1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التنمية البشرية :

كيف تكون مبدعاً في أفكارك؟

المؤلف:  إيهاب كمال

المصدر:  شفرة النجاح

الجزء والصفحة:  ص 144 ــ 148

2024-09-07

116

ماذا نعني بالأبداع؟

هل يقتصر الإبداع على فن أو نشاط معين؟ أم أنه يشمل جميع أنواع الفنون والاختراعات العلمية والاكتشافات وغير ذلك؟

الحقيقة أنه يمكن للفرد أن يكون مبدعاً في أي مجال من مجالات الحياة. وأن هذه المجالات كثيرة ومتعددة. فهناك الإبداع العلمي والإبداع الأدبي والثقافي، والإبداع الاقتصادي والإبداع الاجتماعي.. إلى غير ذلك.

والإبداع ليس البدعة التي نهي عنها الإسلام. إنه العمل الذي يجد المبدع في إنجازه سعادة كبيرة، والذي يقضي فيه وقتاً طويلاً ومتواصلاً من أجل الهدف النبيل الذي يخدم به الآخرين أو يمتعهم أو يبعث السعادة إلى قلوبهم.

إن أي حل جديد لمشكلة مستعصية، يكمن خلفها إبداع ومثابرة وصبر وعمل شاق ومتواصل من أجل الوصول إليها.

وإن أي قصيدة أو لوحة فنية أو قطعة موسيقية، تحمل في ثناياها إبداعاً مميزاً. وكذلك الأمر في اكتشاف أو اختراع أي أداة أو مادة تخدم البشر وتسهل حياتهم اليومية.

ونحن لا نبالغ لو قلنا إن الإبداع كالذكاء، يكمن في قلب كل إنسان خلقه الله سبحانه. وقد يلمع فجأة في إجابة ذكية، أو سؤال من نوع خاص يحمل حلا مبدعاً لقضية معقدة.

والإبداع الحقيقي لا يعني التكيف مع البيئة، وإنما أن نكيف البيئة حسب حاجاتنا ورغباتنا.

ولكي يكون الإنسان مبدعاً، فإن عليه أن يحلم أحلاماً خيالية واسعة.

يعرف (1994) parsks & Swart الإبداع بأنه القدرة على توليد الأفكار واستخدام الإمكانيات وتوظيف الخيال لتكوين أفكار أو أشياء جديدة غير مألوفة سابقاً. ويشير إلى أن قدرة الأفراد على توليد الأفكار الجديدة تعتمد على الخبرة السابقة التي تشكل القاعدة بالنسبة لها. ومن ثم على القدرة في تمحيص هذه الأفكار وإعادة صياغتها بحيث تصبح أفكاراً خلاقة وأصيلة، وتتميز بأنها نتيجة التفكير الإبداعي لأولئك الأفراد.

أما (2003) Torrance فهو يرى أن الإبداع يعني التوصل إلى حلول جديدة، وعلاقات أصيلة، بالاعتماد على معطيات محددة.

وذلك بعد أن يتحسس الفرد مشكلة ما، أو نقصاً في المعلومات أو الفكرة. ويضيف بأن عملية الإبداع تشمل البحث عن إمكانيات مختلفة، والتنبؤ بتبعات ونتائج هذه الإمكانيات، واختيار فرضيات وإعادة صياغتها حتى يتم التوصل إلى الحل الأفضل.

ويرى (2005) Fisher أنه عند مناقشة موضوع الإبداع، فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار جوانبه كلها: الفكرة أو الناتج الإبداعي، وميول وقدرات الشخص المبدع والبيئة التي تنمي الإبداع.

فالعمل الإبداعي برأيه، سواء كان فكرة، أو عملاً فنياً، أو عملاً علمياً، يكون أصيلاً ومميزاً. ولا يعتبر أي عمل أعيد إنتاجه عملاً إبداعياً، مهما كان متقناً ودقيقاً.

فالإبداع هو مجموعة من التوجهات والميول الوجدانية والقدرات العقلية التي يمتلكها الشخص، والتي تمكنه من إنتاج أفكار أصيلة.

وعلى سبيل المثال، فإن التلميذ الذي يحل مسألة في الرياضيات بطريقة جديدة ومستقلة، وغير معروفة لديه سابقاً، يعتبر مبدعاً.

والمعلم الذي يستعمل أساليب جديدة وتقنيات جديدة في مساعدة الطلبة على التعلم وعلى الإبداع، يعتبر معلماً مبدعاً.

