x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
التيارات البحرية
المؤلف: د. عبد العزيز طريح شرف
المصدر: الجغرافيا المناخية والنباتية
الجزء والصفحة: ص 408 ـــ ص414
2024-09-21
137
يتأثر مناخ السواحل الشرقية والسواحل الغربية للقارة ببعض التيارات البحرية التي لا يقتصر أثرها على درجة حرارة هذه السواحل ، بل يظهر كذلك فى رطوبة الجو وما يتبع هذه الرطوبة من مظاهر التكشف المختلفة ، ففي الغرب نجد أن تيارى الكناريا فى الشمال وينجويلا في الجنوب قد ساعدت كثيرا على خفض درجة الحرارة على السواحل التي يمر بها ، ويظهر أثر تيار الكناريا على طول الساحل الممتد ما بين بوغاز جبل طارق في الشمال وخط عرض 12 شمالا في فصل الشتاء أو خط عرض 17 فى فصل الصيف في الجنوب ( تبعا لتزحزح المناطق الحرارية العامة ، وأهم الآثار المناخية لهذا التيار البارد هي خفض درجة الحرارة على السواحل التى يمر وزيادة احتمال ظهور الضباب ، كما أن هذا التيار يعتبر عاملا مهما فى قلة الأمطار على نفس ا السواحل ولكننا أن ندرك مبلغ تأثير تيار الكناريا على درجة الحرارة إذا عرفنا أن درجة حرارة الهواء الذي يقع فوقه مباشرة قد تقل كثيراً عن درجة حرارة الهواء على مسافة قصيرة في الداخل على نفس خط العرض، ويزداد الفرق بصفة خاصة في فصل الصيف نتيجة لاشتداد درجة حرارة اليابس ، وتعمل الرياح التجارية الشمالية الشرقية وهى الرياح السائدة فى شمال القارة على خفض درجة حرارة المياه الساحلية بطريقة غير مباشرة ، حيث أنها تعمل باستمرار عند خروجها من اليابس على إزاحة الطبقة السطحية من المياه المجاورة للساحل ودفعها بعيداً : فتكشف بذلك الطبقة التي تحتها والتى تكون درجة حرارتها أقل من المياه السطحية ، ولهذا فإن معدل درجة حرارة ميله الساحل تظل منخفضة بصفة عامة ولاتزيد فى أى شهر من شهور السنة عن 18 مئوية ، بينما يزيد المعدل في كثير من الأجزاء الداخلية في الصحراء عن 32 في أشهر الصيف .
ولا يقل أثر تيار بنجويلا على مناخ القسم الجنوبي من الساحل الغربي عن أثر تيار الكناريا في الشمال فهو يعملى كذلك على خفض درجة حرارة السواحل التي يمر بها بصورة واضحة فضلا عن أنه يساعد على كثرة ظهور الضباب وقلة الأمطار على هذه السواحل . وليس من شك في أن وجود تيارى الكناريا وبنجويلا الباردين يعتبر من العوامل المهمة التي ساعدت على امتداد المناخ الصحراوى في شمال إفريقية وجنوبها نحو الغرب لدرجة أن هذا المناخ يصل إلى ساحل المحيط الأطلسى مباشرة . ويلاحظ أن أثر تيار بنجويلا يظهر على الساحل الغربي الإفريقية الجنوبية ما بين خط الاستواء في الشمال ورأس الرجاء الصالح في الجنوب .
وإلى جانب تيارى الكناريا وبنجويلا الباردين يتأثر الساحل الغربي لإفريقية بتيار آخر دافي، يعرف باسم تيار غانة ، وهو تيار استوائي يظهر على الساحل الممتد بين النقطتين اللتين ينتهى عندهما أثر التيارين السابقين ، أي مابين خط الاستواء تقريبا وخط عرض 92 شمالا فى الشتاء و 17 شمالا أيضا في الصيف، ويزيد معدل درجة حرارة مياه هذا التيار على 26 مئوية ، ولهذا فإنها تكون عاملا مساعداً على رفع درجة الحرارة وزيادة كمية بخار الماء على السواحل التي تمر بها .
