سوق الكافرين الى النار بعد فصل القضاء
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
2024-12-27
997
سوق الكافرين الى النار بعد فصل القضاء
قال تعالى : {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 70 - 72].
قال الشيخ الطبرسي : {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ} أي : يعطي كل نفس عاملة بالطاعات ، جزاء ما عملته على الوفاء والكمال ، دون النقصان {وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ} أي : واللّه سبحانه أعلم من كل أحد بما يفعلونه من طاعة ، أو معصية ، ولم يأمر الملائكة بكتابة الأعمال لحاجة إلى ذلك ، بل لزيادة تأكيد ، وليعلموا أنه يجازيهم بحسب ما عملوا.
ثم أخبر سبحانه عن قسمة أحوال الخلائق في المحشر ، بعد فصل القضاء ، فقال : {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي : يساقون سوقا في عنف إِلى {جَهَنَّمَ زُمَراً} أي : فوجا بعد فوج ، وزمرة بعد زمرة {حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها} أي : حتى إذا انتهوا إلى جهنم ، فتحت أبواب جهنم عند مجيئهم إليها ، وهي سبعة أبواب {وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها} الموكلون بها على وجه التهجين لفعلهم ، والإنكار عليهم {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} أي : من أمثالكم من البشر . {يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ} يقرؤون عليكم حجج ربكم ، وما يدلكم على معرفته ، ووجوب عبادته . {وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا} أي : ويخوفونكم من مشاهدة هذا اليوم وعذابه.
قالُوا أي : قال الكفار لهم : بَلى قد جاءتنا رسل ربنا ، وخوفونا بآيات اللّه {وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ} أي : وجب العقاب على من كفر باللّه تعالى ، لأنه أخبر بذلك ، وعلم من يكفر ، ويوافي بكفره ، فقطع على عقابه ، فلم يكن شيء يقع منه خلاف ما علمه ، وأخبر به ، فصار كوننا في جهنم موافقا لما أخبر به تعالى ، ولما علمه.
{قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها} أي : فيقول عند ذلك خزنة جهنم ، وهم الملائكة الموكلون : ادخلوا أبواب جهنم مؤبدين ، لا آخر لعقابكم {فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} أي : بئس موضع إقامة المتكبرين عن الحق وقبوله ، جهنم « 1 ».
_______________
( 1 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 417 و 419 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة