسماء الإلهية ، والأصناف والأفراد من الأسماء المحاطة ، ولا إحصاء لأسمائه تعالى .
وكلّ من الأسماء العينية مربوب اسم من الأسماء في مقام الإِلهية والواحدية ومظهر من مظاهره . كما في رواية « الكافي » بإسناده عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه تعالى : وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ([8]) ، قال : « نحن - وَاللَّهِ - الأَسماءُ الحُسنى » ([9]) . وفي رواية أخرى تأتي بطولها : « إنّ اللَّه خلق أسماء بالحروف غير متصوّت . . . » ([10]) إلى آخره . والأخبار في أنّ للَّه أسماء عينية كثيرة .
قال العارف الكامل كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني في « تأويلاته » : « اسم الشيء ما يعرف به . فأسماء اللَّه تعالى هي الصور النوعية التي تدلّ بخصائصها وهوياتها على صفات اللَّه وذاته ، وبوجودها على وجهه ، وبتعيّنها على وحدته ؛ إذ هي ظواهره التي بها يعرف » انتهى كلامه ([11]) .
هداية : في تحقيق الاسم الأعظم
واعلم - هداك اللَّه إلى الاسم الأعظم وعلّمك ما لم تكن تعلم - أنّ للَّه تبارك وتعالى اسماً أعظم إذا دعي به على مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت ، وإذا دعي به على مضايق أبواب الأرض للفرج انفرجت ([12])، وله حقيقة بحسب المقام الألوهية ، وحقيقة بحسب المقام المألوهية ، وحقيقة بحسب اللفظ والعبارة .
لأبيان الاسم الأعظم بحسب الحقيقة الغيبية :
وأمّا الاسم الأعظم بحسب الحقيقة الغيبية التي لا يعلمها إلّا هو ولا استثناء فيه ، فبالاعتبار الذي سبق ذكره ([13]) ، وهو الحرف الثالث والسبعون المستأثر لنفسه في علم غيبه ، كما في رواية « الكافي » في باب « ما أعطوا ؛ أي الأئمّة عليهم السلام من اسم اللَّه الأعظم » بإسناده عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : « إنّ اسم اللَّه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً ، وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به وخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس ، حتّى تناول السرير بيده ؛ ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً ؛ وحرف عند اللَّه تعالى استأثر به في علم الغيب عنده . ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم » ([14]) . ومثلها رواية أخرى ([15]) .
وفيه أيضاً عن أبي عبداللَّه - عليه السلام - يقول : « إنّ عيسى بن مريم أعطي حرفين كان يعمل بهما ؛ وأعطي موسى أربعة أحرف ؛ وأعطي إبراهيم ثمانية أحرف ؛ وأعطي نوح خمسة عشر حرفاً ؛ وأعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ؛ وإنّ اللَّه تعالى جمع ذلك كلّه لمحمّد صلّى اللَّه عليه وآله . وإنّ اسم اللَّه الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً أعطي محمّد صلّى اللَّه عليه وآله اثنين وسبعين حرفاً وحُجب عنه حرف واحد » ([16]) انتهى .
بيان الاسم الأعظم بحسب مقام الألوهية :
وأمّا الاسم الأعظم بحسب مقام الألوهية والواحدية هو الاسم الجامع لجميع الأسماء الإلهية ، جامعية مبدئ الأشياء وأصلها لها ، والنواة للأشجار من الفروع والأغصان والأوراق ، أو اشتمال الجملة لأجزائها كالعسكر للأفواج والأفراد .
وهذا الاسم بالاعتبار الأوّل بل بالاعتبار الثاني أيضاً حاكم على جميع الأسماء ، وجميعها مظهره ، ومقدّم بالذات على مراتب الإلهية . ولا يتجلّى هذا الاسم بحسب الحقيقة تامّاً إلّا لنفسه ، ولمن ارتضى من عباده وهو مظهره التامّ ؛ أي صورة الحقيقة الإنسانية التي هي صورة جميع العوالم ؛ وهي مربوب هذا الاسم . وليس في النوع الإنساني أحد يتجلّى له هذا الاسم على ما هو عليه إلّا الحقيقة المحمّدية صلّى اللَّه عليه وآله وأوليائه الذين يتّحدون معه في الروحانية ؛ وذلك هو الغيب الذي استثنى منه من ارتضى من عباده ([17]) ؛ وفي رواية « الكافي » :
« واللَّه لمحمّدٌ صلّى اللَّه عليه وآله ممّن ارتضى من عباده » ([18]) .
بيان الاسم الأعظم بحسب الحقيقة العينية :
وأمّا الاسم الأعظم بحسب الحقيقة العينية فهو الإنسان الكامل خليفة اللَّه في العالمين ، وهو الحقيقة المحمّدية صلّى اللَّه عليه وآله ، التي بعينها الثابت متّحدة مع الاسم الأعظم في مقام الإلهية ، وسائر الأعيان الثابتة بل الأسماء الإلهية من تجلّيات هذه الحقيقة ؛ لأنّ الأعيان الثابتة تعيّنات الأسماء الإلهية ، والتعيّن عين المتعيّن في العين ، غيره في العقل ، فالأعيان الثابتة عين الأسماء الإلهية . فعين الثابت من الحقيقة المحمّدية عين الاسم اللَّه الأعظم ، وسائر الأسماء والصفات والأعيان من مظاهره وفروعه ، أو أجزائه باعتبار آخر .
فالحقيقة المحمّدية هي التي تجلّت في العوالم من العقل إلى الهيولى ؛ والعالم ظهورها وتجلّيها ؛ وكلّ ذرّة من مراتب الوجود تفصيل هذه الصورة ، وهذه هي الاسم الأعظم ، وبحقيقتها الخارجية عبارة عن ظهور المشيئة التي لا تعيّن فيها ، وبها حقيقة كلّ ذي حقيقة وتعيّنت ([19]) مع كلّ متعيّن ؛ « خلق اللَّه الأشياء بالمشيئة والمشيئة بنفسها » ([20]) . وهذه البنية المسمّاة بمحمّد بن عبداللَّه - صلّى اللَّه عليه وآله - النازل من عالم العلم الإِلهي إلى عالم الملك ؛ لخلاص المسجونين في سجن عالم الطبيعة ، مجمل تلك الحقيقة الكلّية ؛ وانطوى فيه جميع المراتب انطواء العقل التفصيلي في العقل البسيط الإجمالي .
