x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الاحوال الحرارية فى العالم العربي
المؤلف: د. عبد العزيز طريح شرف
المصدر: الجغرافيا المناخية والنباتية
الجزء والصفحة: ص 461ـ 464
2024-09-22
111
إن تعدد العوامل التي تتحكم في درجة الحرارة وتباين أهمية الدور الذي يلعبه كل عامل منها في الأماكن المختلفة قد خلق في العالم العربى نماذج حرارية ، على حسب الظروف المحلية الخاصة بكل مكان ، وإن امتداد هذا العالم عرض 2 جنوب خط الاستواء تقريبا إلى خط عرض 37 شماله يعنى أنه يمتد عبر حوالى 39 درجة عرضية ، وأن بعض أجزائه يقع في العروض الحارة بينما يقع بعضها الآخر فى العروض المعتدلة . وقد ترتب على هذا وجود فروق حرارية كبيرة بين أطرافه الشمالية من ناحية وأطرافه الجنوبية من ناحية أخرى ، فبينما نجد ، مثلا ، أن المعدل الحرارى السنوى في مدينة بربرة الصومالية على خليج عدن يزيد على 30 م فإننا نجد أنه لايزيد عن 015 في مدينة حلب بشمالي سوريا ، وبينما يرتفع معدل شهر يوليو في بربرة إلى 37 فإنه يبلغ 29 في حلب ، وبينما لا ينخفض معدل شهر يناير في بربره عن 24 فإنه ينخفض إلى 6 في حلب ، ومن هذا يظهر أن الفرق الحرارى بين هاتين المدينتين يكون صغيرا في الصيف حيث يبلغ 8 درجات فقط بينما يكون كبيرا في الشتاء حيث يصل إلى 18 درجة . ومعنى هذا أن كل البلاد العربية تقريبا ، ماعدا البلاد الجبلية والبلاد الواقعة على سواحل البحر المتوسط ، تكون حارة في الصيف ولا توجد فروق كبيرة بين بعضها وبعض، أما في الشتاء فإن الأطراف الشمالية وخصوصا الجبلية منها تكون شديدة البرودة ، بينما تظل الأطراف الجنوبية دافئة . وهذا يعنى أن أهم الاختلافات الحرارية بين شمالي العالم العربي وجنوبيه ترجع بصفة خاصة إلى شدة برودة الشتاء في الشمال أكثر من رجوعها إلى شدة حرارة الصيف في الجنوب ، وذلك لأن الحرارة الشديدة تكون عامة فى كل البلاد العربية .
وترجع شدة حرارة الصيف عموما إلى صفاء الجو وطول ساعات سطوع الشمس وكبر زاوية سقوط الأشعة، وجفاف التربة بسبب جفاف الهواء وانعدام الأمطار تقريبا وقلة مظاهر التكثف الأخرى وخصوصا الندى ، بحيث لاتجد التربة أي مصدر يعوضها عما تفقده من مياه بالتبخرولهذا فإن سطح الأرض نفسه يسخن بسرعة أثناء النهار تحتى ترتفع درجة حرارته في الأماكن المكشوفة إلى أكثر من 40 م ، بل وكثيرا ماتصل درجة حرارة سطح رمال الصحراء في أواسط النهار إلى 70 م أو أكثر . ومما يذكر أن سخونة الرمال بهذا الشكل مع سكون الهواء يترتب عليهما انطلاق الاشعاعات الحرارية بكثرة من سطح الرمال إلى الجو فيؤدى ذلك إلى ظهورالسراب ، الذي تشتهر به الصحاري الحارة عموما .