وإذا انتقلنا إلى الساحل الشرق نلاحظ أن نظام التيارات البحرية يختلف في فصل الشتاء عنه في فصل الصيف، وذلك لأن التيارات البحرية في القسم الشمالي من المحيــــــط المنـــــــدى تتأثر باتجاه هبوب الرياح الموسمية التي تخرج من القارة الآسيوية نحو المحيط في فصل الشتاء والعكس في فصل الصيف، إلا أن هذا الأثر لا يكون واضحا بالنسبة للتيارات البحرية التي توجد إلى الجنوب من خط الاستواء ، فإلى الجنوب ، من هذا الخط بحوالي 15 تقريبا يتحرك و تيار استوائي ، ضخم من الشرق إلى الغرب ، وعندما يصطدم هذا التيار بالساحل الشرقي لإفريقيا عند رأس دلجادو Delgado ينقسم إلى قسمين أحدهما يتجه شمالا ، أما الثاني فيتجه نحو الجنوب ، ويستمر هذا القسم الأخير في حركته حتى يصل إلى رأس الرجاء الصالح ، وهنا يلتقى بتيار بنجويلا الذي سبق ذكره ، وهذا التيار هو الذي يشتهر باسم تيار موزمبيق الحار، وتتراوح درجة حرارة مياهه في فصل الصيف (يناير) ما بين 30 مئوية عند نهايته الجنوبية و 38 عند بدايته الشماليه . أما في فصل الشتاء ( يوليو ) فتتراوح درجة حرارة مياه هذا التيار في نفس المكانين بين و 26 ، وبمقارنة هذا التيار بتيار بنجويلا المقابل له على الساحل الغربي نجد أن درجة حرارة مياه التيار الأول تزيد في المتوسط بنحو 6 درجات مئوية عن درجة حرارة مياه التيار الثاني ، ويلاحظ أن قسما من تيار موزمبيق بنحرف في شمال جزيرة مدغشقر يمر بالسواحل الشرقية لهذه الجزيرة مما يساعد أيضا على تدفتها وعلى زيادة بخار الماء العالق بهوائها. أما القسم الذى يتجه نحو الشمال ( من التيار الاستوائي الضخم ) فيصل في جولته إلى خط الاستواء ثم يختلف اتجاهه بعد ذلك في القسم الواقع إلى الشمال من هذا الخط على حسب نظام الرياح الموسمية ، ففى فصل الصيف تعمل الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تتجه نحو آسيا على دفع مياه هذا التيار أمامها نحو الشمال إلى البحر العربي ومن ثم يسير التيار أمام سواحل إيران الجنوبية وسواحل الهندوبورما وغرب الملايو في حركة متفقة في اتجاهها مع حركة عقرب الساعة ، وتبلغ سرعة التيار أمام سواحل الصومال شمال خط الاستواء أكثر من 6 كيلومترات في الساعة وتكون درجة حرارة مياهه في هذه المنطقة مرتفعة حتى أنها تصل عند السطح إلى حوالى 28 مئوية أو أكثر ، وقد ترتفع إلى 29 في شهرى أبريل ومايو : ولكن هناك ملاحظة مهمة يجب ألا نهملها عند الكلام على أثر هذا التيار البحرى على مناخ الساحل الشرق لإفريقية والساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية . وهذه الملاحظة هى أن درجة حرارة المياه أمام هذه السواحل تكون عادة أقل من درجة حرارة المياه في داخل المحيط بعيدا عن الشاطي: طول السنة، ويزداد الفرق بصفة خاصة في مايو وأبريل حيث تكون المياه الساحلية أبرد ينحو ثلاث درجات مئوية من مياه الداخل. ويرجع ذلك إلى أن المياه السطحية للتيار تميل للانحراف بعيدا عن الساحل خصوصا عند اشتداد الرياح الموسمية الجنوبية الغربية فيؤدى هذا إلى حدوث حركه انبثاق تؤدى إلى رفع المياه السفلية إلى أعلى في الأجزاء الملاصقة للساحل، وتكون هذه الظاهرة واضحة بصفة خاصة أمام الساحل الإفريقى مباشرة حوالى خط عرض 010 عند هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، ومن المرجح أن برودة المياه الساحلية بهذا الشكل تعتبر من العوامل التي تساعد على جفاف إقليم الصومال وجنوب شرق شبه الجزيرة العربية ، أما في فصل الشتاء فينقلب نظام التيارات البحرية في شمال خط الاستواء ، ويبدأ هذا الانقلاب فى شهر نوفمبر عندما يبدأ هبوب الرياح الموسمية الشتوية من ناحية آسيا ، حيث تؤدى هذه الرياح إلى تحرك المياه على طول الساحل الجنوبي لآسيا في اتجاه مضاد لاتجاه حركة عقرب الساعة ، وتستمر هذه المياه في حركتها مع ساحل القرن الافريقى حتى تصل إلى خط الاستواء ، ويكون اتجاه حركة تيار الماء أمام هذا الساحل من الشمال الشرقي ، وتكون درجة حرارة مياهه أقل من درجة حرارة مياه الأجزاء الداخلية من المحيط بحوالي درجة ونصف درجة مئوية، وتر تجمع هذه البرودة النسبية إلى عاملين هما برودة فصل الشتاء نفسه بالإضافة إلى أن المياه تتحرك نحو خط الاستواء ، أي نحو مناطق أشد حرارة من المناطق التى تأتى منها .
