الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الأسلوب البديل للودودين / الإذعان
المؤلف:
روبرت بولتون، ودوروثي جروفر بولتون
المصدر:
أساليب الناس في العمل
الجزء والصفحة:
ص 72 ــ 74
2025-03-05
106
في فترات الضغط المنخفض يكون الشخص الودود هادئا، لطيفاً، متعاوناً يميل إلى الاتصال بالآخرين بأقل قدر ممكن من التوتر في علاقته معهم، وإذا كان الضغط يدفع البعض إلى الصياح بالسباب، وآخرين إلى التحكم الشديد في سلوكهم فإن رغبة أصحاب السلوك الودي في تجنب الخلاف، وإرضاء الآخرين تصبح أكثر وضوحاً، ونجد هذا الشخص يبالغ في إظهار تعاونه ومحاولة تقليل التوتر في علاقته معهم.
وعندما يلجأ الشخص الودود إلى الأسلوب البديل، فإنه غالباً ما يكون من الصعب معرفة ذلك، أما عندما يتحول الشخص المعبر إلى الأسلوب البديل، فإن العالم كله يعرف بذلك، وعندما يكون الشخص العملي في حالة ضغط شديد.. فلا يستغرق الأمر منا طويلاً حتى نشعر بوسائله المبالغ فيها في الاستبداد برأيه، أما الشخص الودود فإنه ينسل دون أن يشعر به أحد إلى الأسلوب البديل، فتراه يستمر في تبسمه وموافقته للآخرين كما هو دائما بل إنه يقول (بالطبع، هذا حسن).
وبينما يبدو الأمر وكأن شيئاً لم يتغير عندما يتحول الشخص الودود إلى الأسلوب البديل، إلا أن دليلك الأول لمعرفة هذا هو في الغالب شعورك الفطري بأن هناك شيئاً خطأ غير أنك لا تستطيع تحديد السبب الذي يجعلك تشعر بهذا، وعندما تلاحظ هذا الشخص بعناية أكثر فستلاحظ أنه بالرغم من سماعك لكلمات الموافقة منه، فإن لغة الجسد لديه وأسلوب جلسته يتمان بصورة ميكانيكية وستجدها أيضاً مفتقرة إلى الحماسة، وخالية من أي التزام، وإذا ما تحدث الشخص الودود عن إحباطه فلن يتعدى هذا حد التلميح.
ودفاعاً عن أسلوبهم البديل يقول بعض الودودين: (ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث حين أكون لطيفاً عندما أقع تحت ضغط؟ فبدلاً من أن تحدث ضجة، أو نمارس قدراً كبيراً من الاستبداد، نحاول نحن الودودين أن نظل في سلام) وآخرون من هؤلاء يرون أن كل الأساليب البديلة بما في ذلك أسلوبهم، تسبب الضغط لدى الآخرين، فهم يشعرون بالندم لأن سلوكهم البديل كان من الصعب على الآخرين أن يتعاملوا معه.
والمعبرون - والذين يفضلون أن يفصح المرء عما في نفسه - يكرهون أن يشعر المرء بحاجته إلى سلوك ما، ويتصرف بآخر، ويعتقد الشخص المعبر أنه: (إذا كانت لديك مشكلة فلتطرحها على الملأ أو تناقشها أو تصيح بها للآخرين، وبذلك يمكنك تجاوز هذه المشكلة، ولكن لا تتصرف وكأن الأمور كلها على ما يرام بينما هي ليست كذلك)، والعمليون لا يصبرون كثيراً على سلوك (السلام بأي ثمن)، أما المحللون فيمكن أن يتفهموا الرغبة في تجنب الخلاف، ولكنهم لا يحبون الأسلوب الذي يتبعه الودودون في تحقيق هذا، وذلك عندما يتحولون للأسلوب البديل وهؤلاء التحليليون لا يستسيغون أن يقول المرء شيئاً لا يؤمن به، وهذا هو ما يعتقد التحليليون أن الودودين يقومون به وهم في حالة الأسلوب البديل.
والسلوك البديل في أصله سلوك عنيف، إلا أن سلوك الودودين البديل يبدو مرناً ولكنه في الحقيقة أسلوب عنيف مثله مثل أي سلوك بديل للأساليب الأخرى، ولكن. قد تستشعر على نحو خاص انزعاج الشخص الودود، وربما تود مناقشة ما إذا كنت قد فعلت شيئاً أدى إلى هذه الاستجابة، وعلى الرغم من أنه يكون من الواضح أن هناك خطأ ما، فإن الشخص الودود عندما يتحول إلى الأسلوب البديل يقول - بشكل عام - بأن كل شيء على ما يرام، ويصر إصراراً شديداً على أنه لا حاجة للحديث عن الضغط الذي يؤثر على العلاقة. وبأسلوبه الهادئ يكون الشخص الودود عنيفاً وصارماً مثله مثل أي أسلوب آخر.
ورغبة الشخص الودود في دعم ما يفعله الآخرون، ترجع إلى رغبته في تجنب الخلاف وليس التزامه بما تم الاتفاق عليه، وعلى الرغم من أن الشخص الودود يدعم الآخرين دعماً حقيقياً وصادقاً في ظل الظروف الطبيعية؛ فإنه عندما يكون تحت ضغط، يذعن دون أن يكون ذلك منه تعاوناً صادقاً، وهو يرى أنه سوف يوافق ولكنه قد لا يقوم بتنفيذ ما اتفق عليه، وفي الواقع، فإن الغضب الذي يشعر به الشخص الودود دون أن يعبر عنه بشكل مباشر قد يظهر من آن لآخر، في صور بسيطة من صور التخريب.
ويستغرق الأمر طويلاً من الشخص الودود حتى يتحول إلى أسلوب بديل وذلك أكثر مما قد تستغرقه الأساليب الأخرى الأكثر توكيداً. وبمجرد أن يتحول إلى الأسلوب البديل، يميل الشخص الودود إلى أن يظل على هذه الحالة لفترة طويلة. وعلى الرغم من بطئه في غضبه فإنه بطيء أيضاً في النسيان والغفران، فبالنسبة للشخص الودود ليس هناك تسامح سهل، والأمر هنا كما حذر منه الشاعر درايدن، حيث قال: (اتقِ شر الحليم إذا غضب).