وباستثناء المناطق الممطرة صيفا مثل جنوب السودان ووسطه فإن أشد الشهور حرارة فى كل أجزاء العالم العربى الأخرى هي شهرا يوليو وأغسطس ، أما في المناطق الممطرة صيفا فإن معدلات هذين الشهرين تكون قليلة الارتفاع نوعا ما بسبب كثرة السحب والأمطار بالنسبة للأشهر الجافة التي تسبقها أو التي تعقبها مباشرة ، ففى هذه المناطق تكون للحرارة عادة قمتان إحداهما قبل المطر . مباشرة والثانية بعدها مباشرة . وتكون القمة الأولى غالبا أوضح القمة الثانية . ففى مدينة الخرطوم مثلا تكون أشد أيام السنة حرارة هي الأيام الواقعة بين منتصف مايو ومنتصف يونيو ، وتليها الأيام الواقعة بين منتصف سبتمبر ومنتصف أكتوبر.
والسبب في ارتفاع القمة الأولى القمة الثانية هو أن المطر ينتهى بشكل تدريجي وتظل التربة محتفظة ببعض رطوبتها وبكثير من غطائها النباتي لمدة أسبوعين أو ثلاثة بعد انتهاء موسم المطر ، فهذه العوامل كلها تساعد على تخفيف قسوة القمة الثانية نوعا ما عن القمة الأولى التي تأتي في وقت تكون فيه التربة في أشد حالات جنانها ، وفى أشد حالات فقيرها في الغطاء النباتي ، ولكن ما إن تبدأ الأمطار فى السقوط حتى تتبلل التربة وتبدأ الحشائش في التنمو فتنخفض درجة الحرارة بشكل ملحوظ ونظرا لأن طول فصل المطر يزداد كلما اتجهنا جنوبا فإن قمتى المنحنى الحرارى تتباعدان تبعا لذلك، ففى بلدة الالاكال التي تقع إلى الجنوب من الخرطوم بنحو 6 درجات عرضية تظهر القمة الحرارية الأولى قبل نظيرتها في الخرطوم بحوالي ثلاثين يوما ، كما تظهر القمة الثانية بعد نظيرتها في الخرطوم بنفس المدة تقريبا . إلا أن القمة الثانية فى المالاكال لا تكون واضحة بدرجة وضوحها في الخرطوم بسبب كثرة المطر وزيادة رطوبة التربة وكثافة النباتي ووجود كثير من المسطحات المائية . وتلعب التضاريس دورا هاما في توزيع الحرارة ، ولا يقتصر أثرها على التناقص الذي يحدث عادة بالارتفاع ، بل إن هذا الأثر يظهر كذلك بأشكال أخرى من بينها التأثير الذي يحدثه نسيم الجبل ونسيم الوادي ، والتأثير الذي يحدثه انضغاط الهواء عند هبوطه على جوانب الجبال أو ارتفاعه عليها حيث يسخن فى الحالة الأولى لانضغاطه ، كما هي الحال بالنسبة لرياح الفهن المشهورة ، بينما يبرد في الحالة الثانية نتيجة لتخلخله عند اندفاعه إلى أعلى .
وتحدث ظاهرة (الفهن) في معظم المناطق الجبلية في الوطن العربى مثل المنحدرات الشمالية الجبال طرابلس في ليبيا . فعندما تهبط الرياح الصحراوية على هذه المنحدرات في بعض أيام الربيع ترتفع درجة الحرارة في السهول المجاورة لها إلى أكثر من 050م . وقد سجلت في هذه السهول بالفعل درجات حرارية لا تعادلها في الارتفاع إلا الدرجات التي سجلت في وادى الموت بكاليفورنيا . وقد وصلت درجة الحرارة في بلدة العزيزية الواقعة في سهل الجفارة إلى الشمال من حافة جبال طرابلس بليبيا في أحد الأيام إلى 056 م) . وتتكرر نفس الظاهرة تقريبا في المناطق الجبلية الأخرى وأهمها جبال أطلس وجبال لبنان وتلعب الأودية التي تقطع الجبال دورا مهما في توجيه الرياح ، التي تؤثر بدورها تأثيرا واضحا على درجة الحرارة ، كما أن اتجاه المنحدرات والأودية له علاقة مباشرة بتوزيع الاشعاع الشمسي سواء على امتداد ساعات النهار أو على امتداد أشهر السنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد العزيز طريخ شرف (1962) جغرافية ليبيا - الاسكندرية ص 11