اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
نموذج من الماجريات القضائية
المؤلف: د. عبد اللطيف حمزة
المصدر: المدخل في فن التحرير الصحفي
الجزء والصفحة: ص 394-403
2024-08-14
539
نموذج من الماجريات القضائية
نموذج من "الماجريات القضائية" نشرته صحيفة "الاخبار" الصباحية، وكان حول حادث سيارة أودى بحياة أطفال، وكان شعور الشعب منذ البداية ضد المتهمة في هذا الحادث، وهي الآنسة "نوال نور" . وكانت الصحافة تتملق شعور الشعب في ذلك، وكانت تراعى في عرض الجلسات التي تعقدها المحكمة مسايرة لعرض هذا الشعور، ومع هذا فإن المحكمة لم تتأثر بالشعور المتهم في هذه القضية، وحكمت فيها ببراءة المتهمة، وإليك ما حدث يومئذ بالضبط.
نشرت صحيفة "الاخبار" بالعدد رقم 1064 من السنة الرابعة، وهو العدد الصادر في يوم الاحد 27 / 11 / 1955 في صفحتها الثالثة من هذه القضية، هذه العنوانات:
براءة نوال نور
المحكمة تستمع إلى الشهود والنيابة والدفاع
عم نوال يدافع عنها بوصفه زعيم العائلة
ثم قالت الجريدة في صدر هذا التقرير القضائي ما نصه:
أصدر القضاء حكمه أمس ببراءة نوال من تهمة القتل الخطأ، اتهمت "نوال" بأنها قتلت اثنين، وجرحت اثنين بسيارتها ال "بويك" .. استمعت المحكمة إلى أقوال الشهود والنيابة والمدعين بالحق المدني والدفاع، وانضم عمها "محمود متولي نور" إلى هيئة الدفاع، وقال إني أدافع عنها بوصفي زعيماً لأسرة نور تشنجت والدة أحد القتلى وأسعفت في الجلسة.
كان هذا هو "صدر" التقرير، وبعد ذلك أخذت الجريدة في نشر "صلب التقرير"
على النحو الآتي:
بدأت الجلسة في الساعة الحادية عشرة صباحاً، وعلى أثر افتتاح الجلسة نودي شهود الإثبات الذين أعلنتهم النيابة، فتبين عدم حضور أحد منهم سوى إبراهيم عبد الجواد التاجر، وقام أحد محامي المتهمة وطلب سماع أقوال شهود النفي، فرد القاضي بأن الدفاع سبق أن تنازل عن سماع شهاداتهم، ثم قام الاستاذ عدلي فرج محامي والد الطفل "إيليا كارازيدس" الذي قتل في الحادث، وطلب سماع شهادته فوافقت المحكمة على ذلك.
ثم نوديت المتهمة فمثلت أمام المحكمة وقال لها القاضي:
أنت ارتكبت الجريمة دي، وتسببت بإهمالك في قتل اثنين، وإصابة اثنين.
نوال - لا
الشاهد الأول
ثم بدأت المحكمة في سماع أقوال الشهود، ونودي الشاهد الوحيد الذي حضر من شهود الإثبات الذين أعلنتهم النيابة، وهو التاجر إبراهيم عبد الجواد، فحضر وحلف اليمين، ثم بدأ شهادته بقوله:
إنه شاهد شخصين داخل السيارة؛ هما فتاة وبجوارها شاب، وإن الفتاة قد غادرت السيارة من الباب الايسر أولاً؛ ثم تبعها الشاب، وقال إنه لا يعرف أين ذهبت، وإن شاهد الطفل الذي قتل وقد غطى ببعض أوراق الصحف، وأضاف الشاهد إنه عثر على "شنطة" يد بيضاء سقطت على الارض من سيدة.
أعرفها شعرها قصير
ووصف الشاهد الحادث قائلاً: إن صوت السيارة المرتفع المفاجئ هو الذي نبهه، فالتفت حوله حيث شاهد السيارة تدخل الاجزخانة، وقد أصيب ثلاثة أشخاص، وسقط طفل تحت عجلاتها، وحاول الجمهور إنقاذه. وصمم الشاهد على أنه شاهد الفتاة وهي داخل السيارة أمام عجلة القيادة قبل نزولها مباشرة، وعقب الحادث فوراً .. وسأله القاضي عما إذا كان يعرف المتهمة من قبل، فأجاب بالنفي، وأضاف بأنه يمكن التعرف عليها حيث شاهدها يوم الحادث، ويعرف أن شعرها قصير .. وعندما أشار القاضي إلى المتهمة، وسأله عما إذا كانت هي التي رآها تقود السيارة وقت الحادث أجاب بالإيجاب.
