x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

تأثير البيئة على الشخصية

المؤلف:  جماعة من العُلماء

المصدر:  نحو حياة أفضل

الجزء والصفحة:  ص 48 ــ 51

2024-03-23

201

ان البيئة من العوامل المهمة جداً التي تصنع شخصية أي فرد ونقصد به كل انماط المحيط التي يمر بها الإنسان منذ البدء وحتى النهاية مثل محيط البيت، التربية والتعليم، العمل، أنواع المعاشرة الفردية، وبالتالي البيئة الإجتماعية فانه يتبع المحيط كل من الوضع الظاهر للشخصية الإنسانية، وأسلوب قولها وعملها ولباسها وحتى سلامتها وعلمها وغير ذلك من الجوانب الأخرى. وذلك خصوصاً في الطفل الذي هو كنبتة فتية، فكما ان رشد النبتة ونموها وأثمارها ترتبط بمحلها من البستان ومقدار الأشعة الشمسية التي تصلها، والماء الذي يصلها وكيف ومن أين تروى، كذلك الطفل يقبل التأثير جداً من عوامل محيطه بل هو أشد قبولاً للتأثير.

ومن هنا فقد توجه الإسلام لهذه النقطة الحساسة أيضاً فهو يمنع اتباعه من الذهاب إلى المراكز الملوثة بالمعاصي في حين يدفعهم للحضور في مجالس العلماء كما انه يمنعهم من عقد صداقة مع أي كان إذ تسري صفات الصديق لصديقه حتى ان الإسلام ينهى عن الإشتراك في جلسة أو محفل يشرب فيه الخمر.

فما أروع الإسلام بهذه الواقعية والنظر الدقيق.

نموذجان من الشخصيات البارزة في الإسلام

وهنا نعرض نموذجين من الشخصيات المثالية في الإسلام:

1ـ بلال الحبشي:

وبلال الحبشي هو أحد النماذج العظيمة التي ربيت على الشخصية الإسلامية.

فلنقرأ آثار هذه العظمة والتربية في هذا المقطع من قصة حياته، فقد توجه يوماً بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى طلب يد إبنة أحد زعماء القبائل فذهب هو وأخوه إلى بيته وبدلاً من التملق والمدح الزائف قال: (ان تزوجونا فالحمد لله وان تمنعونا فالله أكبر) (1).

انه يعلم ان عزة الشخصية وعظمتها خاصة بعباد الله الحقيقيين وهو تلميذ المدرسة التي تقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].

انه لا يسمح لنفسه ان تصغر وتتملق أمام الميول القلبية أو القدرة المالية لعائلة البنت، ان روحه العظيمة لن تقبل الانضواء تحت لواء عبارات مذلة كأن يقول الشاب لأهل الفتاة: (اقبلوني عبداً) وغير ذلك.

2ـ عبد الله بن حذاقة:

قالوا انه أسلم قديماً وصحب النبي (صلى الله عليه وآله) وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ويمكن استفادة حسن حاله وقوة إيمانه مما روي مسنداً من أن الروم أسرته وعرضت عليه التنصر فأبى، فأغلي الزيت في إناء كبير وأتي برجل من اسرى المسلمين فعرض عليه التنصر فأبى فألقي في الزيت المغلي فإذا عظامه تلوح ثم عرض على عبدالله هذا النصرانية، فأبى، فأمر به أن يلقى في الزيت المغلي، فبكى، فقالوا: قد جزع قد بكى! قال كبيرهم: ردوه فقال: (لا ترى أني بكيت جزعاً مما تريد ان تصنع بي ولكني بكيت حيث ليس لي إلا نفس واحدة يفعل بي هذا في الله، كنت أحب ان يكون لي من الأنفس عدد كل شعرة في ثم تسلط علي فتفعل بي هذا) فأعجب منه وأحب ان يطلقه.

فقال: قبل رأسي وأطلقك.

قال: ما أفعل.

قال: تنصر وأزوجك ابنتي واقاسمك ملكي.

قال: ما أفعل.

قال: قبل رأسي واطلقك وأطلق معك ثمانين من المسلمين.

قال: (أما هذه فنعم، فقبل رأسه فأطلقه وأطلق معه ثمانين من المسلمين...) (2).

ان هذا نموذج من شخصية شاب رباه الإسلام فحصل تحت ظل هذه التربية على شخصية عظيمة بحيث تبعث كل إنسان على ان يكيل لها كل معاني المدح والإكبار فحياه الله وحي شخصيته الصامدة السامية.

الذنب أهم عامل مهدم للشخصية:

كما انه يلزم للإنسان ان يحصل على ما يكون اساساً للموقعية الممتازة والحيثية والشخصية الظاهرية فانه يلزمه ان يكون بصدد ايجاد العوامل التي تصنع قيمه المعنوية والروحية.

وترك الذنب من أكبر هذه العوامل التي تبني الشخصية الحقيقية لكل فرد.

يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (ما من نكبة تصيب العبد الا بذنب) (3).

ويقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (هلك من أضله الهوى) (4).

ان أعظم مثال للشخصية - وأروعه في نفس الوقت - هو المثال الداخلي للشخصية الذي يجب ان يصل إليه كل إنسان في وجدانه وذاته... والذنب ـ مهما كان خفياً - يحطم هذا الهيكل الرفيع الرائع من الداخل وان كان الناس يظنون صاحبه سالماً ظاهراً.

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (من هانت عليه نفسه فلا ترجُ خيره) (5).

ان الإسلام لا يجيز للمسلمين ان يلوثوا أنفسهم بالذنوب ونتائجها فيعودوا مع السّفلة والجهلة وغير اللائقين للحياة على حد سواء.

وأخيراً

عزيزنا القارئ، فلتسعَ لبناء شخصيتك الإسلامية على الصعيد الفردي بالتخلق بأجمل الأخلاق، وعلى الصعيد الإجتماعي بالعمل على ان يسترجع مجتمعنا الإسلامي المعالم الأصيلة التي أرادها الإسلام لمجتمعه وأهم هذه المعالم التسليم لأمر الله ونهيه، والإصرار على العمل بقرآنه العظيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ رجال حول الرسول (صلى الله عليه وآله).

2ـ سفينة البحار، ج 2، ص 128.

3ـ الكافي، ج 2، ص 269.

4ـ غرر الحكم، طبع النجف، ص 329.

5ـ المصدر السابق، ص 298. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+