وفي بعض خطب أمير المؤمنين ومولى الموحّدين سيّدنا ومولانا علي بن أبي طالب - صلوات اللَّه وسلامه عليه - : « أنا اللوح ، أنا القلم ، أنا العرش ، أنا الكرسي ، أنا السماوات السبع ، أنا نقطة باء بسم اللَّه » ([21]) . وهو - سلام اللَّه عليه - بحسب مقام الروحانية متّحد مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله كما قال صلّى اللَّه عليه وآله : « أنا وعلي من شجرة واحدة » ([22]) . وقال : « أنا وعلي من نور واحد » ([23]) إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالّة على اتّحاد نورهما عليهما السلام وعلى آلهما ([24]).
ويدلّ على أكثر ما ذكرنا الرواية المفصّلة في « الكافي » ، نذكرها مع طولها تيمّناً وتبرّكاً بأنفاسهم الشريفة :
باب حدوث الأسماء - علي بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن الحسين بن يزيد ، عن ابن أبي حمزة ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، قال : « إنّ اللَّه تعالى خلق اسماً بالحروف غير متصوِّت ، وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير مجسّد ، وبالتشبيه غير موصوف ، وباللون غير مصبوغ ، منفيّ عنه الأقطار ، مبعّد عنه الحدود ، محجوب عنه حسّ كلّ متوهّم ، مستتر غير مُسَتَّر ([25]) ، فجعله كلمة تامّة على أربعة أجزاء معاً ليس منها واحد قبل الآخر ، فأظهر منها ثلاثة أشياء لفاقة الخلق إليها وحجب واحداً منها ؛ وهو الاسم المكنون المخزون ؛ فهذه الأسماء ([26]) التي ظهرت ، فالظاهر هو اللَّه تعالى ؛ وسخّر سبحانه لكلّ اسم من هذه الأسماء أربعة أركان ، فذلك اثنا عشر ركناً ؛ ثمّ خلق لكلّ ركن منها ثلاثين اسماً فعلًا منسوباً إليها ؛ فهو الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدّوس ، الخالق ، البارئ ، المصوّر ، الحيّ ، القيّوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، العليم ، الخبير ، السميع ، البصير ، الحكيم ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، العليّ ، العظيم ، المقتدر ، القادر ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، البارئ ، المنشئ ، البديع ، الرفيع ، الجليل ، الكريم ، الرازق ، المحيي ، المميت ، الباعث ، الوارث . فهذه الأسماء وما كان من الأسماء الحسنى ، حتّى يتمّ ثلاث مائة وستّين اسماً ، فهي نسبة لهذه الأسماء الثلاثة ؛ وهذه الأسماء الثلاثة أركان ، وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة ؛ وذلك قوله تعالى : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى » ([27]) انتهى الخبر الشريف .
ولو تأمّلت في هذه الرواية الشريفة لانكشف لك أسرار العلم والمعرفة وانفتح عليك أبواب خفايا الأسماء الإلهية ، كيف ، وهي صادرة عن معدن الوحي والنبوّة ، نازلة عن سماء العلم ومحالّ المعرفة .
قال العارف الربّاني مولانا ملّا محسن الكاشاني - أنار اللَّه برهانه - في شرح الحديث الشريف : « وكأنّ الاسم الموصوف بالصفات المذكورة إشارة إلى أوّل ما خلق اللَّه الذي مرّ ذكره في باب العقل ، أعني النور المحمّدي والروح الأحمدي والعقل الكلّي ، وأجزائه الأربعة إشارة إلى جهته الإِلهية والعوالم الثلاثة التي يشتمل عليها ؛ أعني عالم العقول المجرّدة عن الموادّ والصور ، وعالم الخيال المجرّد عن الموادّ دون الصور ، وعالم الأجسام المقارنة للموادّ ؛ وبعبارة أخرى إلى الحسّ والخيال والعقل والسرّ ؛ وبثالثة إلى الشهادة والغيب وغيب الغيب وغيب الغيوب ؛ وبرابعة إلى الملك والملكوت والجبروت واللاهوت .
ومعيّة الأجزاء عبارة عن لزوم كلّ منها الآخر وتوقّفه عليه في تمامية الكلمة .
وجزؤه المكنون السرّ الإِلهي والغيب اللاهوتي إلى أن قال : « فالظاهر هو اللَّه » يعني أنّ الظاهر بهذه الأسماء الثلاثة هو اللَّه ؛ فإنّ المسمّى يظهر بالاسم ويعرف به . والأركان الأربعة الحياةُ والموت والرزق والعلم ، التي وُكِّل بها أربعة أملاك هي إسرافيل وعزرائيل وميكائيل وجبرائيل » ([28]) انتهى ما أردنا من كلامه ، زاد اللَّه في مقامه .
وهذا التحقيق الرشيق في كمال الصحّة والمتانة ببعض الأنظار والاعتبارات ؛ ولكن الأنسب بالاعتبار أن يكون الاسم الموصوف بهذه الصفات مقام إطلاق الحقيقة المحمّدية ؛ أي مقام المشيئة التي مبعّد عنها الحدود حتّى حدّ المهية .
« مستتر غير مُستَّر » أي : خفاؤه لشدّة ظهوره ؛ وكذا سائر الصفات مناسب لهذا المقام الذي لا حدّ له ولا رسم .
وقوله : « فجعله أربعة أجزاء » أيضاً لا يناسب إلّا هذا المقام ؛ فإنّ العقل لم يجعل أربعة أجزاء إلّا على وجوه بعيدة عن الصواب .
وأمّا مقام المشيئة فهو مقام الإِطلاق ، ومع العقل عقل ، ومع النفس نفس ، ومع المثال مثال ومع الطبع طبع .
والمراد ب « أربعة أجزاء » هو عالم العقل والنفس والمثال والطبع ، أي : عالم المقارن بالصورة والمادّة ، وعالم المجرّد عن المادّة دون الصورة ، وعالم المجرّد عن المادّة والصورة دون التعلّق بالمادّة ، وعالم المجرّد عنها دون المهيّة ([29]) .
وبما ذكرنا يعلم معنى قوله : « ليس منها واحد قبل الآخر » ؛ فإنّ العوالم الأربعة باعتبار وجهتها إلى المشيئة المطلقة وجنبة « يلي الربّي » في عرض واحد ، لم يكن أحدها قبل الآخر ؛ كما حقّقنا في أوائل هذه الأوراق ([30]) عند قوله : « اللهمّ إنّي أسألك من بهائك . . . » إلى آخره .
و « الثلاثة » التي أظهرها هي عالم النفس والخيال والطبع ؛ فإنّ في هذه الثلاثة غبار عالم الخلق ، فتكون فاقة الخلق بما هو خلق إليها . وأمّا العقل فلم يكن من الخلق في شيء ، بل هو من عالم الأمر الإلهي ؛ لتنزّهه عن كدورات عالم الهيولى وظلمات عالم المادّة . والخلق لم يتوجّه إليه ولم يكن محتاجاً إليه ، نحو عدم احتياج الماهية إلى الجاعل والممتنع إلى الواجب . فما كان الخلق مفتاقاً إليه هو العوالم الثلاثة ؛ فإذا بلغ إلى المقام الرابع لم يكن من عالم الخلق . وهذه النقطة العقلية هو الجزء الرابع المخزون عند اللَّه : وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ ([31]) ، والمحجوب عن مدارك الخلق ؛ لأنّ حكم الإِلهية هنالك غالب ، ولهذا كانت العقول سرادقات جماله وجلاله ، باقيات ببقاء اللَّه لا بإبقاء اللَّه .
وقوله : « والظاهر هو اللَّه » أي : بهذه الأسماء اللَّه ؛ فإن اللَّه هو الظاهر في ملابس الأسماء والصفات : هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ([32]) ؛ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ([33]) ؛ و هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ([34]) ؛ و « لو دُلّيتم إلى الأرضِ السُّفلى لَهَبَطتم على اللَّه » ([35]) ، فكيف بالأراضي العليا والسماوات العلى فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ([36]) ، أو المراد أنّ الظاهر هو الجهة الألوهية المحجوبة في الأسماء الثلاثة ، فبهذه الأسماء الثلاثة حجب الاسم الرابع - أيعالم العقل الذي هو الجهة الألوهية - وظهر .
فإن كان المراد ما ذكر كان فيه إشارة لطيفة إلى ما ذكره أهل المعرفة بأنّ اللَّه تعالى ظاهر في حجبٍ خلقيّة ، والخلق مع كونه ظهورَه حجابُه ؛ كالصور المرآتية التي هي ظهور المرآة وحجابها . وتحت هذا أسرار لا يؤذن إبرازها ([37]) .
و « الأركان الأربعة » إمّا الموت والحياة والرزق والعلم التي وكّل بها أربعة أملاك أو نفس أربعة أملاك ؛ وعند التحقيق يرجع إلى أمر واحد .
و « اثنا عشر ركناً » باعتبار المقامات التي كانت لهذه الأملاك في العوالم الثلاثة ؛ فإنّ الحقيقة العزرائيلية مثلًا لها مقام وشأن في عالم الطبع ، ولها مظاهر فيه ، ومقام وشأن في عالم المثال ، ولها مظاهر فيه ؛ وكذا في عالم النفوس الكلّية . والمقامات الثلاثة مسخّرة تحت المقام الرابع ، فالانتقالات والاستحالات من صورة إلى صورة في عالم الطبيعة تكون بتوسّط [ مظاهر ] هذا الملك المقرّب الإِلهي ؛ فإنّ مباشرة هذه الأمور الدنيّة الخسيسة لا تكون بل لاتمكن بيد عزرائيل - عليه السلام - بلا توسّط جيوشه ، وفي الحقيقة كانت هذه الأمور بيده ، لاتّحاد الظاهر والمظهر . والانتقال من عالم الطبع ونشأة المادّة ونزع الأرواح منها إلى عالم المثال والبرزخ كان بتوسّط مظاهره في عالم المثال ، والملائكة الموكّلة لنزع الأرواح عن الأجساد والانتقال من عالم البرزخ والمثال إلى عالم النفوس ، ومنه إلى عالم العقل ، ويكون هذا النزع غاية النزوع التي كانت بتوسّط عزرائيل ، بلا واسطة في بعض العوالم كعالم النفوس ، ومع الواسطة في العوالم النازلة . ولو كان للموجود العقلي نزع فيكون بمعنى آخر غير الثلاثة ؛ وليس بعض مراتبه بتوسّط عزرائيل - عليه السلام - بل بتوسّط بعض الأسماء كاسم القاهر والمالك ، ربّ الحقيقة العزرائيلية ، ويكون نزع عزرائيل [ أيضاً ] بتوسّطهما . وكذلك حقيقة إسرافيل وجبرائيل وميكائيل - عليهم السلام - فإنّ لكلّ منهم بروزات ومقامات بحسب العوالم ، وكان في كلّ عالم ظهور سلطنتهم غير العالم الآخر وجوداً وحدّاً وشدّةً وضعفاً .
أما سمعت أنّ جبرائيل - عليه السلام - كان يظهر في هذا العالم بصورة دحية الكلبي ([38]) ؛ وظهر مرّتين بقالبه المثالي لرسول اللَّه - صلّى اللَّه عليه وآله - ورآه قد ملأ الشرق والغرب ([39]) . وعرج مع رسول اللَّه - صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم - في ليلة المعراج إلى العالم العقلي ومقامه الأصلي ، حتّى عرج الرسول الهاشمي عن مقام جبرائيل إلى مقامات أخرى إلى ما شاء اللَّه ، وقال معذرةً عن عدم المصاحبة : « لو دنوت أنملة لاحترقت » ([40]) .
وبالجملة كلّ فعل من الأفعال في كلّ عالم من العوالم ، كان من فعل اللَّه بتوسّط الملائكة ، بلا واسطة أو مع أعوانهم وجنودهم .
قال صدر الحكماء المتألّهين وشيخ العرفاء السالكين - رضي اللَّه تعالى عنه - في « الأسفار الأربعة » بهذه العبارة : « ولا شكّ لمن له قدم راسخ في العلم الإلهي والحكمة التي هي فوق العلوم الطبيعية ، أنّ الموجودات كلّها من فعل اللَّه بلا زمان ولا مكان ، ولكن بتسخير القوى والنفوس والطبايع ، وهو المحيي والمميت والرزّاق والهادي والمضلّ ؛ ولكنّ المباشر للإِحياء ملك اسمه إسرافيل ، وللإِماتة ملك اسمه عزرائيل ، يقبض الأرواح من الأبدان والأبدان من الأغذية ، والأغذية من التراب ، وللأرزاق ملك اسمه ميكائيل ، يعلم مقادير الأغذية ومكائيلها ؛ وللهداية ملك اسمه جبرائيل ، وللإضلال دون الملائكة جوهر شيطاني اسمه عزازيل ، ولكلٍّ من هذه الملائكة أعوان وجنود من القوى المسخّرة لأوامر اللَّه ؛ وكذا في سائر أفعال اللَّه سبحانه . ولو كان هو المباشر لكلّ فعل دنيّ لكان إيجاده للوسائط النازلة بأمره إلى خلقه عبثاً وهباءً ، تعالى اللَّه أن يخلق في ملكه عبثاً أو معطّلًا ، وذلك ظنّ الذين كفروا » ([41]) انتهى كلامه ، رفع مقامه .
والأسماء المخلوقة لكلّ ركن - وهي ثلاثون اسماً - بحسب امّهات الأسماء وكلّياتها ، وإلّا فبحسب جزئياتها غير محصورة ولا متناهية ؛ فكان من نقطة العقل التي هي النقطة الإِلهية ، نزولًا إلى الهيولى وصعوداً إلى نقطة العقل ، بمنزلة دائرة لها اثنا عشر برجاً أو شهراً ، ولكلّ برج أو شهر ثلاثون درجة أو يوماً ، حتّى بلغ ثلاث مائة وستّين درجة أو يوماً .
هذا تمام الكلام في الاسم الأعظم بحسب مقام الخلق العيني .
في بيان الاسم الأعظم بحسب اللفظ والعبارة:
وأمّا حقيقته بحسب اللفظ والعبارة فعلمه عند الأولياء المرضيّين والعلماء الراسخين ومختفية عن سائر الخلق . وما ذكر من حروف الاسم الأعظم أو كلماته في كتب القوم من العرفاء والمشايخ ، إمّا من الآثار النبوية ، أو من أثر الكشف والرياضة عند الخلوص عن دار الوحشة والظلمة ؛ كما نقل عن الشيخ مؤيّد الدين الجندي ([42]) - أحد شرّاح « الفصوص » - : « أنّ من أسماء هذا الاسم هو اللَّه المحيط والقدير والحيّ والقيّوم ، ومن حروفه ا ، د ، ذ ، ر ، ز ، و » ([43]) . قال : ذكره الشيخ الكبير ([44]) في سؤال الحكيم الترمذي ([45]) .
وقال الشيخ الكبير في « الفتوحات » : ([46]) الألف هو النفس الرحماني الذي هو الوجود المنبسط ؛ والدال حقيقة الجسم الكلّي ؛ والذال المتغذّي ؛ والراء هو الحسّاس المتحرّك ؛ والزاء الناطق ؛ والواو لحقيقة المرتبة الإِنسانية . وانحصرت حقائق عالم الملك والشهادة - المسمّى بعالم الكون والفساد - في هذه الحروف » ([47]) انتهى كلامه .
وقال الشيخ المحدّث الجليل الحاج الشيخ عبّاس القمّي ([48]) - سلّمه اللَّه تعالى - في كتاب « مفاتيح الجنان » بهذه العبارة : « در ذكر بعض آيات ودعاهاى نافعهء مختصره كه انتخاب كردم از كتب معتبره ؛ اوّل : سيّد اجل سيّد على خان شيرازي ([49]) - رضوان اللَّه عليه - در كتاب « كلم طيّب » نقل فرموده كه اسم أعظم خداى تعالى آن است كه افتتاح أو « اللَّه » واختتام أو « هو » است ؛ وحروفش نقطه ندارد ؛ ولا يتغيّر قراءته اعرب أم لم يعرب . واين در قرآن مجيد در پنج آيهء مباركه از پنج سوره است : بقره وآل عمران ونساء وطه وتغابن . شيخ مغربى در كتاب خود گفته : هر كه اين پنج آيهء مباركه را ورد خود قرار دهد وهر روز يازده مرتبه بخواند هر آينه آسان شود براي أو هر مهمى از كلى وجزئي بزودى إن شاء اللَّه تعالى . وآن پنج آية اين است : 1 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ تا آخر آية الكرسي ([50]) ؛ 2 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ ([51]) ؛ 3 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ([52]) ؛ 4 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ([53]) ؛ 5 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ([54]) » انتهى ([55]) .
تعقيب وتحصيل : تحقيق في التسمية ومراتبها
لعلّك في هدىً وصراط مستقيم من أسماء ربّك وآيات بارئك ؛ وأنّ سلسلة الوجود وعوالم الغيب والشهود من الملائكة المقرّبين وأصحاب اليمين ، والصافّات صفّاً ، والمدبّرات أمراً ، والزاجرات زجراً ، ومن كلّيات العوالم من الأنواع العاليات والسافلات وجزئياتها ، إلى أن انتهى الأمر إلى الغواسق الظلمانية والنشأة الهيولانية ، كلّها أسماء إلهية .
ولتعلم الآن بتوفيق الملك المنّان ، بشرط التدبّر في أسمائه والتفكّر في آياته ، والخلاص عن سجن الطبيعة وفتح مغالق أبواب الإنسانية أنّ لحقيقة « بسم اللَّه الرحمن الرحيم » مراتب من الوجود ومراحل من النزول والصعود ، بل لها حقائق متكثّرة بحسب العوالم والنشئات ؛ ولها تجلّيات في قلوب السالكين بمناسبة مقاماتهم وحالاتهم ؛ وأنّ التسمية المذكورة في أوّل كلّ سورة من السور القرآنية غيرها في سورة أخرى بحسب الحقيقة ؛ وأنّ بعضها عظيم وبعضها أعظم ، وبعضها محيط وبعضها محاط ؛ وحقيقتها في كلّ سورة تعرف من التدبّر في حقيقة السورة التي ذكرت التسمية فيها لافتتاحها ، فالتي ذكرت لافتتاح أصل الوجود ومراتبها غير التي ذكرت لافتتاح مرتبة من مراتبه ؛ وإنّما يعرف ذلك الراسخون في العلم من أهل بيت الوحي .
ولهذا روي عن أمير المؤمنين وسيّد الموحّدين صلوات اللَّه وسلامه عليه : « أنّ كلّ ما في القرآن في الفاتحة ، وكلّ ما في الفاتحة في بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، وكلّ ما فيه في الباء ، وكلّ ما في الباء في النقطة ، وأنا نقطة تحت الباء » ([56]) . وهذه الخصوصية لم تكن لسائر التسميات ؛ فإنّ فاتحة الكتاب مشتملة على جميع سلسلة الوجود وقوسي النزول والصعود ، من فواتيحه وخواتيمه ، من الْحَمْدُ لِلَّهِ إلى يَوْمِ الدِّينِ بطريق التفصيل ؛ وجميع حالات العبد ومقاماته منطوية في قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ إلى آخر السورة المباركة ؛ وتمام الدائرة الموجودة في الفاتحة بطريق التفصيل موجود في الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بطريق الجمع ، وفي الاسم بطريق جمع الجمع ، وفي الباء المختفي فيها ألف الذات بطريق أحدية جمع الجمع ، وفي النقطة التي تحت الباء السارية فيها بطريق أحدية سرّ جمع الجمع . وهذه الإحاطة والإطلاق لم تكن إلّا في فاتحة الكتاب الإلهي ، التي بها فتح الوجود وارتبط العابد بالمعبود .
فحقيقة هذه التسمية جمعاً وتفصيلًا عبارة عن الفيض المقدّس الإطلاقي والحقّ المخلوق به ، وهو أعظم الأسماء الإلهية وأكبرها ، والخليفة التي تربّي سلسلة الوجود من الغيب والشهود في قوسي النزول والصعود . وسائر التسميات من تعيّنات هذا الاسم الشريف ومراتبه ؛ بل كلّ تسمية ذُكرت لفتح فعل من الأفعال كالأكل والشرب والوقاع وغيرها يكون تعيّناً من تعيّنات هذا الاسم المطلق ، كلٌّ بحسب حدّه ومقامه . ولا يكون الاسم المذكور فيها ، هذا الاسم الأعظم ، وهو أجلّ من أن يتعلّق بهذه الأفعال الخسيسة بمقام إطلاقه وسريانه .
فالاسم في مقام الأكل والشرب مثلًا عبارة عن تعيّن الاسم الأعظم بتعيّن الآكل والشارب أو إرادتهما أو ميلهما ؛ فإنّ جميعها من تعيّناته ؛ والمعيّنات وإن كانت متّحدة مع المطلق لكن المطلق لم يكن مع التعيّن ([57]) بإطلاقه وسريانه .
نقد وتتميم : نقل كلام مع نقده
قال بعض المشايخ من أرباب السير والسلوك - رضوان اللَّه عليه - في كتاب « أسرار الصلاة » بهذه العبارة : « ولا بأس للإشارة بردّ بعض ما حدث بين أهل العلم من الإشكال في قراءة بسملة السور من دون تعيين السورة ، وقراءتها بقصد سورة أخرى غير السورة المقروّة ؛ بلحاظ أنّ البسملة في كلّ سورة آية منها غيرُ البسملة في السورة الأخرى ، لما ثبت أنّها نزلت في أوّل كلّ سورة إلّا سورة براءة ، فتعيّن قرآنية هذه الألفاظ إنّما هو بقصد حكاية ما قرأه جبرئيل - عليه السلام - على رسول اللَّه - صلّى اللَّه عليه وآله - وإلّا فلا حقيقة لها غير ذلك .
وعلى ذلك يلزم في قرآنية الآيات أن يقصد منها ما قرأه جبرئيل - عليه السلام - وما قرأ جبرئيل - عليه السلام - في « الفاتحة » حقيقةً بسملة « الفاتحة » ، وهكذا بسملة كلّ سورة لا تكون آية منها إلّا بقصد بسملة هذه السورة . فإذا لم يقصد التعيّن ، فلا تكون آية من هذه السورة بل ولا تكون قرآناً .
والجواب عن ذلك كلّه أنّ للقرآن كلّه حقائق في العوالم ، ولها تأثيرات مخصوصة ؛ وليست حقيقتها مجرّد مقروّيتها من جبرئيل - عليه السلام - بل المقروّية لجبرئيل لا ربط لها بالماهية . والبسملة أيضاً آية واحدة نزلت في أوّل كلّ سورة ؛ فلا تختلف بنزولها مع كلّ سورة حقيقتها . وليست بسملة « الحمد » مثلًا إلّا بسملة « الإخلاص » ، ولا يلزم أن يقصد في كلّ سورة خصوص بسملتها بمجرّد نزولها مرّات ؛ وإلّا يجب أن يقصد في « الفاتحة » أيضاً تعيّن ما نزل أوّلًا أو ثانياً ؛ لأنّها أيضاً نزلت مرّتين ، فلا ضير أن لا يقصد بالبسملة خصوصية السورة ؛ بل لا يضرّ قصد سورة ، وقراءة البسملة بهذا القصد ثمّ قراءة سورة أخرى ، وليس هذا الاختلاف إلّا كاختلاف القصد الخارج عن تعيّن الماهيات » ([58]) انتهى ما أردناه .
وهذا الكلام منه - قدّس اللَّه نفسه الزكيّة - غريب ؛ فإنّ كلام القائل المذكور - أنّ تكرّر النزول موجب لاختلاف حقيقة التسمية ، أو يلزم قصد ما قرأ جبرئيل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله - . وإن كان غير صحيح ولكن بالنظر إلى ما مرّ ذكره ، والتدبّر فيما علا أمره وانكشف سرّه يتّضح لك حقيقة الأمر بقدر الاستعداد ، وينكشف لك أنّ حقيقة البسملة مختلفة في أوائل السور ، بل التسمية تختلف باختلاف الأشخاص ، وفي شخص واحد باختلاف الواردات والحالات والمقامات ، وتختلف باختلاف المتعلّقات . والحمد للَّه أوّلًا وآخراً وظاهراً وباطناً .
