1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

أن لا يقبل الزوج شفاعة زوجته لغيرها إذا كان على باطل

المؤلف:  الشيخ توفيق حسن علوية

المصدر:  مائة نصيحة للزوج السعيد

الجزء والصفحة:  ص393ــ397

2024-10-07

224

الزوج السعيد هو الذي يحب زوجته حباً جماً، ويعمل على بعث الرضى في نفسها، ولكن لا يدفعه حبها وكسب رضاها إلى قبول الباطل ولو صدر هذا الباطل من قبل أعز الناس على قلب زوجته قريباً كان أم بعيداً، كما أن على الزوج أن لا يرضى بالباطل من قبل من تحب الزوجة حتى لو أدى ذلك إلى سخطها وغضبها وانكسار نفسها، فإن الحق يعلو ولا يُعلى عليه.

كما أن على الزوج عدم قبول شفاعة زوجته إذا طلبت منه أن يرضى على أي أحد تحبه وتعزه إذا كان على باطل، حتى لو علقت هذا الرضى وهذه الشفاعة على رضاها وودها.

وللأسف فإن الكثير من الأزواج يرضون ويقبلون بباطل أقارب الزوجة ومن تحب بل ويتحاملون على الحق المضاد لباطلهم لقاء رضى الزوجة وودها ونيل ما تقدمه له، ولا يدري هذا الزوج أو ذاك ماذا سيحصل فيما لو جاء مع أهل الباطل من أقارب الزوجة ومحبيها، إذ قد ينقلبون عليه يوماً وفاقاً لما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال في وصيته لولده الحسن (عليه السلام):

((ولا تطمعها أن تشفع لغيرها فيميل من شفعت له عليك معها))(1).

أي أن تقريب أهل الباطل ونصرتهم، وتعزيز وجودهم لقاء ود الزوجة ورضاها يجعلهم أنصاراً لها في حال نشوب الخلاف بين الزوج والزوجة وبالتالي انقلابهم عليه خاصة ولقد حدثني من أثق به أنه كان متزوجاً من امرأة وكان يحرص على ودها ورضاها حتى ولو على حساب الحق، ومن هنا قرب بماله وسعته وبما يملك من سلطة وتأثير اجتماعي كل من كان قريباً من زوجته، وأحسن إليهم، ونصر باطلهم وتعاون مع باطلهم لدحر الحق المضاد لهم، وكل هذا من أجل نيل ود وإعجاب زوجته، ولما نشب الخلاف بينه وبين زوجته وأدّى ذلك إلى الطلاق تجمهر أولئك الذين أحسن إليهم واصطف مع باطلهم لأجل زوجته ـ بكل امكانايتهم وقدراتهم والتي تحققت بسببه - وعاضدوا الزوجة ونصروها عليه وشتموه وضربوه وسجنوه من خلال بعض الإفتراءات والتزويرات؛ وكل هذا بعد سلبه ماله، وإضعاف حاله، وبالطبع فإنه تاب الآن عن نصرة الباطل، ونسأل الله عزَّ وجل له القبول والعافية.

إن قصة هذا التائب من ذنبه جراء تعاضده مع باطل من هم بحذاء وإزاء زوجته كانت عاقبتها سليمة نتيجة توبته حال كونه حياً يُرزق، أما المشكلة في ذلك الذي لا يستطيع التوبة عن ذلك جراء موته وعدم مكنته من الرجوع إلى الدنيا ليعود عن ذنبه وهذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن المشكلة في ذلك الزوج الذي يعضد باطل أقرباء زوجته من دون طلب منها لمجرد احتمال رضاها ودفعاً للحرج من عدم المجيء مع باطل قرباها، وبالحقيقة فإن لهاتين المشكلتين أعني عدم المكنة من التوبة، ونصرة باطل قربى الزوجة من دون طلب منها؛ قصة حصلت مع أحد قضاة بني إسرائيل، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: ((كان في بني إسرائيل قاضٍ، وكان يقضي بالحق فيهم، فلما حضرته الوفاة قال لامرأته: إذا مت فاغسليني وكفنيني وغطي وجهي وضعيني على سريري فإنك لا ترين سوءاً إن شاء الله تعالى، فلما مات فعلت ما أمرها به، ثم مكثت بعد ذلك حيناً ثم أنها كشفت عن وجهه فإذا دودة تقرض من منخره ففزعت من ذلك، فلما كان الليل أتاها في منامها، فقال لها: فزعت مما رأيت؟ قالت: أجل قال والله ما هو إلا في أخيك، وذلك أنه أتاني ومعه خصم له فلما جلسا قلت: اللهم اجعل الحق له، فلما اختصما كان الحق له ففرحت فأصابني ما رأيت لموضع هواي مع موافقة الحق له))(2).