وما نحتاجه حقاً، هو أن يعيد كل معلم النظر في أسلوبه وفي طريقة تفكيره، وفي معاملته لطلابه، وبأن لا يكتفي بإعادة وتكرار ما هو معروف لديه ولديهم. وإنما يحثهم باستمرار على التفكير والاكتشاف والخلق والإبداع، الذي يساعدهم على الارتقاء بقدراتهم العقلية ويزيد من درجة ذكائهم. فالعملية التعليمية/ التعلمية المطورة، أصبحت ضرورة من أهم ضرورات تنمية الثروة البشرية في وقتنا الحاضر. كما أن استعمال الأساليب المبتكرة التي تخاطب كل أنواع الذكاء والحواس هي التي تمهد الطريق إلى الإبداع.

ما أشكال الإبداع وما أنواعه؟

هل يقتصر الإبداع على شكل أو نوع معين؟

لقد قيل إنه توجد أنواع من الإبداع بقدر ما تشتمل عليه الطبيعة الإنسانية من خصائص جسميه ونفسية وعقلية وانفعالية.. الخ. فالإبداع العلمي يختلف عن الإبداع الفني، كما يختلف الإبداع في المجال الواحد، حيث تتمايز الأنواع والأشكال المختلفة للإبداع وفقاً لنوع العلم أو نوع الفن.

ويمكننا إدراج بعض الإبداعات تحت الإبداع العلمي والتقني، والبعض الآخر تحت الإبداع الفني.

هناك بعض الاختلافات التي تنتج عن وجود أو عدم وجود الاستعدادات والاهتمامات الخاصة في طبيعة النشاط، والمعلومات والتقنيات ووسائل التعبير.

أما في مجال فن العمارة، فيلتقي الإبداع العلمي مع الإبداع الفني.

ومن الأمثلة على الإبداعات العلمية والتقنية، جميع المكتشفات والاختراعات والأبحاث والتجارب العلمية والتقنية، سواء كانت بشكل فردي أو جماعي.

أما الإبداعات الفنية، وهي كثيرة، فيندرج تحتها الموسيقى والتمثيل والتجسيد المسرحي والدرامي، وكذلك جميع الفنون الأدبية، كالشعر والقصة والرواية والمسرحية وغير ذلك، إضافة إلى جميع أنواع الفن التشكيلي كالرسم والنحت والتصوير. إضافة إلى باقي الفنون الأخرى المتعلقة بالمواضيع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

ليس غريباً أن يشمل الإبداع كل ما يمكن أن يقدمه الفرد أو الجماعة من أعمال جديدة تتميز بالأصالة والذوق الرفيع، والتأثير في الآخرين. حتى أن المرء يعبر عن إعجابه بها بكلمة: مبدع، ورائع بطريقة تلقائية.

هل هناك علاقة بين التفكير الإبداعي والذكاء؟

لا شك بأن العلاقة بينهما عميقة، وتكاد أن تكون ملتحمة. فالمبدع مفكر وذكي. إلا أن الإبداع يتصف كذلك بالمثابرة والعمل الجاد لشخص نشيط ومرن وذي فعالية عالية.

ولا بد من وجود دافعية كشرط أساسى للقيام بأي نشاط عقلي مبدع، كالحماس والحساسية والانجذاب لما هو غامض، وحب السؤال، والرغبة في التميز والخلق.

وإن أي عمل إبداعي، ما هو إلا عملية خلق شاقة، يقوم بها المبدع لكي يحتفظ بتكامله الشخصي أو بتكامل مجتمعه.

وإذا كان التفكير الإبداعي يتصف بقيمته العالية ونتائجه المفيدة للفرد والمجتمع فهو يقتصر على استخدام الذكاء بطرق إيجابية تخدم الشخص نفسه من جهة، والآخرين المحيطين به والذين يشاركونه العيش على هذا الكوكب، من جهة أخرى. بينما يمكن استخدام الذكاء بطرق سلبية.

فالذي يفكر بصنع الأسلحة المدمرة، هو شخص ذكي. ولكنه بدلاً من توظيف ذكائه في إبداع صناعات لفائدة البشرية ورفاهيتها، نراه قد صنع أدوات لتدميرها.

لذا فالذي يميز بين التفكير الإبداعي والذكاء، أن الأول يقترن بالقيم الإنسانية والمثل والأخلاق. أما الثاني، فقد ينحرف عنها أحياناً.

وفي حياتنا اليومية، هناك الكثيرون من الأذكياء الذين يوظفون ذكاءهم في التزوير والخداع والسرقة وغيرها من الجرائم، بحيث لا يتركون أثراً يشير إليهم. أما التاريخ، فهو مليء بالأشخاص الذين وظفوا ذكاءهم بتشويه الحقائق من أجل مكاسب شخصية أو شهرة واسعة، فدمروا، وقتلوا ونهبوا خيرات غيرهم من الشعوب. وهؤلاء إن كان التاريخ يذكرهم، فمن أجل أن يستحقوا اللعنة على مدى العصور.

في حين أن المفكرين المبدعين الذين قدموا للإنسانية أعمالاً ذات قيمة عالية، فإن الأجيال تشكرهم وتقدم لهم التقدير الذي يستحقونه.