وقد خرج الكلام عن طور الاختصار وتعدّى الكلام عن تحت الاختيار ؛ ولكن عشق الأسماء الإلهية والنعوت الربّانية جرّني إلى هذا المقام من الكلام .
رجع : تحقيق في الأسماء الإلهية
وبينما عزمت على ختم الكلام وطيّ الدفتر عن بسط المقام والمعذرة عن الإخوان العظام ، فانفسخ العزم العازم - وعرفت اللَّه بفسخ العزائم ([59]) - واتّفق الحضور في محضر أحد العلماء الكرام - دام ظلّه واستدام - فأورد أحد الحضّار إيراداً وأجاب كلّ حزب بمذهبه وكلّ أحد سلك بمسلكه ، فإنّ كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ * ([60]) ، فأجبته بأوّل الجوابين الآتيين .
وأصل الشبهة : أنّ الأسماء الإلهية والصفات الربوبية غير محصورة ولا متناهية ؛ وما لم يكن الشيء متناهياً لم يكن له حدّ من الكلّ أو البعض ؛ فما معنى قوله : « وكلّ أسمائك كبيرة » وقوله : « أسألك بأسمائك كلّها » ؟
وقد أجبت عنه بأنّ السائل يسأل بالأسماء المتجلّية له بحسب حالاته ومقاماته ووارداته ؛ وما يتجلّى من الأسماء في كلّ مقام محصور بحسب التجلّي في قلب السالك .
والآن أقول : إنّ الأسماء الإِلهية وإن لم تكن بحسب المناكحات والموالدات محصورة ، ولكنّها بحسب الامّهات محصورة ، يجمعها باعتبار : الأوّلُ والآخر والظاهر والباطن : هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ([61]) ، وباعتبار : اللَّه والرحمن : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ . . . الآية ([62])، وباعتبار : اللَّه والرحمن والرحيم ؛ كما أنّ مظاهر الأسماء [ الإلهية ] بالاعتبار الأوّل غير محصورة : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها ([63]) ، قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي ([64]) ؛ وبالاعتبار الثاني محصورة بالعوالم الثلاثة أو الخمسة . وقيل : « ظهر الوجود ببسم اللَّه الرحمن الرحيم » ([65]) .
وكذلك الاعتباران في الصفات ، فإنّها بالاعتبار الأوّل غير محصورة وبالاعتبار الثاني محصورة في الأئمّة السبعة أو صفات الجلال والجمال :
تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ([66]) .
[1] قولنا : « حجب نورية . . . » إلى آخره . هذا أيضاً بحسب بعض مقامات السالكين وإلّا فهو شرك بحسب مراتب الآخرين ؛ فإنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين . فحقيقة الإيمان الخالص عن الشرك هو الاعتقاد بأنّه الظاهر الباطن الأوّل الآخر ؛ فلا يكون اسم وصفة حجاب وجهه الكريم ؛ ولا أمر وخلق نقاب نوره العظيم ؛ كما في دعاء عرفة : « كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ، ألغيرك من الظهور ما ليس لك ، حتّى يكون هو المظهر لك . متى غبت حتّى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك ؛ ومتى بعدت حتّى تكون الآثار هي التي توصل إليك . عميت عين لا تراك عليها رقيباً » . صدق وليّ اللَّه المطلق ، صلوات اللَّه عليه ( أ ) .
فالعارف الحقيقي والمؤمن المنزّه عن جميع مراتب الشرك ، من الأشراك العامّية والخاصّية ، من لم يرغيباً ولا شهوداً ولا ظهوراً ولا بطوناً إلّا منه وله .
فليس ما ورائه شيء حتّى يختفي به ؛ ولا غيره أحد حتّى يكون حجاب وجهه ؛ ولا يكون الشيء حجاب نفسه .
سئل عن عبد الرزّاق الكاشاني عن الحلول والاتّحاد قال : « كلاهما باطل ليس في الدار غيره ديّار » ( ب ) .
قال العارف الكامل المحقّق البارع فخر الشيعة وشيخ الطريقة والشريعة القاضي سعيد الشريف القمّي ( ج ) - قدّس اللَّه نفسه - في « شرح حديث رأس الجالوت » ما هذا لفظه : « قال صاحب « الفتوحات » : « اعلم أنّ العالم غيب ولم يظهر قطّ ؛ وخالق الخلق هو الظاهر ما غاب قطّ . والناس في هذه المسألة على عكس الصواب ؛ فإنّهم يقولون : إنّ اللَّه غيب والعالم هو الظاهر . فهم بهذا الاعتبار في مقتضى هذا الشرك » .
« أقول : قد غفل هذا العارف عن الشرك اللازم من زعمه ، حيث حكم بظهور الحقّ تعالى وخفاء العالم . وهو أيضاً من أنحاء الشرك الخفيّ . وأمّا الإيمان الحقيقي فهو الاعتقاد بأنّ اللَّه هو الظاهر الباطن والشاهد الغائب . فهو الظاهر إذا طلبته في البطون ؛ وهو الباطن إذا تفحّصت عنه في الظهور ؛ وهو المتنزّه عنهما إذا طلبتهما بكليهما وأنّ العالم ظاهر باللَّه خفيّ بذاته . فتعرّف فإنّه باب عظيم في التوحيد » انتهى كلامه الشريف . ( د )
أقول : بل حقّ المعرفة وكمال الإخلاص ومخّ الحقيقة أن لا تتّصفه - جلّ وعلا - بالظهور والبطون والأوّلية والآخرية ؛ فحيث لم يكن غيره في الدار ، فلمن ظهر وعمّن غاب ، وأين الأوّلية والآخرية ؟ فإنّهما باعتبار المبدئية والمنتهائية . فإذا كان كلّ شيء ما خلا اللَّه باطلًا وهالكاً فليس مبدئيّة ومنتهائيّة أصلًا . فكمال المعرفة أن يعترف السالك بالعجز والقصور . [ منه عفي عنه ]
أ - إقبال الأعمال : 660 ؛ بحار الأنوار 95 : 225 - 226 .
ب - مجموعة رسائل فلسفية ، صدر المتألّهين : 455 .
ج - محمّد سعيد بن محمّد مفيد القمي ( - 1103 ق ) المعروف بالقاضي سعيد والملقّب بحكيم كوچك أي : الحكيم الصغير . من أكابر علماء الشيعة . كانت له مشاركة في الأدب والحديث والحكمة والعرفان . تلمذ عند الفيض الكاشاني وعبدالرزّاق اللاهيجي والمولى رجب علي التبريزي . اشتغل بالقضاء في مدينة قم مدّة ، وكان هذا سبب اشتهاره بالقاضي . له تأليفات كثيرة ، منها : « الأربعون حديثاً » ، « شرح التوحيد للصدوق » ، « البوارق الملكوتية » ، وحاشيتان على « أثولوجيا » و « الإشارات » .
راجع معجم المؤلّفين 10 : 38 ؛ الذريعة 4 : 479 ؛ أعيان الشيعة 9 : 344 .
د - الفوائد الرضوية : 68 .
[2] مفتاح الغيب : 22 .
[3] محمّد رضا القمشهاي ( - 1306 ق ) من مشاهير الحكماء الإلهيين والعرفاء الربّانيين . استفاد من المولى علي النوري . أقام حوزته الدراسية في أصفهان ، ثمّ في طهران . كان يدرّس المعارف الإسلامية ، وخصوصاً الحكمة والعرفان مع تسلّط تكشف عن إحاطة عجيبة بمباحث محيي الدين بن عربي والمولى صدر المتأ لّهين . وكان أديباً فاضلًا وشاعراً يتخلّص ب « صهبا » . تلمذ عنده كثيرون منهم : جهانگيرخان القشقائي ، السيّد حسين القمي ، الميرزا علي أكبر اليزدي المدرّس والميرزا هاشم الإشكوري . له كتب منها : « الخلافة الكبرى » وحواشٍ على « تمهيد القواعد » و « شرح الفصوص للقيصري » و « الأسفار » .
راجع أعيان الشيعة 9 : 333 ؛ نقباء البشر 2 : 732 - 734 .
[4] شرح فصوص الحكم ، القيصري : 54 ، الهامش 31 ؛ مجموعه آثار حكيم صهبا ( آقا محمّدرضا قمشهاى ) : 50 - 51 .
[5] في نسخة الأصل « أثرت » بدل « عثرت » .
[6] بصائر الدرجات : 228 ؛ الكافي 1 : 230 ، بحار الأنوار 27 : 25 .
[7] يأتي في الصفحة 83 .
[8] الأعراف ( 7 ) : 180 .
[9] الكافي 1 : 143 / 4 .
[10] تأتي في الصفحة 86 .
[11] تفسير القرآن الكريم ، ابن العربي ( تأويلات القرآن الكريم ، عبدالرزّاق الكاشاني ) 1 : 7 .
[12] مصباح المتهجّد : 374 ؛ بحار الأنوار 87 : 97 . ( فقرتين من دعاء السمات )
[13] تقدّم في الصفحة 79 .
[14] الكافي 1 : 230 / 1 .
[15] الكافي 1 : 230 / 3 .
[16] الكافي 1 : 230 / 2 .
[17] إشارة إلى قوله تعالى : عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ .
الجنّ ( 72 ) : 26 - 27 .
[18] الكافي 1 : 256 / 2 . وفيه : « وكان واللَّه محمّد ممّن ارتضاه » .
[19] في نسخة الأصل « تعيّن » بدل « تعيّنت » .
[20] الكافي 1 : 110 / 4 ؛ التوحيد ، الصدوق : 148 / 19 مع تفاوت يسير .
[21] مشارق أنوار اليقين : 159 ؛ شرح فصوص الحكم ، القيصري : 118 .
[22] إقبال الأعمال : 605 ؛ بحار الأنوار 38 : 309 ؛ كنز العمّال 11 : 608 / 32943 .
[23] عوالي اللآلي 4 : 124 / 211 ؛ بحار الأنوار 38 : 150 / 120 .
[24] راجع بحار الأنوار 15 : 18 - 19 ؛ 25 : 1 ؛ ينابيع المودّة 2 : 307 - 308.
[25] كذا في الوافي 1 : 463 / 1 ؛ وفي الكافي « مستور » بدل « مستّر » .
[26] قوله : « فهذه الأسماء » . قال الحكيم المتألّه فيض الكاشاني ( أ ) في « الوافي » : « قوله " فهذه الأسماء التي ظهرت " كذا وجدت فيما رأيناه من نسخ « الكافي » ، والصواب " بهذه الأسماء " بالباء ؛ كما رواه الصدوق - طاب ثراه - في كتاب « توحيده » ( ب ) . ويدلّ عليه آخر الحديث ؛ حيث قال : " وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة " » ( ج ) انتهى . [ منه قدس سره ]
أ - محمّد بن شاه مرتضى ( 1007 - 1091 ق ) المعروف بالمولى محسن الفيض . عالم جليل ذو معرفة واسعة بالفقه والحديث والتفسير والفلسفة ، جيّد قريض الشعر متخلّصاً ب « فيض » . ذهب إلى شيراز لتحصيل العلم وحضر درس السيّد ماجد البحراني في الحديث وتعلّم الحكمة من المولى الصدرا وتزوّج بابنته . من تلامذته العلّامة المجلسي ، السيّد نعمة اللَّه الجزائري والقاضي سعيد القمّي . كتب كتباً مفيدة يجدر بالذكر منها : « الوافي » ، « الصافي » ، « المحجّة البيضاء في تهذيب الأحياء » و « علم اليقين » .
راجع معجم المؤلّفين 8 : 187 ؛ روضات الجنّات 6 : 73 - 97 .
ب - التوحيد ، الصدوق : 191 / 3 .
ج - الوافي 1 : 463 / 1 .
[27] الكافي 1 : 112 / 1 .
[28] الوافي 1 : 464 - 465 .
[29] وأمّا ما ذكره قدس سره في تحقيق المعيّة ( أ ) فبعيد عن العبارة والاعتبار جميعاً ؛ تدبّر . [ منه قدس سره ]
أ - الوافي 1 : 465 .