انظر ماذا حصل مع هذا القاضي مع أنه لم يمل مع أخ زوجته إلا بالهوى النفسي، فكيف إذا مال الإنسان مع أقارب زوجته إذا كانوا على باطل بنفسه وجسده وماله وسلطته؟؟؟!!! لا شك بأن عذابه عند الله أشد وأشد!!!

وها هنا نقطة مهمة مفادها: أن الزوجة التي تشفع لمريديها ومحبيها وقرباهم وهي تعلم بأنهم على باطل هي زوجة تحمل خصلة سيئة، وهذا ليس على نحو العموم إذ أن هناك زوجات يشفعن للحق، فالزوجة من هذه الزوجات تطلب من زوجها أن يدعم أهل الحق ضد أهل الباطل، وتطلب من زوجها أن يكون ضد ذويها وقرباها إذا كانوا من أهل الباطل، وهذا يرجع للمواصفات التي تحملها الزوجة وبتعبير آخر هناك نوعان من الشفاعة لدى الزوجات:

الشفاعة السلبية: وهي الشفاعة التي تتوجه الزوجة من خلالها إلى زوجها لكي يقرب منه ومنها أهل الباطل، وأصحاب الفساد، والعبث، وتطلب منه أن يدعمهم ويساعدهم وهنا تكون الزوجة سيئة والزوج المستجيب لها يحمل نفس مواصفات السوء، ولقد أتاني أحدهم مرة يشكو لي زوجته قائلاً: إن زوجتي اشترطت عليّ حينما تزوجتها أن تبقى محافظة على صداقتها مع مجموعة شبان وشابات يخرجون مع بعضهم البعض، ويتسامرون، ويرقصون وما شاكل. وأنا ـ والحديث لهذا الشخص - قبلت بهذا الشرط ولكنني لم أعد أتحمل هذا الموضوع إذ أن أصدقاء زوجتي وخلانها سيما الشباب منهم يبالغون في صداقتهم معها حتى أنها تهتم بهم إما بنفس الإهتمام الذي تهتمه بي، وإما زيادة عني!!! وهي في نفس الوقت تصر عليَّ إصراراً شديداً بأن أبالغ في احترامهم، وفي تزويدهم بالمال والطعام وبتصريف أمورهم لأن هذا يرضيني ويجعلك كبيراً في عيني.

وبالطبع أنا ـ والحديث لي - بدوري أعطيته الجواب الشرعي المطابق لهذه الحالة.

ولكن ما أردت أن أنبه إليه هو أن شفاعة هذه الزوجة هي شفاعة سيئة لأنها تسخر طاقات وإمكانيات زوجها لأجل خدمة هؤلاء الغواة والعابثين والمنحرفين، وبالطبع فعلى الزوج هنا كل الوزر لأنه يقبل بذلك، وما كان عليه أن يقبل اشتراط الزوجة من الأساس.

الشفاعة الإيجابية: وهي الشفاعة التي تتحرك الزوجة من خلالها على أساس دفع الزوج لكي يساعد قضية الحق المتمثلة بأشخاص تربطهم مع الزوجة علاقة إيمان، أو عدالة أو ما شابه.

وهذا الأمر نراه بكل وضوح مع آسية بنت مزاحم التي كانت زوجة الطاغية فرعون، فإنها وكما نعلم أعملت أسلوب الشفاعة مع فرعون لثقل مكانتها عنده من أجل نصرة قضية النبي موسى (عليه السلام)، وهذا القرآن يحدثنا عن هذه الشفاعة الإيجابية ويقول: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [القصص: 9].

علماً بأنه قد كان مقرراً أن يقتل فرعون كل طفل يولد في عصره، فأنجى الله عزَّ وجل موسى (عليه السلام) بفضل هذه السيدة العظيمة التي صارت من أتباع موسى (عليه السلام) بعد حين.

وبالطبع فإن فرعون لم يقبل شفاعة زوجته المؤمنة لأنه يريد الحق، بل هو فعل ذلك لتأثير زوجته المؤمنة.

وخلاصة الكلام أن على الزوج أن لا يرضى وبأي اعتبار أن تكون زوجته سبباً لنصرة قضية الباطل.

_________________________

(1) وسائل الشيعة، ج2، ص168.

(2) قصص الأنبياء، ص 487. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي