الدورة الزراعية في الزراعة العضوية

Crop Rotation in Organic Agriculture

أولاً : أهمية الدورة الزراعية في الزراعة العضوية

تعتبر الدورة الزراعية Crop rotation بمعنى تناوب المحاصيل هي السمة الأساسية في نظام الزراعية العضوية حيث يوفر ذلك الآلية الرئيسية لبناء التربة السليمة والمحافظة على خصوبتها والمادة العضوية بها. ومن المعروف أن الدورة الزراعية تعمل على توفير العناصر الغذائية بالتربة وخاصة النيتروجين، كما تساعد على النشاط الحيوي بالتربة، وهي أيضاً وسيلة رئيسية لمقاومة الآفات الحشرية والأمراض النباتية والحشائش الضارة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المزايا الأخرى وتناوب المحاصيل يعني تغيير نوع المحاصيل المزروعة في قطعة معينة من الأرض من سنة إلى أخرى، وتناوب المحاصيل الجيد يتطلب التخطيط الاستراتيجي الجيد لتحقيق الأهداف المرجوة منه. وهناك العديد من النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار عند تصميم الدورة الزراعية مثل:

* نوع التربة وخصوبتها والمناخ السائد بالمنطقة قد يملي طبيعة تناوب المحاصيل في الدورة الزراعية وبناء على الاحتياجات السمادية للمحصول يتم تعديل تناوب المحاصيل.

* المحاصيل ذات الجذور العميقة يجب أن يتبعها محاصيل الجذور السطحية، كما يجب أن يكون هناك تناوب بين المحاصيل العالية والمنخفضة في الكتلة الحيوية للجذور.

* يجب أن يكون هناك تناوب بين المحاصيل المثبتة للنيتروجين مع المحاصيل ذات الاحتياجات العالية للنيتروجين.

* يجب استخدام المحاصيل القابضة والأسمدة الخضراء في الدورة الزراعية للحفاظ على التربة مغطاة بقدر الإمكان، وحيث إن المحاصيل التي تنمو ببطء تعتبر عرضة لنمو الحشائش الضارة فيجب أن يتبع مثل هذه المحاصيل محاصيل سريعة النمو في الدورة الزراعية لقمع نمو الحشائش.

* كما يجب أن يكون هناك تناوب بين المحاصيل الورقية ومحاصيل القش Straw crops.

* وأخيراً يجب زراعة المحاصيل المتحملة للإصابة بالتناوب وفي فترات زمنية مناسبة عندما يكون هناك خطر من انتشار أحد الآفات الحشرية أو الأمراض النباتية أو الفطريات المحمولة في التربة.

وجدير بالذكر أن الدورة الزراعية المناسبة يجب أن تتضمن أحد المحاصيل البقولية كسماد أخضر وكذلك أحد محاصيل التغطية حيث إن بقايا المحاصيل المستخدمة في التغطية تعمل على زيادة مكونات التربة من المادة العضوية وبالتالي توفير نشاط جيد للكائنات الحية الدقيقة بالتربة لكي تقوم بعمليات التخمر.

ومن المعروف أن من أهم وظائف المادة العضوية بالتربة أنها تعمل كمخزن للعناصر الغذائية وتزيد من القدرة التبادلية للتربة، كما تعمل على تحسين التركيب البنائي للتربة وتقلل من انحدار أو انجراف الطبقة السطحية للتربة بالإضافة لذلك تعمل المادة العضوية كعازل في التربة ضد التغيرات السريعة التي تحدث في حموضة وقاعدية وملوحة التربة. كما تعمل المادة العضوية على تحسين الصرف عن طريق تقليل تأثيرات التربة المضغوطة ذات القوام الدقيق.

وجدير بالذكر أن نظم الزراعة العضوية تؤكد وتشدد على استخدام التطبيقات أو الممارسات الزراعية التي تؤدي إلى المحافظة على التركيب البنائي للتربة وتسمح بأن يستمر الغطاء النباتي للتربة لفترات طويلة بقدر الإمكان وذلك من خلال دورة زراعية مناسبة. إن المكونات الرئيسية في النظام البيئي للتربة تتواجد بنسب معينة وهي: الكائنات الحيوية والمعادن والمادة العضوية والهواء والماء، وجميع هذه المكونات تتفاعل مع بعضها عند زراعة التربة. وعموماً فإن بعض الممارسات الزراعية تترك التربة معرضة أو مكشوفة، كما أنها تقلل من ثبات تركيبها البنائي لحدوث التآكل السريع للتربة (التعرية لسطح التربة). إن الإدارة الجيدة للتربة يجب أن تهدف إلى تحسين وحماية التركيب البنائي للتربة وكذلك المحافظة على نشاطها الحيوي وخصوبتها.

وبناء على ما سبق، فإننا يجب أن نتأكد من النقاط التالية عند إجراء الممارسات المختلفة في إدارة التربة.

* إن اجراء تحليل للتربة الزراعية قبل الزراعة له أهمية قصوى لمعرفة محتواها من المادة العضوية وكذلك مدى توفر العناصر الغذائية المختلفة بها بالإضافة إلى معرفة التركيب البنائي للتربة.

* الإضافة المستمرة للمتبقات العضوية في صورة الأسمدة العضوية، مما يساعد في استمرار المحافظة على مستوى المادة العضوية Humus والنشاط الحيوي للتربة والعناصر الغذائية.

* أن يكون مستوى النشاط الميكروبي كافي لكي يبدأ تحلل المواد العضوية ولكي تتحلل العناصر الغذائية إلى أملاح سهلة للامتصاص بواسطة جذور النباتات.

* توفير الظروف الملائمة لاستمرار نشاط ديدان الأرض، والكائنات الحية الدقيقة الأخرى الموجودة بالتربة.