والدة القتيل
ثم نوديت الشاهدة الثانية، السيدة اعتماد عثمان غالب، والدة محسن محمود جوهر الطفل الذي قتل في الحادث فحضرت، ووقفت أمام المحكمة، وكانت الدموع تذرف من عينيها بغزارة، وحلفت اليمين، ثم أدت شهادتها على الوجه التالي:
- المحكمة كم عمرك؟
- اعتماد 27 سنة.
- المحكمة ما معلوماتك؟
اعتماد أنا يوم الحادث كان معي ابني محسن علشان أوديه السينما، ومالقيتش تذاكر فقلت له تعال نتفرج على الفسقية اللي في ميدان التحرير وبعد ما رحنا واجتزنا الميدان لغاية الرصيف في محل "استرا" قال: اشتري لي شربات، فذهبنا إلى محل الشربات، وفجأة سمعت صوت سيارة مسرعة خلفي، ولقيت عربية طالعة على الرصيف، وصدمت ابني ...
ثم أخذت السيدة اعتماد تبكي، وأصيبت بتشنج، وأخذت تصيح:
ده ابني. وأبويا .. وجوزي وحبيبي .. ده كل حاجة لي في الدنيا ..
وطلب منها القاضي أن تهدئ نفسها، وتروى كيفية الحادث، فجففت دمعها ثم قالت: إنها شاهدت نوال بالسيارة، وحلفت اليمين على أنها شاهدتها، وكانت تلبس فستان "كاروهات"، وشعرها قصير، وشاب بجوارها يهمس ويقول لها: "أنزلي أنت يا نوال" .
وروت والدة القتيل كيفية مصرع ابنها فقالت: كنت ماسكة ابني محسن، ثم جاءت السيارة مسرعة، وصوتها مسموع بشكل ظاهر وواضح، وبمجرد التفاتي، وجدت شيئاً خاطفاً كالوحش يهجم حيث سقط وحيدها تحت العجلة.
ورددت اعتماد عدة مرات أنها شاهدت "نوال" وهي تمسك "الدركسيون" ساعة الحادث، وأنها تركته ونزلت من باب السيارة الايسر.
المحكمة قلت في محضر النيابة إنك شاهدت "نوال" وهي واقفة أمام السيارة، وليست أمام عجلة القيادة!
اعتماد لا أذكر؛ وكنت وقتئذ كالمذهولة، فلم يكن مر على حادث قتل ابني بالسيارة سوى 24 ساعة فقط.
المحكمة هل هذه وأشار القاضي إلى نوال هي المتهمة التي أحدثت الحادث؟
اعتماد نعم، هي نفسها، ونظرات عينيها تدل على أنها فتاة ارتكبت جريمة قتل .. جريمة إن دلت على شيء فهي لا تدل إلا على استهتار امرأة.
المحكمة اتركي هذا التعليق أو الكلام للمرافعة.
اعتماد إنه ابني الوحيد "ثم أخذت في البكاء الطويل" وهدأت وقالت:
إنه زوجي .. إن محسن كان جميل!
المحكمة هل تعرفين شخصاً اسمه محمد محمود السمني؟
اعتماد سمعت عنه .. وهو الذي أخذني إلى محل "الشربتلي" لأجلس على كرسي، فطلبت منه إسعاف ابني وتجبيسه.
الشاهد الثالث صاحب الصيدلية
ثم نودي شاهد الإثبات الثالث "الدكتور أديب هلال يعقوب" صاحب صيدلية وندسور، فحضر وحلف اليمين؛ وأدلى بشهادته قائلاً: إنه أغلق الاجزاخانة يوم الحادث يوم الحادث " 4 سبتمبر" حوالي الساعة العاشرة إلا ثلثاً مساء وركب مع بعض أصدقائه في سيارتهم إلى كازينو "سان سوسي" بالجيزة، وترك سيارته في الشارع المجاور لمحل أسترا حتى عودته .. وقال: إنهم مكثوا في الجيزة فترة لا تتجاوز 10 دقائق أو 15 دقيقة، ثم عاد لسيارته، حيث فاجأه المنادى بأن يسرع ويلحق بصيدليته، لأنها أصيبت بحادث، فأسرع إليها وشاهد مقدم السيارة داخلاً في الباب، وطفلاً ميتاً.
سؤال من المدعي بالحق المدني:
ماذا فعلت فور علمك بالحادث؟
الشاهد توجهت لقسم قصر النيل.
المدعي بالحق المدني هل شاهدت المتهمة في القسم ومعها أحد؟
الشاهد كانت في غرفة المأمور ومعها سيدة وولد صغير.
المدعى بالحق المدني ألم تلاحظ معاملة خاصة من البوليس لشهود الرؤية فور وقوع الحادث؟
الشاهد مكثت في القسم لغاية الساعة 2 صباحاً بعد منتصف الليل في غرفة المأمور، وأعلم أن شاباً ميكانيكياً طلب سماع أقواله كشاهد إثبات، فرفض المحقق إجابة طلبه، وأمر عسكري البوليس بإخراجه من القسم فوراً.
الشاهد الرابع
ثم نودي الشاهد الرابع "الدكتور مرقص جندي" فحضر وحلف اليمين، ثم قال: في يوم الحادث أغلقنا الاجزاخانة حوالي التاسعة و 35 دقيقة مساء، وتوجهنا أنا وبعض أصدقائي والدكتور أديب إلى كازينو سان سوسي بالجيزة، حيث أقمنا فترة قصيرة ثم أشرت عليهم باقتراح، وهو النوم مبكراً، لأننا كنا متعبين وقتئذ فاجتزنا ميدان التحرير، ووصلنا إلى الصيدلية، في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء ووجدنا السيارة داخل الصيدلية .. ووجدنا جسماً لشاب ميت ملقى بجوارها على الرصيف.
المحكمة ألم تسمع متى حدثت الحادثة؟
الشاهد الذي سمعته أن الحادث وقع فور مغادرتنا للصيدلية قاصدين إلى كازينو "سان سوسي" وعلى كل فالمسافة بين تركنا الصيدلية، وعودتنا إليها لم تستغرق أكثر من ثلثي ساعة على الاكثر..
وقال الشاهد إنه سمع من الناس الذين كانوا موجودين وقت الحادث، أن السيارة كانت تقودها فتاة، وشخص كان يقف بجوارها، وأشار عليها بالهرب و"الزوغان" .. وأضاف أنه سمع هذا الكلام من أناس كثيرين جداً.
الشاهد الخامس
ثم نودي الشاهد الخامس وهو "صبحي تادرس" فحضر وحلف اليمين، وروى شهادته التي لا تخرج عن شهادة الطيبين السابقين.
مدير سينما شهر زاد
ثم نودي شاهد الإثبات "عبد المنعم محمد" مدير سينما شهر زاد، فحضر وحلف اليمين، وسأله القاضي: إيه معلوماتك؟
الشاهد لا أعرف شيئاً عن الحادث.
المحكمة ولماذا حضرت إلى هنا؟
الشاهد وصلني إعلان بالحضور.
المدعي بالحق المدني هل تعرف المتهمة كمترددة دائمة على السينما؟
الشاهد نعم وأعرف شكلها.
المدعي بالحق المدني أثناء عرض الافلام .. ما هي حدود اختصاصك!
الشاهد أكون بجوار الباب أثناء دخول الجمهور.
المدعي بالحق المدني حيث إن اختصاصك هكذا .. فما موقف العمال الذين يقطعون التذاكر؟
الشاهد من نفس باب السينما.
المدعي بالحق المدني إذا حدث شيء غير عادي على السلم، هل يلفت هذا نظرك أم لا؟
الشاهد كل الذي أراه في السينما أشعر به.
المدعي بالحق المدني في مساء الاحد 4 سبتمبر الماضي: هل تذكر على وجه التحديد إذا كانت نوال حضرت للسينما في ذلك اليوم أم لا؟
الشاهد لا .. وجايز تكون حضرت.