[30] تقدّم في الصفحة 7 .
[31] الأنعام ( 6 ) : 59 .
[32] الزخرف ( 43 ) : 84 .
[33] النور ( 24 ) : 35 .
[34] الحديد ( 57 ) : 3 .
[35] تقدّم تخريجه في الصفحة 3 و 24 .
[36] البقرة ( 2 ) : 115 .
[37] راجع مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية ، مصباح 30 .
[38] الكافي 2 : 587 / 25 ؛ بحار الأنوار 18 : 267 / 29 ؛ كنز العمّال 11 : 460 / 32157 .
[39] مجمع البيان في تفسير القرآن 9 : 262 ؛ تفسير الصافي 5 : 85 ؛ كنز العمّال 6 : 139 / 15165 .
[40] مناقب آل أبي طالب 1 : 229 ؛ بحار الأنوار 18 : 382 / 86 ؛ جامع الأسرار : 417 .
[41] الحكمة المتعالية 8 : 118 - 119 .
[42] مؤيّد الدين بن محمود الجندي ( - حدود 700 ق ) من تلامذة صدرالدين القونوي ومنشارحي أقوال ابن عربي . يقال إنّه كان يعتقد في ابن عربي العصمة ، ويقول ببراءته من الخبط والخطأ . رحل إلى بغداد واعتزل الناس مدّة . له لامية موسومة بالدرر الغاليات في شرح الحروف العاليات ، نظمه مخاطباً نفسه فيها ، وشرحان كبير وصغير لفصوص الحكم.
راجع معجم المؤلّفين 13 : 54.
[43] شرح فصوص الحكم ، الجندي : 81 ؛ انظر مصباح الانس : 291 - 292 .
[44] الفتوحات المكّية 2 : 122 ، باب 73 ؛ انظر شرح فصوص الحكم ، الجندي : 81 ؛ مصباح الانس 292 .
[45] أبو عبداللَّه محمّد بن علي ( - حدود 318 ق ) عالم صوفي كبير ومحدّث وفقيه حنفي المذهب . طاف خراسان والعراق لسماع الحديث وحدّث بنيسابور . كان له صحبة مع أبي تراب النخشبي وأحمد خضروية وابن جلا . تأثّر منه ابن عربي وكان ذا عناية بأقواله وأنظاره . له : « نوادر الأصول » و « المناهي » .
راجع معجم المؤلّفين 10 : 315 ؛ هدية العارفين 6 : 15 - 16 ؛ دائرة المعارف الإسلامية 5 : 227 - 228 .
[46] ليس هذا قول صاحب « الفتوحات » ولا موجود فيها ، بل هو قول الشيخ مؤيّد الدين الجندي كما يظهر بالرجوع إلى كتابه ، فالصحيح أن يقال : قال الشيخ المؤيّد الدين الجندي . والظاهر أنّ الإمام الخميني اعتمد على تعليقة الميرزا هاشم الإشكوري حيث علّق على قول مصباح الانس « قال . . . » بقوله : « أي : الشيخ الكبير في الفتوحات » . راجع مصباح الانس ( الطبع الحجري ) : 117 ، السطر 7 ، تعليقة الإشكوري .
[47] شرح فصوص الحكم ، الجندي : 67 .
[48] عباس بن محمّد رضا ( 1294 - 1359 ق ) محدّث ورجالي معروف . تعلّم المقدّمات والسطوح في قم ، ثمّ رحل إلى النجف الأشرف ، وحضر درس الميرزا حسين النوري ولازمه حتّى الوفاة . عاش عيشة راضية ، زاهداً ورعاً معرضاً عن زخارف الدنيا . كتب كتباً بالفارسية والعربية منها : « مفاتيح الجنان » ، « منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل » ، « سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار » و « الكنى والألقاب » . كلّها مطبوعة متداولة بين الناس .
راجع أعيان الشيعة 7 : 425 ؛ نقباء البشر 3 : 998 - 1001 .
[49] صدرالدين علي بن أحمد ( 1052 - 1120 ق . تقريباً ) المعروف بالسيّد علي خان وابن معصوم . عالم ، أديب ، لغوي وشاعر شيعي . ولد في مدينة السلام وسكن بلاد الهند معظم حياته وكان ذامنزلة عند سلاطين تلك البلاد . يروي بالإجازة عن أستاذه الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني وعن العلّامة المجلسي ؛ كما أنّه أجاز الأخير بالرواية عنه أيضاً . من كتبه : « رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين » ، « أنوار الربيع في أنواع البديع » ، « سلافة العصر في محاسن أعيان العصر » ، « الكلم الطيّب والغيث الصيّب » و « الحدائق الندية في شرح الصمدية » .
راجع روضات الجنّات 4 : 378 - 381 ؛ هدية العارفين 1 : 763 .
[50] البقرة ( 2 ) : 255 - 257 .
[51] آل عمران ( 3 ) : 2 - 4 .
[52] النساء ( 4 ) : 87 .
[53] طه ( 20 ) : 8 .
[54] التغابن ( 64 ) : 13 .
[55] كلّيات مفاتيح الجنان : 199 ، الباب 1 ، الفصل 7 .
[56] راجع نور البراهين ، المحدّث الجزائري 2 : 3 - 4 ؛ ينابيع المودّة 1 : 213 ؛ أسرار الصلاة ، الملكي التبريزي : 282 .
[57] في نسخة الأصل : « المطلق » بدل « التعيّن » .
[58] أسرار الصلاة ، الملكي التبريزي : 290 .
[59] اقتباس عن كلام أمير المؤمنين عليه السلام : « عرفت اللَّه سبحانه بفسخ العزائم وحلّ العقود ونقض الهمم » .
نهج البلاغة : 511 ، الحكمة 250 ؛ المحجّة البيضاء 1 : 208 .
[60] المؤمنون ( 23 ) : 53 ؛ الروم ( 30 ) : 32 .
[61] الحديد ( 57 ) : 3 .
[62] الإسراء ( 17 ) : 110 .
[63] إبراهيم ( 14 ) : 34 .
[64] الكهف ( 18 ) : 109 .
[65] الفتوحات المكّية 1 : 102 .
[66] الرحمن ( 55 ) : 78 .