* تحسين وتثبيت التركيب البنائي للتربة عن طريق وجود حبيبات بالتربة السطحية والحرث غير العميق وخلط المادة العضوية بالتربة.

بالإضافة إلى ما سبق فإن تغطية سطح التربة وزراعة كل من الأسمدة الخضراء Green Manure ومحاصيل التغطية Cover crops والمحاصيل البينية Inter crops كل ذلك يساهم في تقليل التعرية أو الانجراف بالتربة.

ثانياً : المبادئ العامة التي يجب اتباعها عند تصميم الدورة الزراعية

وفيما يلي أهم النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار عند تصميم الدورة الزراعية:

• يجب أن يتبع المحاصيل البقولية المحاصيل ذات الاحتياج العالي لعنصر النيتروجين.

• يجب زراعة المحاصيل ذات الاحتياج الأقل من النيتروجين في السنة الثانية أو الثالثة بعد محصول البقوليات.

• لا تتبع محصول واحد في الدورة بآخر وثيق الصلة به، أي من نفس العائلة النباتية.

• تعاقب المحاصيل يجب أن يعزز إنتاج محاصيل صحية.

• تعاقب المحاصيل في الدورة الزراعية يجب أن يساعد في السيطرة على الأعشاب الضارة.

• يجب زراعة محصول عميق الجذور كجزء من تناوب المحاصيل في الدورة الزراعية.

• يجب زراعة بعض المحاصيل في الدورة التي سوف تترك كمية كبيرة من بقاياها لتستفيد منها التربة.

• عندما يتم زراعة تشكيلة واسعة من المحاصيل يجب تقسيمها في بلوكات ومجاميع وفقا للعائلة النباتية، وتوقيت الزرعة (على سبيل المثال المحاصيل المبكرة توضع معاً)، ونوع المحاصيل (جذرية أو ورقية أو ثمرية)، أو تبعاً للمحاصيل التي تحتاج لممارسات زراعية متماثلة.

ثالثاً : الدورة الزراعية ودورها في مكافحة الآفات

تناوب المحاصيل يمكن أن يكون وسيلة فعالة وغير مكلفة نسبياً في وقاية المحاصيل من الإصابة ببعض الآفات الحشرية والمرضية ولكن ذلك ليس بالأمر السهل حيث يجب معرفة الأمراض أو الآفات التي يمكن السيطرة عليها من خلال تنفيذ دورة زراعية معينة. وذلك بالطبع يتطلب المعرفة التامة لطبيعة الآفة أو المرض من حيث المدى العوائلي والعوائل المفضلة وغيرها والتي تجعل من الممكن السيطرة عليها من خلال الدورة الزراعية، وقد يكون ذلك من خلال إنتاج المواد الكيميائية السامة لمسببات الأمراض أو تحفيز الكائنات الحية المفيدة في التربة أو تشجيع تكاثر المفترسات والطفيليات. وجدير بالذكر أن بعض مسببات الأمراض بالتربة لا تتأثر بالدورة الزراعية وهنا يجب أن نعمل ونركز على تدابير أكثر ملائمة لإدارة مثل هذه الأمراض، بما في ذلك استخدام أصناف مقاومة ومنع إدخال مسببات الأمراض إلى المزرعة.

إن فعالية الدورة الزراعية كأداة لمكافحة الحشرات تعتمد على دورة حياة الحشرة المستهدفة. وفي الحقيقة لنجاح الدورة الزراعية في السيطرة بشكل جيد على أحد الآفات الحشرية ينبغي أن يكون الطور الذي تكون عليه هذه الحشرة خلال فترة نهاية محصول ما وحتى بداية المحصول التالي هو أحد الأطوار الساكنة قليلة الحركة. كما يجب أن يكون لهذه الحشرة مجموعة محدودة من العوائل النباتية بالمنطقة، وبالطبع ليس هناك الكثير من الآفات الحشرية تناسب هذا النمط، حيث إن معظم الآفات الحشرية يكون لديها فترة خلال طور الحشرات الكاملة يسمح لها بالتنقل بسهولة عبر مزرعة واحدة على الأقل وغالباً ما تأتي هذه المرحلة عندما تكون الحشرات خارجة من مرحلة البيات الشتوي في فصل الربيع، لذلك فإن تناوب المحاصيل من سنة واحدة إلى أخرى لا تؤثر عليها بالإضافة إلى ما سبق، هناك العديد من الآفات الحشرية لا تدخل في بيات شتوي في بعض المناطق بل تهاجر مئات الكيلومترات كل عام لكي تجد عوائلها وتهاجمها وتتربي عليها مثل ثاقبات الذرة Corn earworms واليرقات القياسة في الملفوف Cabbage loopers ونطاطات أوراق البطاطا Potato leafhoppers وغيرها.

مواضيع ذات صلة

استخدام المصائد اللاصقة الملونة لمكافحة الآفات الحشرية في الزراعة العضوية

استخدام الفرمونات في مكافحة الآفات الحشرية في الزراعة العضوية

تكييس ثمار الفاكهة للوقاية من الآفات الحشرية في الزراعة العضوية Fruit Bagging

استخدام المحاصيل الصائدة في المكافحة في الزراعة العضوية Trap Cropping

تطعيم محاصيل الخضر في الزراعة العضوية

استراتيجيات مكافحة الحشائش في الزراعة العضوية

استخدام النيم لمكافحة الحشرات

استخدام النيكوتين لمكافحة الحشرات

استخدام الليمونين لمكافحة الحشرات

استخدام الكحول لمكافحة الحشرات

استخدام الكبريت لمكافحة الآفات

استخدام الصابون لمكافحة الحشرات