x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
مناخ خلية روزبي Rossby Cell Climate
المؤلف: د . قصي عبد المجيد السامرائي
المصدر: المناخ والاقاليم المناخية
الجزء والصفحة: ص 189 ــ 192
2024-11-18
122
ناقشنا في الفصل الخامس ومع المناخ الاستوائي والمداري مناخ خلية هادلي بشكل متكامل. ونعود الان لإلقاء الضوء على خلية روزبي التي تمتد بين دائرتي عرض 30-66 شمالاً وجنوباً يتضح من الموقع الفلكي لهذه الخلية إنها تضم جزءاً من المناخ الجاف وشبه الجاف المداري (الحار)، وكل المناخ الجاف وشبه الجاف للعروض الوسطى (البارد). كما تظم وبشكل رئيسي كل المناخ المعتدل بأقاليمه الثلاثة (CW,C,C)، كما يظهر في شرق هذه الخلية وفي العروض الوسطى وعند حافتها الشمالية المناخ البارد الرطب .D.
خلية روزبي تختلف عن خلية هادلي في إنها عرضة لكل أنواع الكتل الهوائية، أي إنها لا تخضع لنوع واحد من الكتل كما في العروض المدارية. كما أن كتلها الهوائية تلتقي في أماكن مختلفة باختلاف الفصول، أي أن المنظومات الضغطية التي تحدد حدود هذه الخلية تختلف بين الصيف والشتاء وذلك تبعاً الحركة الشمس الظاهرية والتي بدورها تؤدي إلى تحريك أنظمة الضغط. أن الخضوع لأكثر من نوع من الكتل الهوائية أدى إلى ظهور الفصول الأربعة بوضوح، وليس كما في خلية هادلي حيث الفصل الواحد هو السائد. يختلف الجزء الجنوبي من الخلية عن الجزء الشمالي. ففي نصف الكرة الجنوبي يقل الجفاف ويتوسع الإقليم الرطب بسبب ضيق اليابس مما جعل مناخ هذه الخلية في النصف الجنوبي ثابتاً تقريباً ولا يتباين كثيراً. أما في النصف الشمالي فان سعة اليابس أدت إلى ظهور كل أنواع المناخ والى تباين كبير بين أجزاء هذه الخلية، مما يؤدي إلى تحرك واسع لحدود الكتل الهوائية بين الصيف والشتاء.
أن هذا التحرك الواسع والتباين في نوعية الكتل الهوائية أدى إلى أن تكون طبقات الجو العليا وضمن حدود هذه الخلية عبارة عن أمواج Waves.
فحركة الهواء في هذه الطبقات ونتيجة للتباين الحراري تبدو على شكل أخدود Trough وانبعاج Ridge ، فيهبط الهواء فوق مناطق ويرتفع فوق مناطق كما تتجمع هذه التباينات الحرارية في نطاق ضيق في الأعلى يعرف بالتيار النفاث Jet stream. هذه الأمواج والتيار النفاث يتحكمان بالمظاهر الطقسية السطحية مما يؤدي إلى أن يطبع مناخ المنطقة بطابع معين. لذلك ستكون المنظومات الضغطية متحركة وليست ثابتة، ويقود تحرك هذه المنظومات المظاهر الجوية العليا. ففي هذه الخلية يصبح واضحاً أن هناك ارتباط وثيق بين المظاهر السطحية ومظاهر الجو العليا . لذلك يكون لموقع الانبعاج أو الأخدود أو التيار النفاث تأثير واضح وكبير على الطرق التي تسلكها المنخفضات والمرتفعات الجوية، وله تأثير على ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة وعلى كمية الأمطار الساقطة سميت هذه الخلية على اسم مكتشفها ومكتشف الأمواج والتيار.