ويستمر نظام التيارات بهذا الشكل حتى شهر فبراير ، وعلى الرغم من أن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية لا تكون عندئذ قد بدأت هبوبها بعد فإن دورة التيارات البحرية تبدأ فى الانعكاس في هذا الشهر لتأخذ اتجاها متفقا حركة عقرب الساعة ، وتكون هذه التيارات بطيئة في أول الأمر ، ولكن سرعتها تزداد بمجرد بدء هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية . أما أثر البحر الأحمر على مناخ السواحل الشرقية لإفريقية فمحدود جداً بسبب صغر مساحته ملاحظة أن هذا الأثر يكون أقل وضوحا في فصل مع الصيف منه في فصل الشتاء ، لأن البحر الأحمر يعتبر من البحار الدافته طول السنة، ولهذا فإن تأثيره الملطف على درجة حرارة السواحل المطلة عليه يكون محدوداً جداً . هذا و تتراوح درجة حرارة سطح الماء في القسم الشمالي من البحر مابين 22 في يناير و 27 مئوية فى يوليو ، أما في القسم الجنوبي منه فتتراوح درجة حرارة المياه السطحية ما بين 28 في يناير و 32 في يوليو ، ولكن على الرغم من الارتفاع الشديد لدرجة حرارة مياه هذا البحر في فصل الصيف فإنها تكون على أي حال أقل من درجة حرارة السواحل المجاورة وبخلاف الحال بالنسبة للبحر الأحمر نلاحظ أن البحر المتوسط له أثر عظيم على مظاهر الجو وأحوال المناخ في معظم شمال إفريقية ، ففى فصل الشتاء يساعد الدف النسبيء لمياه هذا البحر على ظهور منطقة من الضغط المنخفض فوقه كما يساعد على تدفتة السواحل المجاورة وعلى زيادة أمطارها ، إذ أن الرياح التي تمر على هذه المياه تكون عادة محملة بكميات كبيرة من بخار الماء ، أما في فصل الصيف يعكس الآية ويكون البحر المتوسط أقل حرارة من اليابس المحيط به ، ويساعد ذلك على امتداد الضغط المرتفع الأزورى عليه من ناحية الغرب وتكون الرياح السائدة على شمال إفريقية في هذا الفصل هي الرياح التجارية الشمالية الشرقية . وعلى الرغم من مرور هذه الرياح على مياه البحر المتوسط قبل وصولها إلى السواحل الشمالية فإنها تكون عديمة الأمطار لأنها تنتقل إلى مناطق أشد حرارة بكثير من حرارة البحر المتوسط نفسه ، ويعتبر هذا العامل من الأسباب المهمة التي كان لها دخل في وجود الصحراء الكبرى ، ومما يلاحظ أن مياه البحر المتوسط لا تبرد برودة سريعة عقب انتهاء فصل الصيف بل إنها تظل محتفظة في فصل الخريف بكثير من حرارتها ، ولهذا فإن درجة حرارتها في هذا الفصل تكون عادة أعلى منها في فصل الربيع الذي تأخذ درجة الحرارة في الارتفاع خلاله ببطئ شديد.