المدعي بالحق المدني هل تستطيع أن تحدد لنا وقت الاستراحة الاولى بين الافلام المختلفة؟
الشاهد السينما تعرض عادة 3 أفلام .. والاستراحة الاولى، وهي بين الفيلم الاول والثاني تكون في حوالي الساعة التاسعة، أو التاسعة والربع مساء، والاستراحة الثانية بين الفيلمين الثاني والثالث، لأنها تبدأ في الساعة الحادية عشرة والربع مساء.
شقيقة القتيل
ثم نوديت شاهدة الإثبات "الآنسة جماني" شقيقة القتيل الثاني بطفل إيليا كارازيدس فأدلت بشهادتها.
إسماعيل السنوسي
ثم نودي شاهد الإثبات "إسماعيل السنوسي" تاجر الافلام فحضر، وحلف اليمين، وقال إنه شاهد أثناء جلوسه بمحله المجاور للصيدلة السيارة وهي تقتحم الصيدلية بسرعة مذهلة، ثم نزلت منها فتاة، وقد مال عليها شاب وهو يأمرها بالهرب، و"الزوغان" حيث شاهدها بعد ذلك وهي واقفة مع بوليس النجدة، والناس يشيرون إليها ويقولون: أهي دي اللي كانت سايقة السيارة.
الطفل بوللي هارجيان
ثم نودي الطفل "بوللي هارجيان" وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره فحضر وحلف اليمين، وروى للمحكمة شهادته من أنه كان واقفاً مع الطفل "إيليا" على الرصيف المجاور لمحل أسترا، ثم فوجئ بالسيارة وهي تقتل زميله الطفل "إيليا" وقال إنه شاهد الفتاة وهي تقود السيارة وفي يدها عجلة القيادة وقت الحادث.
قضية لا تحتاج إلى جهد
وبعد ذلك نهض الاستاذ سليمان أيوب، ممثل النيابة العامة وقال: إن القضية لا تحتاج إلى جهد فهي ثابتة، والوقائع ليس مختلفاً عليها، والشهود كثيرون، ويؤيدون اتهام الفتاة، وأنها كانت تقود السيارة بسرعة مذهلة، حتى صعدت إلى الرصيف، وصدمت كل من يقف عليه.
وقال وكيل النيابة: إن الإصابة لا يمكن وصفها إلا بأنها قتل .. وشهود الإثبات وصفوا الواقعة وصفاً دقيقاً، والنيابة لا يسعها إلا أن تطلب تطبيق أقصى العقوبة، والحكم بحبسها مع النفاذ.
مرافعة المدعين بالحق المدني
ثم نهض الاستاذ "عدلي فرج" الحاضر مع والد الطفل إيليا كارازيدس، فقال: إن المتهمة وشهودها حاولوا التلفيق، ثم فند أقوال شهود الإثبات.
وانتقل إلى تنفيذ أقوال الانجال الثلاثة للدكتور محمد كامل مرسي مدير جامعة القاهرة، وقال إن ولدهم هو الصديق الحميم لعائلة نور، وإن ولديه جميل والمعتز صديقان لشقيقها حازم.
اللهم وفق
وقال الاستاذ عدلي:
نعرف أن نوال وشقيقها قد انتهزا غيبة السائق، وأخذ السيارة، لان معهما مفتاحاً ثانياً لها .. وسموها يا حضرات القضاة زي ما تسموها .. رعونة .. شيطنة .. شقاوة .. عدم تقدير للمسؤولية .. المهم أن "نوال نور" أرادت أن تخرج في نزهة مع من كانوا معها بعيداً عن أعين السائق .. وفي سبيل هذه النزهة أرادت نوال أن تقود العربة، فقتلت طفلين، وحطمت رجلين، وأتلفت ممتلكات وأثكلت أمهات.
استراحة
وكانت الساعة قد بلغت الواحدة مساء فرفعت الجلسة للاستراحة ثم أعيدت للانعقاد في الساعة الواحدة والنصف.
مرافعة الأستاذ حسين رؤوف
ونهض الاستاذ "حسين رؤوف" المحامي عن المدعية بالحق المدني، وهي السيدة اعتماد والدة القتيل محسن جوهر .. وقال إن القضية قضية وقائع، وتدور حول نقطة هامة، وهي: هل كانت "نوال نور" في سينما شهرزاد كما تدعى، أم أنها كانت في السيارة وقت الحادث؟
وانتهى إلى القول بأن التهمة ثابتة قبل "نوال نور" وطلب الحكم عليها بأشد العقوبة.
مرافعة الأستاذ عبد الرحمن حسن
ثم نهض الاستاذ "عبد الرحمن حسن" المحامي عن والد القتيل الطفل "محسن" وقال إن حكم القضاء العادل سوف يكون هو الرادع القوي للطائشين من أمثال نوال وغيرها من المستهترين.
مرافعة جمال الشريف
وأعقبه الاستاذ جمال الشريف المحامي الحاضر مع المدعي بالحق المدني إسماعيل لبيب، وقال: إنه يطلب جعل مبلغ الثلاثة آلاف جنيه التي طلبها تعويضاً مؤقتاً لا كاملاً، ثم قدم للمحكمة شهادة طبية من مستشفى الدكتور الغريني أثبت فيها أن موكله هو ميت حي في كفن من الجبس.
استراحة
وكانت الساعة قد بلغت الثانية والنصف مساء فرفعت الجلسة على أن تعود للانعقاد في جلسة مسائية أخرى بدأت من الثالثة والنصف.
الجلسة المسائية
وفي الساعة الثالثة والنصف استأنفت المحكمة جلسة مسائية ثانية لنظر القضية، ونهض الدفاع عن المتهمة، الاساتذة: محمد إسماعيل عوض، ومحمد ممدوح، وترافعا، ففندا أقوال الشهود، وتكلما كثيراً في الناحية القانونية، وطلبا براءة موكلتهما، ورفض الدعوى المدنية.
مرافعة عن المتهمة
ثم نهض عم المتهمة الاستاذ محمود متولي نور، محافظ القاهرة السابق، وقال: إنه ينضم إلى زملائه المحامين عن ابنة شقيقه، ولكنه يتكلم بوصفه زعيم أسرة نور .. وقال: إن القضية ليس فيها دليل قبل نوال نور.
وعقب ذلك نهض الاستاذ "عدلي فرج" عن المدعي بالحق المدني، وعقب على مرافعة الدفاع، وقال: إنه بعد سماع هذه المرافعات ينتهي إلى أن القضية أكثر ثبوتاً الآن قبل نوال نور.
ثم عقب عليه الاستاذ "محمد ممدوح" وصمم على طلب البراءة.
وكانت الساعة قد بلغت السابعة إلا ربعاً، فرفعت للمداولة حيث أعيدت للانعقاد في الساعة الثامنة والربع، وأصدر القاضي الحكم الآتي نصه:
أولاً- حكمت المحكمة حضورياً للمتهمة وللمدعين بالحق المدني ببراءة المتهمة مما أسند إليها، ورفض الدعاوى المدنية الاربع المقدمة ضدها من كل من اعتماد عثمان
غالب، ومحمود سليمان جوهر، وإسماعيل أحمد لبيب، وبردورس كازاريدس مع إلزام رافعيها بمصاريفها "بلا مصاريف جنائية" .
وزغردت بعض النسوة الحاضرات مع نوال، وهتف بعض مؤيديها "يحيا العدل"، ثم خرجت وركبت سيارتها الشفروليه موديل 55 الجديدة التي اشترتها عقب الحادث.
بهذه الطريقة كتبت صحيفة "الاخبار" تقريرها عن هذه القضية التي شغلت بال الجمهور في مصر نحواً من سنة، وكان شعور الجمهور كما سبقت الإشارة إلى ذلك ضد المتهمة التي كانت السبب في هذه الجناية، وتوخت الصحيفة مسايرة هذا الشعور العام، فكانت تأتي بالصور التي تتفق وهذا الاتجاه، أو التي توحي بهذا الإحساس، كما كانت تكتب "بالبنط الاسود" بعض أقوال الشهود والمحامين الممثلين للاتهام مما له دلالة خاصة، وتأثير معين في سير القضية نحو الإدانة لا البراءة.
ومع هذا وذاك فقد شاء القضاء المصري أن يصدر حكمه بالبراءة على نحو ما رأيت.