عند عروض الخيل (دائرة عرض 30 شمالاً وجنوباً) يهبط الهواء من الأعلى إلى الأسفل مكوناً ضغطاً عالياً. فالضغط العالي شبه المداري الناتج من هبوط الهواء، يتحرك شمال أو جنوب موقعة حسب حركة الشمس الظاهرية في فصل الصيف يكون موقع هذا المرتفع الجوي عند دائرة عرض 40 شمالاً كمعدل، وفي فصل الشتاء يكون عند دائرة عرض 20 شمالاً كمعدل. لذلك تصبح المنطقة الواقعة تحت هذا الضغط طوال العام منطقة مناخ صحراوي حار .BWh. أما الأطراف الجنوبية والشمالية وهي الأطراف التي يصلها تأثير الضغط العالى في فصل ويبتعد عنها في فصل آخر فإنها تصبح مناطق شبه جافة حارة .BSh ولما كان هذا الضغط العالي شكله مثلث، تكون القاعدة العريضة للمثلث فوق شرق المحيطات (غرب القارات، بينما الرأس المدبب للمثلث فوق غرب المحيطات شرق القارات). وعليه لا تصل الصحاري والمناطق شبه الجافة إلى شرق القارات، بل يظهر فيها مناخ رطب مطير طوال العام وفي نفس العروض التي تظهر فيها الصحاري في غرب القارات. لذلك تعتبر منطقة شرق القارات هي منطقة الاتصال بين العروض المدارية والعروض الوسطى.
ذكرنا سابقاً أن الرياح التي تخرج من الضغط العالي شبه المداري وتتجه جنوباً في نصف الكرة الشمالي هي الرياح التجارية وتقع ضمن خلية هادلي. أما الجزء الشمالي من الضغط العالي فتخرج منة رياح غربية (جنوبية غربية) لتؤثر على المناطق التي تقع شمال هذه المنظومة. في غرب القارات، تؤثر الرياح الغربية على دائرة عرض 45 شمالاً والى الشمال منها، لذلك فالمنطقة بين دائرتي عرض 30-45 شمالاً يصبح مناخها معتدل رطب ولكن أمطاره شتوية مناخ البحر المتوسط)، وذلك بسبب حركة الضغط العالي ومرور تيار بحري بارد بالقرب من السواحل تصبح المنطقة في فصل الصيف تحت تأثير الجزء الواسع من الضغط العالي، بينما في الشتاء وعندما يبتعد هذا الضغط إلى الجنوب، فان هذه المنطقة تصبح ممراً للمنخفضات الجوية مما يسمح بسقوط أمطار عليها لذلك فان هذا المناخ يتأثر بالعروض المدارية صيفاً وبالعروض الوسطى وخلية روزبي شتاءاً.
بنفس الوقت فان عدم وجود تأثير واضح للضغط العالي شبه المداري على السواحل الشرقية بسبب الرأس المدبب لهذا الضغط، والمرور التيار البحري الدافئ بالقرب من هذه السواحل، فان هذه المناطق السواحل الشرقية ستكون تحت تأثير الرياح الغربية . لذلك يظهر فيها مناخ معتدل رطب مطير طول العام .Cfa. فالمناخ المعتدل المطير يقابله على الساحل الغربي مناخي البحر المتوسط والجاف وشبه الجاف. أما بين الساحل الشرقي والغربي، فإذا كانت القارة واسعة اليابس واسع فان المناخ الصحراوي الحار يظهر في هذه العروض.
في العروض بين 45-66 شمالاً ، تظهر منطقة سيادة الرياح الغربية الكاملة. حيث تصبح السواحل الغربية للقارات معتدلة ومطيرة بسبب هبوب الرياح الغربية طول العام، كما أن التيارات البحرية تصبح دافئة قرب هذه السواحل، لذلك تكون الأمطار طول العام. إلا أن منطقة اللقاء بين الكتل المدارية الهابة من الجنوب والكتل القطبية الهابة من الشمال تختلف باختلاف الفصل والموقع. لذلك تظهر المنظومات الضغطية المتحركة والتي تتكون أو تنشأ غالباً في مناطق لقاء الكتل المدارية والكتل القطبية. هذه المنظومات المتحركة هي المسئولة عن إعطاء الصفة النهائية لمناخ المنطقة.
الساحل الشرقي في هذه العروض يصبح الان منطقة لمرور التيارات البحرية الباردة، كما أنة بعيد عن هبوب الرياح الغربية، لذلك تصل إلية الرياح غالباً جافة وباردة لقطعها مسافة كبيرة فوق اليابس. علية فان مناخ شرق القارات يصبح مناخاً بارداً مطيراً .Df المناطق التي تقع بين السواحل الشرقية والسواحل الغربية وفي المناطق القارية الواسعة يكون مناخها جاف بارد أو شبه جاف بارد.
من المفترض نظرياً أن تلتقي الكتل المدارية الخارجة من الضغط العالي شبه المداري بالكتل الهوائية القطبية الخارجة من الضغط العالي شبه القطبي عند دائرة عرض 66 شمالاً. ولكن كما ذكرنا ، فان تحرك الضغط العالي شبه المداري شتاءاً إلى جنوب موقعة يؤدي إلى توسع وتضخم في الضغط العالي شبه القطبي مما يؤدي إلى دفع كتل هوائية قطبية نشطة شتاءاً لتلتقي بالكتل الهوائية المدارية الضعيفة عند دائرة عرض 30 شمالاً. لذلك فان المنطقة بين دائرتي عرض 50-30 شمالا تصبح مناطق صراع للكتل الهوائية وبذلك تصبح منطقة غنية بالمنخفضات الجوية المتحركة، كل هذا يؤدي إلى نشاط كبير في هذه العروض شتاءاً. في الصيف وعندما يتحرك الضغط العالي شبه المداري إلى دائرة عرض 40 شمالاً، فان الكتل المدارية الخارجة منه تكون نشطة وتستطيع أن تلتقي بالكتل القطبية بعيداً إلى الشمال، قرب 60 أو 70 شمالاً. فالضغط العالي شبه القطبي يصبح ضعيفاً لذلك يدب الضعف بالكتل القطبية مما ينشط من الكتل المدارية في هذا الفصل. لذلك تصبح مناطق ممرات الضغوط إلى شمال موقعها ومحصورة بين دائرتي عرض 50-70 شمالاً.
الوضع في النصف الجنوبي يختلف قليلاً مما عليه في النصف الشمالي. فالنصف الجنوبي معظمة ماء، كما أن اليابس رغم ضيقة لا يبتعد عن دائرة عرض 40 جنوباً إلا في أمريكا الجنوبية. وبذلك فان أمكانية الاستقرار أو عدم التباين تصبح كبيرة جداً في النصف الجنوبي. فالضغط العالي شبه المداري الجنوبي لا يتحرك كثيرا بين الصيف والشتاء وذلك لان التباين في درجة حرارة الماء تكون ضعيفة بين الصيف والشتاء. لذلك فان الضغط العالي يكاد يكون ثابتاً في موقعة بين دائرتي عرض 25-30 جنوباً. ويكون الضغط العالي شبه المداري متحركاً وليس ثابتاً فوق أستراليا . وعليه لا يشهد النصف الجنوبي تباين مناخي كما في الشمال. رغم أن جميع الأقاليم المناخية الموجودة في الشمال توجد كذلك في الجنوب، إلا أن مساحتها وكمية التباين بينها تختلف عن مثيلاتها الشمالية. كما يختفي تماماً من خلية روزبي في النصف الجنوبي المناخ البارد الرطب .Df. حيث أن هذا المناخ لا يظهر نهائيا في النصف الجنوبي، حيث ينتقل المناخ في النصف الجنوبي من المعتدل إلى القطبي بدون المرور بالبارد، وذلك لان الماء يلطف كثيراً من الحرارة مما يؤدي إلى استقرارية في مواقع المناخات لا يشهدها النصف الشمالي ما ذكرناه من مظاهر سطحية وكيف تتأثر بين فصل وأخر، يرتبط ارتباط كامل بالمظاهر الموجودة في طبقات الجو العليا. فعندما يهبط الأخدود إلى مواقع جنوبية فان ذلك يقود المنخفضات الجوية إلى تغيير مسارها باتجاه الجنوب فتؤثر على مناطق بعيدة إلى الجنوب. أما إذا سيطر المرتفع على منطقة فان السماء تخلو من الغيوم وتسيطر الكتل المدارية، مما يرفع من درجة الحرارة ويقلل من الأمطار. كما أن سيطرة التيار النفاث على منطقة يعطيها طابع مختلف عما لو كان التيار النفاث غير موجود. فالتيار النفاث يعمل على تنشيط المنخفضات الجوية، ويشجع كثيراً على الاضطرابات الجوية وسقوط الأمطار في مناطق معينة.
ختاماً لابد من القول أن خلية روزبي هي خلية الفصول المختلفة والتباين الكبير والواضح في درجات الحرارة بين الفصول وبين الشهور، كما أن المدى الحراري فيها يكون كبيراً. أما الأمطار فإنها وكما في خلية هادلي تتباين بين أمطار غزيرة في مناطق لقاء الكتل الهوائية Convergence وتصاعد الهواء وبين أمطار شحيحة أو معدومة في مناطق افتراق هذه الكتل Divergence. لذلك ستسود الصحراء والمناطق الجافة الفصول في هذه الخلية شديدة الوضوح والفرق الحراري والمطري بينها واضح جداً.